لحسن حظ تاريخنا انه وجد حراسا له عرفوه وعملوا وثابروا على نشره ونقله ليصل عملهم الى اقصى بقاع الارض وقاموا بالكشف عن شخصيات بارزة لها اصول وعروق متجذرة في هذا التاريخ من الجنسين على حد سواء. وهذا من الاعمال العظيمة فلولا قدرة الله وتسخيره لهذا الكون لكانت ذكريات تاريخنا وامجاده اشد ضياعا ولكنا اشد جهلا بتاريخنا، وبه يعتبر هؤلاء الحراس نخبة من الرجال الذين كللوا حياتهم ورسخوا وقتهم لنقل صور من التاريخ لوقتنا الحاضر وتوثيق هذا الارتباط بالتاريخ والمحافظة عليه فلا بد من ذكرهم وذكر ما قاموا به لانه في مقياس البطولة.. وهي بطولة التاريخ. نقف اليوم امام شخصية بارزة شهد له الجميع بكتاباته ومؤلفاته البارزة. انه الفقيد الكاتب والمؤرخ صالح محمد الذكير فقيد الذاكرة الضوئية عضو اتحاد المؤرخين العرب وعضو جمعية تاريخ وآثار البحرين شخصية امتزجت بها الاخلاق العالية والتواضع والكرم فكان رحمه الله ملء السمع والبصر لجميع قراء جريدة "اليوم" في باب الذاكرة الضوئية وكان رحمه الله شخصية مهما اعطيتها من الوصف والتميز تكن عاجزا عن اعطائه حقه. هذا الرجل قدم الكثير.. والكثير لخدمة هذا الوطن وابنائه وستبقى بمشيئة الله كتاباته ومؤلفاته خالدة ومستمدة من ذكرى التاريخ الذي لا ينسى لقد كافح وناضل من اجل ابقاء صورة التاريخ وذكراه خالدة لم يدخر ولم يبخل بعطائه لأي شيء ولا من اجل شيء له علاقة بالتاريخ لانه كان معطاء ومولفاته وذكريات قلمه لاتزال تسطر مسيرته التاريخية. ها قد رحل تاركا خلفه مشاهد سطرتها انامله تكاد تمر على آلاف القراء لاول مرة وهذا يعتبر عملا حققه وانجزه بشتى المقاييس والطرق. يستحق ان يكون ذا صلة وعراقة قوية بالتاريخ يذكره و تتذكره الاجيال القادمة فكان (رحمه الله) لديه حرص على ان يوثق كتاباته بصور تاريخية لكي يصل الى الغاية التي كان يريدها وليس من السهل لانه يتطلب جهدا ووقتا فلولا ولاؤه وحبه لتاريخ وطنه لما قام بهذا العمل الكبير. ينتمي رحمه الله الى اسرة عريقة ولها تواصل بالتاريخ فقد خلف تلك الرسالة من اسرته لكي يحافظ على ما حافظ عليه اجداده فكان حفيدا للمؤلف والكاتب الشيخ مقبل عبدالعزيز الذكير رحمه الله فبدأ بالشخصيات التي اثرت على تاريخ هذه البلاد وكان بعيدا كل البعد عن الأهواء. من يذكره رحمه الله يتذكر ما كان يقوله التاريخ للاحداث لا للشخصيات فالاحداث تصنع الرجال والتاريخ يصنعه الرجال وكانت غايته التي يريدها من التاريخ القاء وتسليط الضوء على تاريخنا ونقل ابناء هذا الجيل الذي يعيش في غربة حضارية وانقطاعية عن تراثه بكل مافيه من معطيات تاريخية ونقلهم الى تاريخ اجدادهم وكفاحهم من اجل بناء هذا الوطن. فلا عجب ان تقوم وتزداد حضارتنا على تاريخ اجدادنا لان التاريخ هو اصل كل حضارة على وجه الارض.. رحمه الله افتقده الجميع برحيله عن سيرة التاريخ ونسأل الله العلي القدير ان تبقى سيرته حاضرة مع ذكر التاريخ. محمد عثمان الحكمي