هل بلغ العقوق بالأبناء الى هذه الدرجة لم أكن أصدق لولا أني رأيت المنظر بأم عيني وعن بعد حيث كان يتواجد حشد كبير من الرجال وحينما استكشفت الأمر وجدت أمرا حار عقلي في تفسيره وتسمرت قدامي أمام ذلك المنظر، واغرورقت عيني بالدموع من أجله. انه شيخ كبير طاعن في السن لا يستطيع حتى الوقوف على قدميه وانما يستند على عكاز من حديد يمسكه بكلتا يديه حتى يستطيع الوقوف ومن ثم المشي. رجل تبدو على قسمات وجهه حزن عميق وأي حزن، يتجرع مرارة وأية مرارة تلك التي صنعها شلة من الأوغاد لا أدري هل هم أبناؤه ام هم شلة ضائعة لا تعرف معنى احترام الكبير، ولا تراعي حقوق السن وواجباته، تلك التي أمرنا الإسلام بها ووصانا عليها، وما أجملها من وصايا لو طبقها الجميع وعمل بها لعاش الجميع في سلام. ولكن ماذا حصل في شباب اليوم حتى تنكروا لآبائهم ولم يعرفوا حقوقهم، ماذا أصاب عقولهم، وهز مبادئهم، وقضى حتى على حقوق أقرب الناس اليهم، اقتربت من مكان الواقعة لأرى ماذا حصل فرأيت هذا الرجل المسن وقد خرج وعليه ثوب فقط يتكىء كما قلت على عكاز وقد سكب عليه الصبغ الأبيض من أعلى رأسه وحتى أخمص قدميه والغريب في الأمر ان الناس حاولوا الاتصال على رجال الأمن وعندما حضروا لم يجدوا من قام بتلك الفعلة الشنعاء غير ان أحد المتواجدين في المكان كان يقول هؤلاء شياطين وليسوا معارف كيف يفعلون به هكذا، هل كان يقصد أنهم أبناءه وكان هناك سوء تفاهم بينه وبينهم ام انهم شلة من الأوغاد حاولت الحصول على شيء من المال من هذا العجوز ولم تستطع ان تحصل عليه فقامت بهذه الفعلة الشنعاء الله أعلم والمهم أيضا ان رجال الأمن وللأسف الشديد كانوا مترددين في أخذ هذا الرجل لماذا لا أدري؟! هل لأنهم خافوا من تحمل المسؤولية وأنا لا اعتقد ذلك، لأن ذلك من مسؤولياتهم ألا وهو الحفاظ على الأرواح وعلى حقوق الناس، ام أنهم خافوا على سيارتهم الجديدة من ان يصبغها هذا الرجل بالصبغ الأبيض المتواجد على جسده المتهالك، الى ان تطوع رجل من المتواجدين وأخذه بسيارته بعد مداولات مع رجال الدورية وذهبت الدورية ووراءها السيارة الأخرى التي تحمل الرجل المسن ولا أدري الى أين ولكن أتمنى ان يكونوا قد أخذوا الرجل الى المستشفى لإزالة ما علق به من الأصباغ حتى لا يتسمم جسده، خاصة وانه رجل كبير في السن وبشرته حساسة جدا والمواد الكيماوية المتواجدة في الأصباغ من الممكن ان تؤثر على جسده.