الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد : لقد ميز الله بلادنا – المملكة العربية السعودية – بمخزون تاريخي وحضاري قل ان تجد مثله في بلاد العالم ؛ فمنذ أن اختار الله هذه الجزيرة لتكون مهداً لخاتمة الرسالات السماوية انطلقت إلى جميع أرجاء العالم تبث الأمن والسلام والحرية والديموقراطية الحقة، وتؤسس أعظم الحضارات.. ومروراً بالأحداث التاريخية التي أعقبتها.. وانتهاءً بهذا البناء الشامخ الذي أعان الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله فأنشأه على أسس قوية تقوم على العقيدة السمحة والشريعة الغراء.. فأصبحت بلادنا غرة في جبين العالم وأصبح اليوم الوطني مناسبة تعيد للأذهان الملحمة الخالدة المملكة العربية السعودية. إن هذا اليوم يغذي كل مواطن أينما كان بمشاعر الفخر... مشاعر غالية تسري في القلوب و تبهج العقول و تستحق الإجلال والتقدير ، ولذا فإنه من الأيام المباركة الخالدة العزيزة على قلوبنا جميعاً ... إن ذكرى اليوم الوطني لمملكتنا الغالية المملكة العربية السعودية ، ذكرى عزيزة على كل مواطن ومواطنة على هذه الأرض الطيبة، فالوطن يجسد ملحمة تاريخية لا تنسى على مدار التاريخ والسنين تخليداً لما قام به جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – في جمع الكلمة و توحيد الصف، وربط أجزاء هذا الوطن الغالي الذي تزيد مساحته على أكثر من مليوني متر مربع ترفرف في سمائه راية الإسلام وتنتشر في جميع أرجائه أفياء السلام والأمن والمحبة، فنستشعر الفخر والمجد في وطن المجد كما هي العادة ؛ وفي كل عام يأتي يوم الوطن لنذكر المجد فنحتفل به في وطننا الحبيب. إن سرد جزء بسيط من ملحمة الفخر والعزة التي قام بها المؤسس العظيم – رحمه الله – وأدواره البطولية التي خاضها في سبيل هذا الوطن الغالي تحتاج إلى الكثير والكثير جداً من المؤلفات والكتب حتى نفي بجزء قليل من حقه – طيب الله ثراه – حيث استطاع بتوفيق الله ثم بما وهبه الله من حنكة ونافذ بصيره، وإيمان قوي.. أن يوحد هذه اللُحمة المتماسكة .. وأن يجمع الكلمة وأن يضع القواعد لهذا الكيان الشامخ .. ويشيّد ثوابته لتستمر مسيرة البناء والنماء في المملكة العربية السعودية إلى يومنا هذا، وستظل بإذن الله في ظل قيادتنا الرشيدة أعزها الله.. ويحق لنا النظر بكل فخر الى السنين التي مرت من عمر مملكتنا الغالية لنعيش العزة ، ونستشعر الفخر في ظل الجهود الجبارة والهمم العالية التي وقفت خلف كل إنجاز تحقق ويتحقق في مختلف المجالات والميادين التنموية والحضارية عبر عهودها المباركة المتوالية لأبناء الملك عبدالعزيز البررة ، الذين واصلوا استشراف النهضة الحديثة المباركة التي تزخر بها بلادنا الغالية في شتى الحقول وكافة الميادين، حيث امتدت مسيرة البناء والتقدم ووصلت إلى العالمية وغدت هذه البلاد بما حباها الله من إمكانات وموارد، وما جبل عليه قادتها وولاة أمرها من حكمة وحنكة. تتشرف الرأفة بالمواطن، واستشعار حاجته، والسعي لرفاهيته؛ فها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يستنسخ سيرة المؤسس ليقوم بالسير على نهجه وتحقيق أهدافه التي يحلم بها في خدمة الوطن والمواطن وليبني دولة عصرية لها مكانتها العالمية ، والإقليمية، إلى جانب تلاحم بين القيادة والشعب بفضل الله قل مثيله، وبتوفيق الله ثم حنكة وقيادة وحكمة ولاة أمرنا – حفظهم الله – الذين لم يدخروا جهداً في سبيل توفير سبل العيش الكريم والحياة الهانئة الكريمة لمن يعيش على ثرى هذا الوطن الغالي المبارك والارتقاء به إلى أعلى درجات الرقي، والتقدم بين الأمم وبذل أقصى الجهود في سبيل خدمة المسلمين وحماية مصالحهم والدفاع عن حقوقهم بكل ما استطاعوا....نعم تمر علينا هذه الذكرى الغالية ونحن نستلهم العبر والدروس من سيرة القائد الفذ الملك عبدالعزيز – رحمه الله – الذي استطاع بنافذ بصيرته، وقبل ذلك بإيمانه الراسخ بالله جل وعلا أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد منطلقاته وثوابته التي مازلنا نقتبس منها مشكاة تنير حاضرنا ونستشرف بها ملامح ما نتطلع إليه في الغد – إن شاء الله – من الرقي والتقدم في سعينا الدائم لكل ما من شأنه رفعة الوطن ورفاهية وكرامة المواطن؛ وفي هذه العجالة لا أستطيع أن أعبر عما يجيش به فؤادي بهذه المناسبة.. ومن خلال الذكرى الكريمة فإنه يشرفني أن أنتهز الفرصة لأرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع –حفظهما الله – وإلى الأسرة المالكة والشعب السعودي. سائلاً الله عز وجل أن يديم علينا نعمة الأمن والآمان في ظل قيادتنا الرشيدة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي