عاد وزير النقل والشؤون البحرية اليمنى سعيد يافعي الذي يتولى رئاسة غرفة العمليات التى شكلتها الحكومة اليمنية فى وقت سابق لمتابعة حادث انفجار الناقلة الفرنسية ليمبيرج الى صنعاء امس. وترك يافعى موقعه فى مدينة المكلا /حوالي الف كيلومتر الى الشرق من صنعاء/ التي تولى منها متابعة مستجدات الحادث خلال الايام الماضية رغم عدم الاعلان رسميا عن انتهاء التحقيقات. ويرى المراقبون ان عودة الوزير اليمني الى العاصمة هى انعكاس للخلافات التى نشبت بين المحققين الفرنسيين من جهة ونظرائهم اليمنيين والامريكيين من جهة اخرى حول طبيعة حادث الانفجار. ففى حين قال الفرنسيون ان التحقيقات من جانبهم هي فى حكم المنتهية معتبرين ان الانفجار الذى تعرضت له الناقلة تم بفعل عمل ارهابى شكك اليمنيون بهذا الاحتمال وطالبوا باستمرار التحقيقات للكشف عن ملابسات الحادث وشاركهم فى ذلك المحققون الامريكيون. وذكرت مصادر فى ميناء الشحر حيث تتواجد الناقلة ليمبيرج ان فرنسا طلبت من السلطات اليمنية السماح للناقلة بمغادرة الميناء اليمنى والاتجاه الى دبى غير ان اليمن رفضت ذلك لعدم استكمال جوانب فنية متعلقة بالتلوث البيئي. وكان محققون فرنسيون واميركيون قد صعدوا مجددا امس الاول السبت على متن ناقلة النفط الفرنسية العملاقة ليمبورغ الراسية قبالة الساحل اليمني، ولاحظوا ان طول الثغرة التي سببها الانفجار في السادس من اكتوبر يبلغ احد عشر مترا وعرضها ستة، كما افاد مصدر مقرب من التحقيق. واعلن هذا المصدر ان الثغرة وشكلها بيضاوي، يصل طولها الى احد عشر مترا وعرضها ستة امتار. وقد عمد الخبراء الذين كانوا قد استنتجوا ان الانفجار ناجم على ما يبدو عن اعتداء، الى عملية تفتيش بحثا عن ادلة جديدة، بحسب المصدر نفسه. وعلى خط مواز، قام غطاسون تابعون لشركة هولندية للاغاثة البحرية بعمليات بحث في قعر البحر وفتشوا الجزء السفلي من الناقلة تحت المياه، لكنهم لم يتمكنوا من جمع ادلة جديدة حول مصدر الانفجار، كما قال المصدر نفسه. وكان المحققون الفرنسيون والاميركيون استنتجوا يوم الجمعة الماضي ان الانفجار ناجم على ما يبدو عن اعتداء، لكن السلطات اليمنية، المحرجة في الظاهر، لا تزال ترفض الحديث عن عمل ارهابي. وكان الخبراء الفرنسيون الذين صعدوا الخميس على متن الناقلة مع خبراء يمنيين واميركيين اكدوا العثور على بقايا الياف زجاجية لمركب قد يكون اصطدم بالناقلة. ولاحظوا ان قسما كبيرا من الصفائح الحديدية في الفجوة التي احدثها الانفجار موجه الى الداخل. وكانت الناطقة باسم الاليزيه كاترين كولونا اعلنت ان فرضية حصول اعتداء ارهابي ضد ليمبورغ شديدة الاحتمال، وان الرئيس الفرنسي جاك شيراك ينتظر من الان فصاعدا ان يجري عمل كل شيء من اجل تحديد ومعاقبة المسؤولين. وقد قتل بحار بلغاري في الانفجار. من جهة اخرى، اتفق المحققون الفرنسيون واليمنيون على استجواب الصيادين الذين كانوا متواجدين في مكان الانفجار لحظة حدوثه والتحقيق ايضا حول خط سير الناقلة واسباب تأخرها يوما واحدا عن الموعد المتوقع لوصولها الى المحطة اليمنية، بحسب مصدر قريب من المحققين اليمنيين.