عزيزي رئيس التحرير التاريخ هو الشريان الذي يغذي عقول أبناء الأمة بمآثر الآباء والأجداد امة بلا تاريخ امة في مهب الريح وكما قال الشاعر: ==1== اذا ما شئت ان تزداد وعيا==0== ==0==وتبصرة ومعرفة وفهما ففي التاريخ اشعار احاطت==0== ==0==صحائفها بما في الكون علما على ترسيمها سهر الليالي==0== ==0==جهابذة يروون العلم نعمي فعاشوا للبحوث يدا وقلبا==0== ==0==وعينا لم تذق للنوم طعما ==2== وحقيقة لست هنا للحديث عن التاريخ وانما عن عقول نزفت بالعلم والمعرفة وتميزت بالتمحيص والتحقيق وتحري الدقة في سجلات التاريخ.. فالتاريخ لايقدم نفسه الينا!! وانما يقدمه مؤرخون مبدعون جندوا انفسهم لخدمة الوطن والبحث في خفايا تاريخه وامجاد رجاله.. فالوطن بفقده مؤرخا مخلصا يكون فقد ركنا من اركانه ولا يخفى على احد الانكسارات التي تعيشها شعوبنا في ظل الأوضاع الراهنة وحاجتها الى الدروس السابقة للأجداد للاستفادة منها.. ومن هذا المنطلق نتذكر نحن ابناء هذا الوطن الغالي (في يومه المجيد) أبنا من ابنائه هو الكاتب والمؤرخ صالح الذكير رحمه الله صاحب الذاكرة الضوئية الذي وافته المنية منذ وقت ليس ببعيد, فقد كان له الدور البارز في الكتابة عن الوطن ورجالاته.. واقامة المعارض التي تحتوي على الكثير من عبق الماضي ونفحاته وتوثق دائما بالصور النادرة كندرة صاحبها.. ونحن كمتابعين وقراء للذكير رحمه الله لانحتاج الى مناسبة لتذكره لأنه دائما في الذاكرة ولكن نعتب على الإخوين (راشد الشعفولي) و (محمد الحكمي) اللذين ربطا الذكير بمناسبة معينة للتحدث عن سماته واخلاقه وكم كنا نتمنى لو تضمنت كتاباتهما اجابات عما وعدنا به من توصيات هامة كانت في الأمسية التي اقيمت في النادي الادبي بالشرقية بتاريخ 22/محرم/1422ه ومنها إنشاء متحف يضم مقتنيات الذكير ويحمل اسمه خاصة انه قد اخذ موافقة بانشاء متحف قبل وفاته من ولي العهد الأمير (عبدالله بن عبدالعزيز) حفظه الله. وتكفلت في تلك الأمسية دارة الملك عبدالعزيز المتمثلة في مبعوثها الاستاذ (عبدالله القبيسي) بتولي امور المتحف الذي يحمل اسمه.. فأين المتحف يادارة الملك عبدالعزيز؟ كما تعهد النادي الادبي بالشرقية في تلك الامسية بطباعة بعض كتبه التي تناول فيها الذكير شخصيات بارزة في المملكة, والى الآن لم نر شيئا ولم يصل شيئا الى المكتبات.. الا اذا كان الطبع والنشر محدودين جدا! والحقيقة التي لايختلف عليها احد ان الوطن متمثلا في قيادته دائما اكرم من الابناء فلا يبخل الوطن بالوفاء والعطاء لابنائه.. فكيف اذا كان هذا الابن هو الاستاذ والكاتب (صالح الذكير) رحمه الله الابن البار لتراب الوطن ورجالاته.. فمن المسئول عن تأخير عطاء الوطن لابن الوطن؟؟ نيروز سالم/الخفجي