قال وزير الاعلام الباكستاني برويز رشيد امس ان باكستان لن تسمح لمقتل زعيم حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود بغارة بطائرة اميركية بدون طيار بأن تعرقل محادثات السلام المقترحة. وصرح الوزير للصحافيين ان الحكومة ترغب في المضي في خطتها للتفاوض مع حركة طالبان الباكستانية. واضاف "نستطيع ان نقول ان الطائرة بدون طيار ضربت هذه المرة محادثات السلام لكننا لن ندع محادثات السلام تموت". وقتل محسود في غارة اميركية بطائرة بدون طيار في منطقة شمال وزيرستان القبلية الجمعة ما يهدد محادثات السلام بعد يوم من اعلان الحكومة انها تتخذ خطوات لاطلاق حوار مع الحركة. وقال رشيد ان باكستان ملتزمة بالسلام عبر المحادثات رغم فقدان 40 الى 50 الف مدني وجندي ورجل شرطة في عنف المسلحين المتطرفين. واضاف "ولذلك فإنني متأكد من ان الطرف الاخر سيظهر نفس الروح التي اظهرناها". وكانت الصحف الباكستانية رأت امس السبت ان مقتل حكيم الله محسود قد ينسف عملية السلام الهشة بين الحكومة والمتمردين لكنه قد يكون فرصة لاعطائها دفعا جديدا. وشغل موت محسود العنوان الرئيسي لكل الصحف اليومية التي تصدر باللغتين الانكليزية والباكستانية. وجاء مقتل محسود بينما تستعد حكومة اسلام اباد لارسال وفد الى المناطق القبلية معقل المتمردين في شمال غرب باكستان بالقرب من الحدود الافغانية، للتحاور مع المتمردين تمهيدا لمحادثات سلام محتملة. واشارت الصحف الباكستانية الى توقيت الضربة، متسائلة عن مستقبل عملية السلام والنوايا الحقيقية للولايات المتحدة التي تشغل حيزا كبيرا في قلب نظريات المؤامرة في باكستان. باكستانيون يحرقون العلم الأميركي خلال تظاهرة ضد الولاياتالمتحدة (أ.ف.ب) وكتبت صحيفة ديلي تايمز ان "ضربة الطائرة الاميركية بدون طيار تعرض محادثات السلام للخطر"، مكررة بذلك تصريحات وزير الداخلية شودري نثار الذي تحدث امس عن "تخريب" الحوار الذي بدأ مع المتمردين. وأكدت الصحيفة الليبرالية اكسبريس تريبيون ان الضربة الاميركية "تبدو محاولة متعمدة من الولاياتالمتحدة لتصفية زعيم حركة طالبان الباكستانية وتقويض عملية السلام". وتخشى الصحف الباكستانية بشكل عام موجة اعتداءات انتقامية في جميع انحاء البلاد، مما يمكن ان ينسف عملية السلام الهشة. ومقابل الصحف التي انتقدت الغارات الاميركية التي ترى الحكومة انها تؤدي الى نتائج عكسية لانها تشجع على تجنيد مقاتلين وتشكل انتهاكا للسيادة الوطنية، رأت اخرى ان في موت محسود فرصة على الحكومة انتهازها. وكان محسود يعارض عملية السلام ويطالب بالافراج عن كل المعتقلين من عناصر حركته وانسحاب الجيش من المناطق القبلية "كشروط مسبقة" لاي مفاوضات سلام. وقالت صحيفة ذي نيوز (يمين الوسط) "اذا كانت الحكومة جادة بشأن هذه المفاوضات، فعليها انتهاز فرصة موت محسود وبدء المفاوضات مع الذين يؤيدون محادثات السلام في الحركة". في هذه الأثناء تم اختيار خان سعيد سجنا، المعروف بخالد أمس زعيماً لحركة طالبان الباكستانية خلفاً لحكيم الله محسود. وذكرت وسائل إعلام باكستانية أن خان سعيد اختير امس خلال انعقاد مجلس شورى طالبان الباكستانية بحضور معظم أعضاء المجلس في مكان لم يعلن عنه. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة (دون) عن مصادر من المتمردين، أنه من أصل 60 عضواً حضروا الشورى، صوت 43 ل سجنا، مقابل 17 صوتوا ضده. غير أن مجموعات أخرى في طالبان الباكستانية رفضت انتخاب سجنا. ودفن محسود الذي رصدت واشنطن مكافأة 5 ملايين دولار لكل من يقدم معلومات عن مكانه، في وقت لاحق من يوم الجمعة بعد مقتله واربعة من مساعديه في هجوم على سيارته في مجمع في قرية داندي دارباخيل التي تقع على بعد خمسة كيلومترات عن ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان. من جهة اخرى، قال سكان في المنطقة ان عشرات من رجال القبائل والمقاتلين اطلقوا النار على طائرة اميركية بدون طيار كانت تحلق على ارتفاع منخفض فوق القطاع الذي قتل فيه زعيم طالبان. وصرح طارق خان الذي يملك محلا تجاريا في ميرانشاه ان "رجال قبائل ومسلحين اطلقوا النار من رشاشات ثقيلة وخفيفة لمدة ساعة". وأكد مسؤول في ميرانشاه اطلاق النار. وفتحت المحلات التجارية في سوق ميرانشاه المكتظ عادة ابوابها امس السبت. وقال طارق خان ان "السكان خائفون. موت حكيم الله محسود يثير مخاوف والجميع يتحدثون عن انتقام طالبان".