المكان: جامعة الملك سعود "عليشة" أمام بوابة رقم 2الزمان: يوم الأحد الموافق 1429/5/6ه، الساعة: 12ظهراً الطرقات مزدحمة، وأصوات السيارات تملأ المكان، وأفواج الفتيات في كل اتجاه.. اتصلت بالسائق حتى يبتعد بالسيارة عن الزحام، وآتي إليه مشياً حتى لا أضطر أن أتأخر على موعد خروج شقيقتي. وأنا في طريقي للسيارة فاجأني صوت غريب ينبعث من مكبرات الصوت الخاصة بسيارة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "والذي يفترض بها أن تفعل ذلك". لم آبه للصوت غير المفهوم، وركبت سيارتي، لم يلبث السائق أن تحرك حتى هاجمنا شخص ضخم الجثة، طويل اللحية، عالي الصوت، حاد الطباع، متجهم الوجه. طرق زجاج النافذة بكل وحشية حتى كاد أن يكسرها. في بداية الأمر ظننت أن سائقنا قد أغلق عليه مكان خروج سيارته!. عندها طلب من السائق فتح النافذة مشيراً بيده إلى أسفل، وطلب منه إقمته فأجابه السائق بأنه لا يملكها لأنه جديد، فصرخ بأعلى صوته ظناً منه أن سيرعبه فارتبك المسكين وأخرج ورقة هي عبارة عن صورة من جواز سفره فيها رقم جوال كفيله الذي هو والدي. ثم قال له: أغلق محرك السيارة وافتح النافذة الخلفية، قام المسكين بتفح النافذة المجاورة لي فأدخل نصف رأسه وقال لي بصوت عال لماذا تتطاولين علينا وتسفهين المشايخ عندما كنا نقول لك غطي شعرك كأننا نشتغل عندك، كنت لحظتها في حالة ذهول وخوف شديدين. فهمت فيما بعد أنه بسبب استعجالي بالخروج لم أغطي شعر بشكل كامل فسكت برهة حتى أستوعب ما يحصل فقال لي أعطيني بطاقتك الجامعية.. فأجبته بأني لم أحضرها "ولم أكذب في ذلك" فقام مرة أخرى وبصوت أعلى فأجبته بصوت أعلى ظناً مني أنه لم يسمع: لم أحضر بطاقتي الجامعية فقال لي بالحرف الواحد: "أنا أعرف وشلون أكلم شؤون الطالبات ويطلعون بطاقتك غصب عنك".. ظناً منه بأن الأمر تحد وعناد!. أجرى مكاملة مع الشؤون لا أعلم ما هو محور الحديث الذي دار لكني استنتجت من خلال ما سمعت أنه ليس لهم صلاحيات بالتدخل ما دامت الطالبة تركب سيارتها الخاصة بسائقها الخاص أغلق الهاتف وهو يستشيط غضباً ثم عاود الصراخ قائلاً: السائق لمن؟ قلت له بكل عفوية: لنا. قال من كفيله؟. اعطيته اسم والدي واسم جدي وأنا خائفة ثم استوعبت انه لا يملك الصلاحية بالتحقيق معي. فقلت له: لن أتكلم حتى يحضر والدي. قال: هيا اتصلي به. اتصلت بوالدي، قلت باختصار: الهيئة أوقفتني وترفض أن تتركني في حال سبيلي. فقال: أنا قادم على الفور. انتبهت بعدها للإنسان الذي بجانبي وهو ينقل رقماً من ورقة جواز السائق الى جواله وأجرى مكالمة لم أسمعها لأني طلبت من الساق إغلاق النوافذ وإقفالها حتى لا يسحبني "المطوع"، كنت انتفض خوفا بانتظاره ينهي مكالمته التي استمرت قرابة الخمس دقائق. أنهى الرجل مكالمته التي استمرت قرابة الخمس دقائق وطرق النافذة ليناول السائق الورقة ويمشي لأنه لم يحقق مبتغاه متجاهلا ندائي له حتى لا أسأله عن اسمه، اتصلت بوالدي لأخبره انه سمح لنا بالذهاب فقال والدي: أعلم؛ لأنه كان معي قبل قليل على الهاتف وقال إنها أظهرت شعرها والشباب من حولها يعاكسونها ونحن خائفون عليها لكثرة المشاكل التي تحصل وإذا تكرر ذلك سنستدعيك لكتابة تعهد!!!. أقفلت الخط وأنا أبكي قهراً. خلاصة القول.. انا وغيري من البنات نقدر جهد رجال الهيئة ولكن لابد أن يعاملونا كبناتهم او اخواتهم بالحكمة والموعظة الحسنة بدلاً من اسلوب الترهيب الذي لن يجدي ولن يحقق الهدف، فالدين معاملة. فأنا لم أرتكب جرماً حيث انني لو اخرجت جزءاً من جسدي لا يحتمل الامر ان يفعل ما فعل، فكيف بخصلة شعر ظهرت بعفوية وبلا قصد. وأعيد وأكرر بأننا سئمنا تصرفات بعض رجال الهيئة.. فكم من بيت (سقط) بتهم باطلة.. وكم من بنت وصلت (للعنوسة) بسبب تهمة وتشهير.. وكم وكم.. ولكن المصيبة عندما اكون بريئة وأجد مثل هذه المعاملة..!!.