يستذكر أبناء الشعب السعودي الأوفياء غدا يومهم الوطني المجيد، وهو يوم تمكن فيه الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- من توحيد أطراف شبه الجزيرة العربية تحت لواء التوحيد بعد حروب ضارية نصره الله فيها لأنه رفع كلمة الله العليا فأيده المولى جلت قدرته باسترجاع ملك آبائه وأجداده، وقد انصرف -يرحمه الله- بعد قيام كيانه الشامخ إلى بناء الدولة السعودية العصرية حيث وضع اللبنات الأولى للمؤسسات الحكومية، وأسبغ عليه الله في عهد التأسيس باكتشاف النفط بكميات تجارية فتوسع في تنمية المملكة والنهوض بمرافقها . لقد تمكن عبدالعزيز من تحقيق حلمه الذي كان يراوده منذ صغره باعادة ملك آبائه وأجداده، وكان له ذلك، وسرعان ما بايعه أبناء وطنه الأوفياء لأنهم عرفوا فيه رجل الدولة الذي استطاع أن ينقذهم من حالات الفوضى وانعدام الأمن إلى حياة مليئة بالاستقرار والأمن والرخاء، وقد تمكن عبدالعزيز بفضل الله ثم بفضل مبايعة أهل وطنه من ترسيخ كيانه الشامخ واقامته على قواعد صلبة تقوم أركانها على مبادئ وتعاليم العقيدة الاسلامية السمحة، وهكذا بدأ عبدالعزيز بعد توحيد كيانه العظيم بوضع اللمسات الأولى لبناء دولته الناهضة. ومناسبة اليوم الوطني تمر على هذه الديار وقد أسبغ الله عليها الكثير من الخيرات والنعم، لعل أهمها وعلى رأسها نعمة الأمن التي لا تعادلها نعمة، وقد ترسم أشبال عبدالعزيز خطوات والدهم الأولى بترسيخ علامات تلك النعمة الكبرى في كل جزء من أجزاء المملكة فتمكنوا وفقا لهذا الترسم الحكيم من المضي في بناء الدولة وتنميتها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من تحضر ورقي، فالمؤسس -يرحمه الله- رأى أن أول خطوة لابد من اتخاذها قبل قيام كيانه الشامخ تتمحور في ترسيخ الأمن وتعميمه داخل الكيان السعودي لايمانه بأن اتخاذ أي خطوة للبناء والنهوض بالوطن لا يمكن أن تتم فوق أراض تغلي بالفتن والقلاقل والأزمات، وعندما تمكن من ترسيخ الأمن ونشره في ربوع المملكة التفت إلى مرحلة البناء. ويعزى للملك الراحل -تغمده الله بواسع رحمته- هذه النهضة الشاملة التي شهدتها البلاد من بعده، فأشباله الميامين تمكنوا باصرار من التمسك بخطواته التأسيسية -يرحمه الله- حتى وصلت المملكة في العهد الحاضر الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- الى أعلى وأرقى المراتب حيث يشهد عهده تنمية كبرى تمكن معها من وضع المملكة في مكانها اللائق بين الشعوب المتقدمة. ان الخطوات الواسعة التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- لتقدم المملكة وازدهارها كانت مستقاة في الأصل من الأسس الثابتة الراسخة التي وضع لبناتها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -يرحمه الله- فقد شهد العالم بأسره بحنكة الملك الراحل وحكمته ورباطة جأشه لتمكنه بفضل الله وحمده من توحيد كيان المملكة ومن ثم تمكنه من بناء مؤسسات الدولة ووضع لبناتها الأولى، وها هي المملكة تحصد ثمار ما زرعه الملك المؤسس من خيرات كبرى وتقدم ملحوظ وبناء له صفة الاستمرارية والتصاعد، وسيظل هذا الوطن واحة للأمن والبناء والاستقرار والرفاهية طالما تمسك أبناؤه الأوفياء بتعاليم عقيدتهم الاسلامية السمحة التي تمسك بها المؤسس فكانت سببا رئيسيا لنهضة الدولة واستقرارها وأمنها.