أعلنت كتلة حركة فتح البرلمانية في المجلس التشريعي الفلسطيني أن لجان التحقيق السرية التي تبحث في أسباب وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "ابو عمار" قد توصلت إلى بعض الاستنتاجات والحقائق حول نوع المادة السامة التي استخدمت في اغتياله وانه عند تجميع الأدلة والحقائق والقرائن سيتم وضعها بين يدي اللجنة الرسمية وإعلانها للشعب الفلسطيني, وطالب النائب عن كتلة فتح البرلمانية ، اشرف جمعة اللجنة الرسمية بسرعة انجاز المهمة المكلفة بها .. وبينما قال ناصر القدوة، ابن شقيقة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ( عضو اللجنة المركزية لحركة فتح) في مؤتمر صحافي عقده في مدينة رام الله :: انه يتوقع الحصول قريبا على دليل يؤكد وفاة الزعيم الفلسطيني مسموما وأن الوفاة ليست طبيعية والسبب على الأغلب هو السم؛ ذكرت صحيفة "الموندو"، الأسبانية أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مات مسموماً، وقالت "إنه حُقن بفيروس الإيدز، بهدف إخفاء سر السُم الذي أودى بحياته ولتشويه سمعته". وأضافت صحيفة "الموندو"، نقلاً عن سعيد العساف، طبيب عرفات في الفترة الأخيرة من مرضه قوله: "لا إسرائيل ولا للقيادة الفلسطينية في مصلحتهم أن يتم التحقيق في أسباب وفاة أبو عمار، ولا أحد يريد أن يعرف أسباب الوفاة، فقد مر حتى الآن خمس سنوات ولا تزال سبب الوفاة لغزاً". وأوضحت الصحيفة الأسبانية ، أن أحد الباحثين في المركز العلمي للأبحاث التطبيقية الذي أشرف على علاج الراحل عرفات، حرص على عدم توجيه إصبع الاتهام لأحد، لكنه قال:"إن الزعيم الأسطوري الفلسطيني تعرض للتسمم". تجدر الإشارة إلى أن زوجة الرئيس الفلسطيني السيدة سها عرفات هي المخولة الوحيدة بحسب القانون الفرنسي بالإفصاح عن المعلومات الطبية التي وردتها من مستشفى بيرسي والأطباء الفرنسيين، وهي لا زالت ترفض إعطاء أية معلومات لأية جهة حول هذا الموضوع. وتوفي الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 بظروف غامضة بعد حصار إسرائيلي لمقره في مدينة رام الله، ويسود الاعتقاد أن حكومة الاحتلال بقيادة آرئيل شارون آنذاك قتلته باستخدام السم .. ودفن جثمانه في مقر الرئاسة (المقاطعة) بمدينة رام الله. وفي مؤتمر صحافي عقده في مدينة رام الله قال ناصر القدوة، ابن شقيقة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات :: إن وفاة "أبو عمار" ليست طبيعية والسبب على الأغلب هو السم، ليس لدينا الدليل القطعي بعد ، وأضاف القدوة "لذلك فضلنا الاحتفاظ بحقنا في الحصول على القطعة الأخيرة من القضية، وإسرائيل تبقى المسئولة كونها فرضت عليه الحصار وأخذت قرارات رسمية بإزالة ياسر عرفات ولا مجال لإنكار مسؤوليتها عن ذلك ؛ وقال القدوة أيضا :: القضية لن تحل إلى أن نحصل على الدليل بأنه قتل مسموما، وسنتمكن بشكل سريع نسبيا من الحصول على الدليل .. وتابع القدوة في الفترة المقبلة قد نأخذ خطوات محددة في هذا المجال .. وكان الزعيم الفلسطيني توفي في الحادي عشر من تشرين الأول/نوفمبر من العام 2004 في احد مستشفيات فرنسا، اثر إصابته بمرض غامض لم يعرف سببه لغاية الآن.. وقال القدوة أيضا :" لدينا شعور وقناعة بأن هذه الوفاة لم تكن لأسباب طبيعية، وهذا الشعور تعزز اثر قراءة التقارير الطبية التي وردت من المستشفى الذي توفي فيه عرفات ..واضاف " التقارير الطبية تحدثت عن إمكانية إصابته بالسرطان، لكن هذا تم نفيه نتيجة الفحوصات، وكان الحديث عن إمكانية إصابته بالتهابات حادة، وأيضا هذا تم نفيه .. وتابع القدوة " فيما يخص فرضية السم، جاء في التقرير أن المستشفى لم يجد أي نوع من السموم المعروفة لديه، وهذا كلام واضح بان الوفاة نجمت عن حالة لا يمن تفسيرها وفقا لعلم الإمراض وأحيا الفلسطينيون يوم الحادي عشر من الشهر الجاري الذكرى الخامسة لرحيل الرئيس الرمز التاريخي (محمد عبد الرحمن عبد الرؤوف القدوة الحسيني)، وهو الاسم الحقيقي لياسر عرفات، في وقت لا تزال أسباب استشهاده لغزاً محيراً، في ظل اقتناع الفلسطينيين، مسئولين ومواطنين عاديين، بأنه قضى مسموماً، وشكوكهم بقيام "إسرائيل" بدس السم له، بضوء اخضر من الولاياتالمتحدة الأميركية، بالنظر إلى التهديدات العديدة بالقتل، التي سبق أن تعرض لها من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أرئيل شارون وبعض معاونيه، والحصار الخانق الذي فرض عليه في مقره في رام الله من قبل تل أبيب وواشنطن معاً. وفي الحادي عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام ، يستذكر الفلسطينيون أبا عمار، الذي قاد النضال الفلسطيني لسنوات عديدة، وبات رمزاً يجمع عليه الكل الفلسطيني، حيث أصبح ضريحه في ساحة مقر الرئاسة الفلسطينية بمقر المقاطعة بمدينة رام الله التي حوصر فيها مزاراً للفلسطينيين كلما شعروا بالحاجة لوجوده بينهم. ************************************************************** حماس تُذكر بمناقب عرفات ************************************************************** وجددت حكومة حماس في غزة دعوتها إلى ضرورة التحقيق في أسباب اغتيال "ياسر عرفات " وتقديم القتلة للعدالة، وفضح المؤامرة والتوقف عن الاستغلال غير المسئول لذكرى اغتياله ؛ ورأت حركة "حماس" في الرئيس الراحل ياسر عرفات رجل الثورة الفلسطينية، وأحد رموز الشعب الفلسطيني الذين ضحوا لأجل القضية.. