احتفت المملكة يوم امس بيوم أغر من ايامها الخالدة بمرور الذكرى الثانية والسبعين ليوم الوطن، فهو يمثل الخطوة الواثبة التي اعلن فيها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله عن توحيد اطراف المملكة المترامية تحت كيان سياسي واحد، وتلك مناسبة تدفع كل مواطن للوقوف امامها بتأمل، فلحظاتها من اللحظات التاريخية الهامة التي ولدت فيها دولة اسلامية فتية قامت صروح نهضتها على قواعد صلبة من تعاليم العقيدة الاسلامية السمحة والسنة النبوية الشريفة، واضطلعت بدور ريادي منذ ذلك التاريخ المشرق وحتى العهد الحاضر برسالة حيوية كبرى لنشر مبادىء وتعاليم العقيدة في كل مكان من انحاء هذه المعمورة، وقد حرصت الدولة منذ تأسيسها على الأخذ بكل متطور ومستجد ومتغير وحديث لمواكبة روح العصر وانطلاقاته الواثبة نحو التطور والتنمية مع التمسك بالحفاظ على جوهر العقيدة الاسلامية، وثوابت الثقافة العربية الاصيلة المستمدة من مبادئها، وقد وضع المؤسس، بعد ان استتب له الامر، اللبنات الاولى لصناعة دولة حديثة راقية مازالت تأخذ باسباب غدها الافضل في كل عهد، فمناسبة هذا اليوم المجيد تذكر كل مواطن بملحمة جهادية طويلة خاضها الملك عبدالعزيز بكل شجاعة وبسالة طيلة اثنين وثلاثين عاما متواصلة تمكن بعدها من توحيد البلاد وضمها تحت راية واحدة، وفي خضم هذه العملية المعقدة تمكن الملك عبدالعزيز من توحيد قلوب وعقول ابناء هذه الامة بهدف التسابق لبناء نهضتها الواثبة على اسس راسخة وقوية من هدي العقيدة الاسلامية والسنة المطهرة، فتحقق للملك المؤسس في عهده ما رسمه من خطوط عريضة لبداية نهضة كبرى بدأ هو بوضع لبناتها ثم جاء اشباله الميامين من بعده لاكمال رسالته في بناء هذه الدولة الى ان اضحت اليوم بحمد الله وفضله مضرب مثل بين امم وشعوب العالم في نهضتها وازدهارها وامنها واستقرارها ودعمها اللامحدود للمنظمات والهيئات العربية والاسلامية والدولية لنشر عوامل الامن والسلم في كل مكان، وما اجمل ان يستعيد كل مواطن في هذا اليوم الاغر من ايام المملكة تفاصيل تلك الملحمة البطولية الرائعة التي خاضها الملك المؤسس لتوحيد بلاده الشاسعة الاطراف ووضعها بكل طمأنينة وثقة على مشارف مستقبل واعد مازال المواطنون يحصدون ثماره اليانعة، ويتطلعون بقلوب مليئة بالامل والتفاؤل الى استمرارية البناء على النهج الذي وضعه عبدالعزيز وسار على منواله القويم اشباله من بعده لاعلاء كلمة الله وتوطيد اركان النمو في دولة الاسلام واشرف المقدسات والتضامن مع كافة الدول الشقيقة والصديقة لمعاضدة كل السبل الكفيلة برخاء كافة المجتمعات البشرية وامنها واستقرارها.