قال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المحاصر في مقره فى رام الله امس انه لن يستسلم لاسرائيل .. ودعا فى الوقت نفسه الى وقف الهجمات داخل اسرائيل. وكرر عرفات دعوته للشعب الفلسطيني وكل الجماعات الفلسطينية بوقف الهجمات داخل اسرائيل لان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يستغلها كغطاء لتدمير "سلام الشجعان". واضاف ان الفلسطينيين مستعدون للسلام وليس للاستسلام مشيرا الى ان الفلسطينيين لن يتنازلوا عن القدس او اي حبة من تراب الاراضي الفلسطينية. ويطالب الجيش الاسرائيلي عرفات بتسليم 20 نشطا تطالب اسرائيل بالقبض عليهم وتقول انهم يحتمون معه داخل المجمع الرئاسي في رام الله الذي حولته التفجيرات والجرافات الاسرائيلية الى حطام. فى الوقت نفسه أعلن فى نيويورك امس أن المجموعة العربية تتجه الى مجلس الامن لطرح التطورات المتلاحقة فى الاراضى الفلسطينية المحتلة فى ضوء العدوان الاسرائيلى المتصاعد ومطالبة المجلس باتخاذ ما يراه مناسبا. وأوضح المتحدث الرسمى باسم الامين العام لجامعة الدول العربية المستشار هشام يوسف فى بيان صحافى أنه تم التشاور خلال اتصالات اجراها الامين العام للجامعة عمرو موسى حول ما يمكن القيام به عربيا للتعامل مع التطورات المتلاحقة حول عدد من الخطوات من بينها التوجه الى مجلس الامن. واشار الى ان الامين العام للجامعة الذى يزور حاليا مدينة شيكاغو الامريكية فى اطار جولة تشمل عددا من الولاياتالمتحدة للالتقاء بالجاليات الامريكية من ذوى الاصول العربية يجرى اتصالات اخرى لبحث امكانية انعقاد لجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الاسلامي. وذكر أن موسى أجرى اتصالا هاتفيا فى ساعة متأخرة من مساء امس الاول بالرئيس ياسر عرفات للوقوف على تفاصيل آخر تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة خاصة فى مقره الذى اجتاحته قوات الاحتلال الاسرائيلي. واضاف ان موسى حرص على الاطمئنان على عرفات والاستماع منه الى تفاصيل الاقتحام والتفجيرات والاعتقالات التى قامت وتقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلى فى مقره المحاصر بالكامل. وأوضح المتحدث ان عرفات طلب من الامين العام للجامعة العربية ان تبذل الدبلوماسية العربية كل جهد ممكن من اجل ردع العدوان الاسرائيلى الشرس مبينا ان موسى اجرى اتصالات لمتابعة ما يمكن القيام به عربيا للتعامل مع التطورات المتلاحقة. وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد حذر أمس فى اتصال هاتفى مع عرفات من النتائج الخطيرة المترتبة على الاعمال العسكرية في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلى قد وجهت امس انذارا لجميع المتواجدين في مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بضرورة اخلاء المقر بعد تدمير كافة مبانى المقر باستثناء المكتب الخاص بالرئيس عرفات. وقال راديو اسرائيل ان خمسة انفجارات عنيفة دمرت ما تبقى من مقر الرئاسة وزعم ان بعض المطلوبين سلموا انفسهم للقوات الاسرائيلية وان المقر اصبح تحت السيطرة. وصرح ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلى بان محاصرة مقر عرفات سوف تستمر الى ان يسلم باقى المطلوبين انفسهم نافيا موافقة اسرائيل على نقل المطلوبين من رام الله الى قطاع غزة. من جهته ادعى جدعون ساعر سكرتير الحكومة الاسرائيلية انه ليس هناك اى نية لاسرائيل بالمس بالرئيس الفلسطيني.. وكرر دعوة اسرائيل بالسماح لعرفات بالسفر للخارج بدون العودة الى الضفة الغربية او قطاع غزة. وذكرت مصادر سياسية اسرائيلية ان الحكومة الاسرائيلية اوضحت من خلال اتصالات اجرتها مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبى ان حصار مقر عرفات فى رام الله سيستمر حتى تسليم كل المطلوبين الى اسرائيل. من جانب آخر واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلى استفزازاتها فى الاراضى المحتلة واقتحمت فى ساعة مبكرة امس/يرافقها خمس عشرة دبابة وآلية عسكرية وجرافتان/ مدينة قلقيلية من المحورين الشمالى والجنوبى وسط اطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة. وتمركزت القوات فى حى الجعيدى بوسط المدينة ودمرت منزلين لمواطنين فلسطينيين. وعلى المستوى الدبلوماسى أجرى احمد ماهر وزير الخارجية المصري اتصالا هاتفيا مع كولين باول وزير الخارجية الامريكى تركز على الحصار الذى تفرضه قوات الاحتلال الاسرائيلى حاليا على الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات والمدن الواقعة تحت الاحتلال واعتداءات الجيش المستمرة من قصف وتدمير وهدم للبيوت وتجريف للاراضى وقد حث احمد ماهر خلال الاتصال الهاتفى نظيره الامريكى على ضرورة التدخل الفورى لاجبار اسرائيل على وقف هذه الاعتداءات والممارسات ضد الشعب الفلسطينى الاعزل. ومن جانبه اوضح باول ان الجانب الامريكى على اتصال مستمر بالجانب الاسرائيلى بهدف تهدئة الموقف ومنع التصعيد. وكان مجلس الامن التابع للامم المتحدة قد قرر عقب جلسة مشاورات تناول فيها الاعتداءات الاسرائيلية على المقر العام للرئيس الفلسطينى ياسر عرفات عقد اجتماع علنى غدا الاثنين حول مسألة محاصرة المقر العام للرئيس الفلسطينى ياسر عرفات من قبل القوات الاسرائيلية فى رام الله. وقد عقدت جلسة المشاورات اثر رسالة وجهها المندوب الفلسطينى ناصر القدوة الى مجلس الامن الدولى مطالبا بعقد "اجتماع طارئ لاتخاذ اجراءات فورية تضع حدا للوضع الخطير الناشئ داخل وحول المقر العام" للرئيس عرفات. وقال المندوب السورى لدى الاممالمتحدة ميخائيل وهبة انه سيطلب من المجلس نيابة عن الدول العربية تبني قرار بعد الجلسة العلنية يعرب عن "القلق البالغ" لاعادة الجيش الاسرائيلى احتلال مقر عرفات فى رام الله ويطالب بانسحابه من المدن الفلسطينية. وقال الدبلوماسيون انه خلال مشاورات خلف ابواب مغلقة عقدت فى وقت متأخر يوم الجمعة الماضي طلب السفير وهبة ان يعقد الاجتماع يوم السبت او الاحد مشددا على خطورة الموقف والحاحه وأفاد أعضاء آخرون فى المجلس انهم يحتاجون الى بعض الوقت لمشاورة حكوماتهم واختار المجلس المكون من 15 عضوا حلا وسطا بالموافقة على الاجتماع يوم الاثنين. وقال المراقب الفلسطينى فى الاممالمتحدة ناصر القدوة للصحفيين: سيتحمل مجلس الامن المسؤولية اذا ارتكبت اسرائيل عملا اجراميا آخر قبل ان يعقد اجتماع المجلس يوم الاثنين. من جانبه قال تيرى رود لارسن مبعوث الاممالمتحدة الى الشرق الاوسط ان محاصرة اسرائيل مقر الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات تضر بالجهود الراهنة المتعلقة بادخال اصلاحات فلسطينية. ونبه لارسن فى كلمة له امام اعضاء مجلس الامن الدولى الى تدهور الاوضاع الانسانية للفلسطينيين بشكل خطير واحتمال خروج الامر عن السيطرة التامة فى غضون بضعة اشهر.. مشيرا الى ان معدل البطالة بين الفلسطينيين بلغ 50 فى المائة ومعدل الفقر 70 فى المائة فى غزة و55 فى المائة فى الضفة الغربية بالاضافة الى ان الاجراءات الامنية الاسرائيلية تسببت فى فقدان الفلسطينيين 3 مليارات دولار من دخلهم. وعن الموقف على الارض الآن قال لارسن بعد ادانة /الاعمال الانتحارية/ ان الوضع الامنى لا يخدم جهود الاصلاح.. وان حصار القوات الاسرائيلية مقر عرفات وعزله يقوض الجهود التى يبذلها من يعملون فى سبيل ادخال الاصلاحات.