في الوقت الذي جرى فيه أمس دفن حكيم الله محسود زعيم حركة طالبان باكستان الذي قتل هو وخمسة آخرون في هجوم بطائرة أمريكية بدون طيار أطلقت أربعة صواريخ على مجمع في منطقة داندي داربا خيل بإقليم شمال وزيرستان المضطرب قرب الحدود الأفغانية, اختارت طالبان باكستان خان سعيد زعيماً لها بعد اغتيال محسود. وقال مسؤول أمني: إن زعيم المتمردين الذي لقي حتفه ومساعدوه دفنوا في أماكن متفرقة بالمنطقة القبلية لكنه امتنع عن الكشف عنها تحديدا. وقال مقاتل من حركة طالبان الباكستانية: ان جثة حكيم الله محسود زعيم الحركة كانت «مشوهة ولكن يمكن التعرف عليها» بعد هجوم شنته طائرة امريكية بلا طيار على سيارته وذلك في اول رواية لشاهد عيان على قتله. وفي واشنطن أكد مسؤولان أمريكيان نبأ مقتل محسود في هجوم بطائرة بدون طيار نفذته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه).وامتنعت المتحدثة باسم البيت الأبيض عن تأكيد النبأ ولكنها قالت انه إذا ثبتت صحته فستكون خسارة طالبان باكستان كبيرة. وقال شاه فرمان المتحدث باسم الحكومة في اقليم خيبر بختون خوا في الشمال الغربي: «انها محاولة من جانب الولاياتالمتحدة لتخريب محادثات السلام.» وتابع: ان المجالس التشريعية الإقليمية ستصدر قرارا يوم الإثنين بقطع خطوط امدادات حلف شمال الاطلسي إلى افغانستان ويمر احد الخطوط الرئيسية بممر خيبر القريب. وقال قادة بحركة طالبان الباكستانية ومصادر امنية امس: إن الحركة اختارت الرجل الثاني فيها خان سعيد ليخلف زعيمها حكيم الله محسود الذي قتل في هجوم شنته طائرة امريكية بلا طيار. ويعتقد أن سعيد العقل المدبر للهجوم على سجن في شمال غرب باكستان اسفر عن تحرير عن نحو 400 سجين في عام 2012 والهجوم على قاعدة للقوات الجوية الباكستانية في نفس العام. وكان محسود «34 عاما» قد تزعم حركة «تحرير طالبان باكستان» المحظورة وهي جماعة تضم أكثر من 12 فصيلا للمتمردين منذ عام2009 ، وخلف مؤسس الحركة بيعة الله محسود الذي قتل أيضا في هجوم بطائرة بدون طيار. وأعلنت باكستان حالة تأهب قصوى بعد مقتل محسود تحسبا لهجمات انتقامية. وأمرت بتعزيز الأمن حول المطارات ومنشآت رئيسية أخرى. ووقع الهجوم عشية بدء الحكومة وطالبان محادثات سلام بعد عقد من الصراع. وفي السياق, اطلق رجال قبائل النار على طائرة اميركية بدون طيار حلقت امس السبت فوق المنطقة القبلية في باكستان حيث قتل زعيم حركة طالبان الباكستانية، كما ذكر سكان ومسؤولون. وقال سكان في المنطقة لوكالة فرانس برس:ان عشرات من رجال القبائل والمقاتلين اطلقوا النار على طائرة اميركية بدون طيار كانت تحلق على ارتفاع منخفض فوق القطاع الذي قتل فيه زعيم طالبان. وصرح طارق خان الذي يملك محلا تجاريا في ميرانشاه لفرانس برس: ان «رجال قبائل ومسلحين اطلقوا النار من رشاشات ثقيلة وخفيفة لمدة ساعة». وسيؤدي مقتل محسود على الارجح الى موجة هجمات انتقامية من قبل طالبان وإلى عرقلة جهود الحكومة الباكستانية لفتح محادثات سلام مع الحركة كما قال محللون لكنه سيضعف الى حد كبير هذه الحركة التي اصبحت تشكل أحد أبرز التهديدات الأمنية لباكستان.