إني اتساءل أحيانا هل نحن بشر؟؟ من رأى منكم صورة الخادمة التي وضعت مع العفش في مؤخرة السيارة ؟؟ حتى انك بالكاد ترى رأسها من بين الأمتعة!! لقد قام احدهم بتصوير هذا المنظر الذي تقشعر له الابدان والسيارة متوقفة في احد المواقف وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وتم وضعها في موقع ام.اس.ان دوت كوم الذي يزوره الملايين من المتصفحين يومياً وتأكد للعالم أجمع سوء معاملتنا للخدم . لا اقول لمن قام بهذا الفعل الشائن إلا: حسبي الله عليك ، هل تربيتك و دينك والرحمة تسمح لك ان تضع ابنتك مكان هذه الخادمة في السيارة ؟؟ نحن لا نقر هذا الفعل ونشجبه بل ندعو الى معاقبة كل من يسيئ معاملة الخدم ، لكن ألا يعلم هذا الظالم ان الشر يعم وانه بفعلته الشنعاء قد اساء الى دينه والى وطنه!! ألا يعلم ان هناك من يصْطاد في الماء العكر ؟؟ ألا يعلم ان هذه الصورة سوف تُكبر ثم تُعرض في بلدان تصدير العمالة و يُقال لراغبي العمل في السعودية : أنظر كيف ما اوضحته لنا هذه الصورة ان الاساءة للخدم لا تقتصر على الفقير بل حتى على الميسور فهذه الخادمة محبوسة مع الامتعة في مركبة يزيد ثمنها على المائة الف ريال فينبغي ان نضع قوانين تحمي الخدم حتى من ميسوري الحال. الحمد لله لقد قطعت اجهزة الدولة المختلفة و المجتمع شوطاً كبيراً في مجال حقوق الانسان وتحركت على مختلف الاصعدة بمعاقبة مرتكبي العنف الاسري و يا حبذا ان يمتد ذلك بسن قوانين صارمة تمنع الاساءة للخدم يُعامل السعوديون الخدم ؟؟ وغالبية الشعب السعودي براء من مثل هذا الظالم الذي قام بمثلِ هذا الفعل . الصورة لم توضِح لنا هل يوجدْ احدٌ بالسيارة ام لا؟؟ ويُحتمل انهم اقفلوا الابواب عليها والنوافذ وذهبوا لتناول الشاي والقهوة والمسكينة تركت في وضع لا نرضاه للبهائم. لقد كتبت قبل فترة قصيرة وطالبت بأن تعيد الدولة النظر في شأن العمالة المنزلية وان نحدد الشروط التي ينبغي توفيرها لطالب العاملة المنزلية ولا ننتظر من دول خارجية ان تحددها لنا حيث انه من غير المعقول اطلاقا ان نسمح للفقير الذي يستلم مخصصات اجتماعية من الدولة ان يستقدم خادمة و نقول لمن يستطيع ان يوفر حياة كريمة للخدم ويحتاج لهم لا!! ماذا يقول الآن من انتقد ما كتبتُ ورأى بأن أطالب بحقوق أرباب العمل وليس الخدم!! نعم صدق من قال بأن "الصورة أبلغ من ألف كلمة" فالصورة كفيلة بأن تُقنع من لم يقتنع بأن مجتمعنا بحاجة ماسة الى تعديل جذري في مفاهيم التعامل مع الخدم لكن كيف الطريق الى ذلك؟؟ هل تعتقدون ان من يسيئ للخدم سوف يرتدع بتذكيره بقال الله عز وجل وقال الرسول عليه وعلى آله افضل الصلاة والتسليم؟؟ ان من يقوم بمثل هذه الإساءة على مخلوقة ضعيفة لا توجد في قلبة مخافة الله فكيف يرتدع وهو اصلاً لا يخاف الله عز وجل وكذلك هو لا يخاف الناس فلو انك تجرأت وحاولت ان تنصحه فلن يرتدع وقد ترى منه مالا يسرك فالحل هو في هذه المقولة : "ماجعلت السلاطين إلا للشياطين " ولن يرتدع هذا الشيطان الا بقوانين يسنها ولي الأمر وتطبقها السلطات التنفيذية بكل صرامة وليعلم من يسيئ للخدم ان عقاب الدولة له بالمرصاد. الاساءة للخدم لاتعني بالضرورة الاعتداء الجسدي بل هناك مستلزمات وحوائج خاصة ينبغي توفيرها للخادمة على وجه الدوام كما أن ترك الخادمة مريضة بالبيت وعدم أخذها للعلاج وعدم احضار الدواء لها وتركها مريضة تتجرع مرارة الأوجاع والأسقام الى ان تقضي نحبها يعتبر اكبر انواع الإساءة بل جريمة ينبغي ان لا تمر مرور الكرام بل ينبغي ان يحاكم مرتكبها. ما اوضحته لنا هذه الصورة ان الاساءة للخدم لا تقتصر على الفقير بل حتى على الميسور فهذه الخادمة محبوسة مع الامتعة في مركبة يزيد ثمنها على المائة الف ريال فينبغي ان نضع قوانين تحمي الخدم حتى من ميسوري الحال. الحمد لله لقد قطعت اجهزة الدولة المختلفة و المجتمع شوطاً كبيراً في مجال حقوق الانسان وتحركت على مختلف الاصعدة بمعاقبة مرتكبي العنف الاسري و يا حبذا ان يمتد ذلك بسن قوانين صارمة تمنع الاساءة للخدم وتعريضهم للأخطار مثل ماحصل لهذه الخادمة لكن يبقى امامنا الكثير لنصل الى مانبتغيه ونضمن ان النظام هو من يمنع حدوث الإساءة للخدم ولا نجعله متروكا للحظ . نحن في أشد الحاجة الى صياغة شروط استقدام العمالة المنزلية فأغلب الإساءات تقع عليهم بعكس عمالة الشركات والمؤسسات الذين يعرفون أبواب مكتب العمل ويعرفون ابواب سفاراتهم اما الخادمة المسكينة التي وضعت في مؤخرة السيارة بين المتاع فكيف لها ان تطالب بأبسط حقوقها؟؟ وزارة العمل ومكاتب العمل بالمناطق المختلفة مثخنة بجراح نطاقات ويكفيها صداع العمال وارباب العمل من الشركات والمؤسسات والأفراد والرأي السديد هو ان ترفع وزارة العمل يدها عن العمالة المنزلية وتعاد الى مكاتب الاستقدام وان تزود مكاتب الاستقدام بخريجات الخدمة الاجتماعية ومتخصصات حقوقيات يقمن بتطبيق الشروط التي ستوضع لتضمن ان طالب الخدمة لن يسيئ لخادمته ومن لاتنطبق عليه الشروط يعتذر له لأنه في نهاية المطاف سوف يسيئ الى نفسه ثم الى مجتمعه ثم الى دينه ثم الى وطنه . تويتر - @IssamAlkhursany