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم "حماس":" لقد عاش أبو عمار، تجربةً مريرة وصعبة حفت بالمكاره والمشقات وانتهت باستشهاده مقتولاً بالسم".. وقال فوزي برهوم :" إن رحيل عرفات كان بالنسبة لحركة فتح فقدان البوصلة الفتحاوية وفقدان مركز القرار، أما بالنسبة للشعب الفلسطيني لا شك سواء اختلفنا أو اتفقنا معه فقدنا رمزا من رموز المنتمين للقضية الفلسطينية".. ونفى المتحدث باسم حماس أن تكون حركته قد أخطأت بحق الرئيس الراحل ياسر عرفات، حيث قال:" نحن لم نخطئ بالمطلق في حق الرئيس ياسر عرفات لا في حياته ولا بعد وفاته لافتاً إلى أن "حماس" أعطت لحركة "فتح" مساحةً واسعةً كي تعبر عن رمزية أبو عمار في الذكرى الثالثة لاستشهاده إلا أن "تلك المساحة جوبهت بالفوضى والفلتان" . ************************************************************** شرق تُجيب على تساؤل "لماذا أقدمت إسرائيل على اغتيال عرفات ؟" ************************************************************** الإجابة على هذا السؤال تبدأ من القمة الثلاثية التي جمعت الرئيس الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك -أيهود باراك ، والرئيس الأمريكي آنذاك - بيل كلينتون في "كامب ديفيد" في النصف الثاني من يوليو/ تموز 2000م، رأى فيها المحللون السبب الرئيس وراء اغتيال أبو عمار. وكانت القمة قد عقدت بين الأطراف المذكورة آنفاً لبحث القضايا العالقة مثل القدس والمستوطنات واللاجئين، لتنتهي بعد أسبوعي بالفشل لعدم التوصل إلى حلول للمسائل التي جرى تناولها. فبعد مباحثات "كامب ديفيد" و"طابا" بدأت الدوائر الأمريكية وأوساط من الحكومة الإسرائيلية وبعض السياسيين الإسرائيليين، بالقول:" إن ياسر عرفات لم يعد يعتد به .. ولا جدوى للتفاوض معه". وبعدها أخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي- ارئيل شارون الذي ترأس الحكومة الإسرائيلية لاحقاً، -والذي كان على عداء مرير مع الرئيس ياسر عرفات- يتهمه بأنه وراء كل العمليات الاستشهادية التي كانت تحدث داخل الأراضي المحتلة عام 1948م، بالرغم من شجب عرفات المتكرر لتلك العمليات. في هذه الأجواء منعت إسرائيل عرفات من مغادرة رام الله لذلك لم يحضر مؤتمر القمة العربية في بيروت في 26 مارس 2002م، خشية ألا يسمح له بالعودة إذا غادر الأراضي الفلسطينية، وفي 29 مارس من نفس السنة حاصرته القوات الإسرائيلية داخل مقره في المقاطعة مع مرافقيه، وخلال فترة المحاصرة حدثت حالة من المناوشات إذ اقتحم خلالها الجيش الإسرائيلي مقر المقاطعة، وأطلق النار هنا هناك بينما كان الرئيس ياسر عرفات صامداً في مقره متمسكاً بمواقفه التي طالما أخذها على نفسه. كما عملت الإدارة الأمريكية وإسرائيل على إقصاء الرئيس ياسر عرفات عن السلطة و إبعاده عن مركز القرار فيها محملةً إياه مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في أراضي السلطة الفلسطينية من تدهور . ففي يوم 24 مايو2002م، طلب الرئيس الأمريكي آنذاك - جورج بوش تشكيل قيادة فلسطينية جديدة، وبسبب الضغط الدولي وانسداد الأفق السياسي، اضطر الرئيس عرفات للتنازل عن بعض صلاحياته، وتم تعيين محمود عباس رئيساً لأول حكومة في السلطة الفلسطينية ، ولكن الأخير سرعان ما استقال وتولى المنصب أحمد قريع. استمرت حياة الرئيس عرفات على هذا الحال إلى أن شعر يوم 12 من أكتوبر 2004م بتدهور في صحته حتى انتهت وعكته الصحية باستشهاده يوم 11 من نوفمبر في نفس العام.. وفي الساعة الرابعة والنصف من فجر الخميس الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 .أعلن المستشفى الفرنسي وفاة الرئيس ياسر عرفات، عن عمر يناهز- 75 عاما. ويرى الفلسطينيون أن إسرائيل هي من كانت وراء الوعكة الصحية التي ألمت بالرئيس الراحل، لاسيما وأنها من قامت بمحاصرته عدة سنوات داخل مقر المقاطعة ، ولكن الحيرة التي شغلت عقول الفلسطينيين كيف قتل الرئيس ياسر عرفات .. هل قتل مسموماً أم أدخلت إلى جسمه مادة مجهولة أدت إلى وفاته؟!!.