منذ وصول النيريكا او "الارز الجديد لافريقيا" الى حقول الارز في ساحل العاجوغينيا، بدأ عدد من المزارعين يحلمون بحياة افضل. وتقول البرتين كباسا رئيسة جمعية واثوسيبا او (الانسان لا يموت) (بلغة بيتيه) التي تضم 53 امرأة من دالوا بوسط ساحل العاج: منذ ان بدأنا نزرع النيريكا، صار في مقدورنا اطعام اولادنا على مدار السنة وارسالهم الى المدرسة، وصار ازواجنا يحترموننا اكثر وبتنا نكسب مالا.ويؤكد مامادي كامارا وهو سائق شاحنة سابق استقر في قرية في منطقة فارانه في غينيا: حتى لو اعطوني اليوم شاحنة خارجة من المصنع للتو، لواصلت زراعة النيريكا. ويسعني اليوم تأمين الطعام لعائلتي وبيع منتوجاتي في السوق لكسب المال.واطلق على هذا النوع الجديد من الارز اسم نيريكا المستمد من عبارة (ارز جديد لافريقيا) بالانكليزية. ويبدو منذ انتشاره في غرب افريقيا انه يرضي الى اقصى الحدود المزارعين في ساحل العاجوغينيا على السواء. والنيريكا صنف هجين وليد مزيج ناجح بين صنفين افريقي واسيوي من الارز، بعد عشر سنوات من الابحاث اجرتها جمعية تطوير الارز في غرب افريقيا (ادرارو، مقرها في بواكيه، وسط ساحل العاج). ومن اهم ميزات هذا الارز انه يقاوم الامراض والحشرات وينبت في التربة الفقيرة وفي ظروف من الجفاف، كما انه اغنى من سواه من الاصناف بالبروتينات وينبت بسرعة ويعطي مردودا عاليا.كل هذه الميزات تتيح تحقيق الامن الغذائي، فضلا عن تخفيض استيراد الارز، المادة الغذائية الاساسية في هذه المنطقة.واوضح الخبير الاجتماعي والاقتصادي في الجمعية اليون ديانييه ان حوالي اربعة آلاف مزارع اعتمدوا النيريكا (في ساحل العاج) منذ اطلاق الحكومة حملة لنشر صنفين عام 2001.وتابع ان 48% من المزارعين الذين تم اطلاعهم على النيريكا اعتمدوه عام 2001 وخصصوا لزراعته 9% على الاقل من اراضيهم، في حين واصلوا زراعة الاصناف التقليدية من الارز في باقي الاراضي.وقال ان مزارعي ساحل العاج يعرفون حتى الان معدل 14 صنفا من الارز، يزرعون منها اربعة على الاقل. وبحسب توقعات الجمعية، فان 140 الف مزارع سيعتمدون النيريكا بحلول 2005، وستبلغ مساحة الاراضي التي يزرع فيها 25 الف هكتار.وفي غينيا، اتجهت نسبة كبيرة من المزارعين الى هذا الصنف الجديد، بعد ان جعلت الحكومة من نشره اولوية سياسية. فسارعت الحكومة الغينية بمشاركة منظمة ساساغاوا غلوبال 2000 غير الحكومية اليابانية الى تشكيل وحدات تجريبية من المزارعين تتولى منذ 1997 اختبار زراعة النيريكا ونشره.واليوم، تلقت 1795 عائلة في منطقة فارانه (جنوب شرق) وحدها التي يبلغ عدد سكانها حوالي 150 الف نسمة، بذورا من ارز النيريكا في اطار الحملة 2002، ولا ينفك الطلب عليه يرتفع. واوضح وزير الزراعة في غينيا جان بول سار خلال زيارة الى فارانه ان المسألة تتعلق بتلبية حاجة جوهرية، وهي الاكتفاء الذاتي الغذائي. انه من الاهداف الرئيسية لسياستنا الزراعية.وتابع اننا نوفر من 30 الى 40 مليون دولار في العام من نفقات الاستيراد بفضل انتاج هذا الارز، ما يسمح لنا بالاستثمار اكثر في تطوير مكننة الانتاج الزراعي. ويواصل جميع المزارعين زراعة الارز المحلي، وان كان اقل مردودا، غير ان معظمهم تخلوا عن الزراعات الاخرى كزراعة القطن والكاكاو والخضار لمصلحة النيريكا.