رحب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بعودة وزيره السابق للخارجية أفيجدور ليبرمان إلى حكومة الائتلاف بعد ان بر اءته من تهم فساد. وكان ليبرمان وهو يعيش في مستوطنات الضفة الغربية التي - يطالب الفلسطينيون بها لاقامة دولتهم - من أكثر المعادين للتوصل إلى سلام دائم مع الفلسطينيين. وقال نتنياهو لليبرلمان في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء "أهنئك على البراءة بالاجماع وأنا سعيد بعودتك إلى الحكومة الإسرائيلية حتى نتمكن من العمل سويا". ولم يذكر أي دور سيلعبه ليبرمان في الحكومة إلا أن نتنياهو أبقى منصب وزير الخارجية شاغرا في انتظار صدور الحكم في قضية ليبرمان. وقال مصدر سياسي: إنه "يتوقع تماما عودة ليبرمان مرة أخرى لمنصب وزير الخارجية". وينتمي ليبرمان الى حزب "اسرائيل بيتنا" المتحالف مع حزب ليكود الذي ينتمي اليه نتنياهو وكلاهما في اليمين الاسرائيلي. وأصبح حزب اسرائيل بيتنا من أقوى الاحزاب السياسية في اسرائيل، ويتمتع بقاعدة انتخابية كبيرة بفضل رفاق ليبرمان القادمين من جمهوريات سوفيتية سابقة. وقررت محكمة في القدس بالاجماع تبرئة ليبرمان الذي استقال من منصب وزير الخارجية العام الماضي بعد اتهامه بالاحتيال وخيانة الأمانة فيما يتعلق بمزاعم عن تعيين دبلوماسي اسرائيلي سفيرا مقابل حصوله على معلومات عن تحقيق الشرطة في قضيته. وقال ليبرمان في تصريحات مقتضبة للصحفيين أمام المحكمة "وضعنا هذا الفصل الآن خلفنا". وقالت هيئة المحكمة المكونة من ثلاثة قضاة: إنها رأت ان "الحقائق المثبتة لا تشير الى تضارب مصالح خطيرة كما يزعم المدعون". وبدأت التحقيقات مع ليبرمان عام 2001 وشملت تسع دول. وفي العام الماضي قرر المدعي العام الاسرائيلي عدم توجيه الاتهام له في قضية فساد أكبر تشمل مزاعم عن غسل أموال ورشى. وكان ليبرمان (55 عاما) متهما بترقية سفير اسرائيل السابق في بيلاروسيا زئيف بن ارييه في ديسمبر 2009 الذي كان زوده معلومات سرية حول تحقيق للشرطة ضده في هذا البلد بناء على طلب القضاء الاسرائيلي. وخلص القضاة الثلاثة في المحكمة ان ليبرمان "تصرف بشكل غير لائق، لكن هذا لا يبرر ادانته". وقال الادعاء انه يبحث ما اذا كان سيستأنف الحكم. ودعت زعيمة المعارضة رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش الى استئناف الحكم. وقالت لاذاعة الجيش الاسرائيلي : "الفساد العام ليس اقل خطورة من الفساد السياسي ونحن نتحدث هنا عن شخصية فاسدة"، في اشارة الى ليبرمان. وقالت معلقة في اذاعة الجيش الاسرائيلي: إن عودة ليبرمان القوية "تشكل ضربة شديدة" لجهود وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي بدأ الاربعاء جولة جديدة في المنطقة في محاولة لانقاذ محادثات السلام المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين. وحزب "اسرائيل بيتنا" يشغل 10 مقاعد من أصل 120 في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) مقابل 21 مقعدا لحزب الليكود. ويترأس ليبرمان حاليا لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في الكنيست. ووصل ليبرمان الى فلسطينالمحتلة في عام 1978 آتيا من مولدافيا، وانضم الى حزب الليكود قبل ان يقوم بتأسيس حزبه اليميني المتطرف "اسرائيل بيتنا".