أكدت مصادر سياسية كويتية رفيعة، أن الهدف غير المعلن من حملة الاستجوابات الأخيرة، التي يشهدها مجلس الأمة الكويتي؛ هو الضغط على رئيس الحكومة، ودفعه إلى إجراء تعديل وزاري، يستبعد عددا من أعضاء الفريق الحكومي، وهو ما لن يحدث أيا كان حجم الضغوط. يأتي ذلك قبل 48 ساعة على جلسة مجلس الأمة، المدرج على جدول أعمالها استجواب رئيس الحكومة الشيخ جابر المبارك، ووزير الصحة الشيخ محمد العبدالله. وقالت المصادر لصحيفة "السياسة" في عددها أمس: إن هناك خمسة استجوابات أخرى لا تزال في الانتظار، مشيرة إلى أن المجموعة النيابية التي أيدت الاستجوابين المدرجين، قررت في اجتماع تنسيقي سابق التوقف عند هذا الحد؛ للوقوف على نتائج وطريقة تعاطي الحكومة معهما، ليتسنى بعد ذلك اتخاذ قرار في شأن بقية الاستجوابات. من جهته، رأى النائب كامل العوضي أن مطالبات أغلب النواب، بضرورة استبعاد بعض الوزراء "مستحقة"، مشيرا إلى أن هذه المطالبات جاءت نتيجة طبيعية لغضب واستياء النواب؛ من عدم التفاعل والرد على الأسئلة البرلمانية التي تقدم إلى الوزراء. في المقابل، وصف النائب خليل الصالح، أي محاولة لإجراء تعديل وزاري من أجل تجاوز الاستجوابات بأنه "هروب إلى الأمام" وزيادة في الكلفة السياسية". وقال الصالح: إن "محاولات الهروب من مواجهة الاستجوابات عبر التعديل أو التدوير، ليست إلا لعبة مكشوفة، ومناورة سياسية؛ لكسب مزيد من الوقت". وأوضح أن على رئيس الحكومة اقناع وزرائه بالمواجهة، وصعود المنصة لتفنيد محاور الاستجوابات، مشيرا إلى أن التعديل وسيلة الضعيف، وسيثبت أن مقدمي الاستجوابات على حق. وقال: "دورنا كنواب، هو المحاسبة وتسليط الضوء على الخلل، وكشف الحقائق أمام رئيس الحكومة، وتاليا فإن اجراء التعديل الوزاري حق أصيل لسموه، لا يجوز لنا التدخل فيه، رغم وجود وزراء مقصرين". وفي سياق آخر، أعلن وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور عادل الفلاح، أن الوزارة أوقفت ثلاثة خطباء احترازيا، لحين الانتهاء من التحقيق معهم؛ لتجاوزهم ميثاق المسجد، مبينا أن الوزارة لن تسمح باستغلال المنابر في طرح موضوعات تعد تجاوزاً للقوانين. وشدد الفلاح لصحيفة "القبس" الكويتية أمس، على ضرورة الالتزام بميثاق المساجد، وعدم التطرق إلى أي أمور سياسية أو طائفية، كاشفا عن توجه الوزارة لإقرار آلية، لحماية المساجد من السرقات والتخريب، تتمثل في تخصيص جانب من كل مساجد البلاد لتأدية الصلوات بعد انتهاء صلاة الجماعة، كما أن الأوقاف ستعتمد هذه الآلية في التصاميم الجديدة للمساجد.