عادت من اجازتها مؤخرا قائلة: كانت رحلتي رائعة ولكن لم يكن ختامها مسكا، فرحلة السعودية (1162) من الرياض للدمام ليوم الخميس الأول من اغسطس انستني كل الروعة التي عشتها في اجازتي، فقد كان مقررا لها ان تقلع من الرياض الساعة (11.30) مساء لتصل الدمام الساعة (12.30)، وفي البداية تم كل شيء كما يرام وبدأت الطائرة بالسير على المدرج وفجأة يخبرنا الطيار بان عليه العودة للبوابة لوجود بعض الركاب المتأخرين، استغربت الامر بشدة وكذلك بقية المسافرين، فأنا اسافر على خطوط عربية وعالمية ولم يحدث ابدا ان عاد الطيار لالتقاط بعض المسافرين. شعرت ان في الامر شيئا ما، دار قائد الطائرة وعاد ادراجه ووقفت الطائرة امام البوابة بانتظار المسافرين انتظرنا ما يقارب (45 دقيقة).. لم يأت مسافر واحد، ولكن ظهر مندوب (السعودية) الذي طلب منا النزول من الطائرة لأجل خاطر بعض المسافرين القادمين من باريس الساعة (2.30) ليلا والذاهبين للدمام ولاتوجد الا هذه الطائرة التي تقلنا (هذا ما سمعناه)، وكان علينا كركاب ان نختار اما الانتظار حتي يأتي هؤلاء المسافرون، أو الانتقال لطائرة اخرى قاصدة اسلام اباد عن طريق الدمام والتي تم تأخيرها ايضا.. ربما لتأخذنا في طريقها، صعق ركاب رحلة (1162) لهذا الامر وكانوا قد دفعوا ليكونوا في الدمام الساعة (12.30) مساء لهذا حاولوا محاولات جادة ومستميته لاقناع مندوب السعودية باقلاع الطائرة التي نقلها حفاظا على حقوقنا.. واستمرت المفاوضات ما يقارب الساعة كنا فيها في غاية التعب والارهاق والشعور بالاهانة اضافة للحر ومعاناة الاطفال.. ولا اعلم ماذا حدث خلال هذه المفاوضات، لنجد انفسنا بعدها خارج الطائرة الى درج ثم باص ثم درج آخر ثم بوابة ثم طائرة اخرى مزدحمة بالركاب الذين ذاقوا الامرين من الانتظار. نزلنا ضيوفا (غير مرغوب بنا) على هذه الطائرة وظننا ان متاعبنا قد انتهت ولكن الطائرة بقيت تنتظر حوالي (30) دقيقة كنا خلالها في اشد حالات الغضب والضنك.. بعدها ادخلت الطائرة مجموعة من الركاب الباكستانيين لايتجاوز عددهم (15) راكبا.. واخيرا اقلعت الطائرة، ووصلنا الدمام الساعة (3) فجرا، وهكذا فان الرحلة رقم (1162) لم تصل ابدا لمطار الدمام، فقد خطفتها ادارة الخطوط السعودية الى مكان اخر، هكذا كانت رحلة العودة (مرمطة وبهدلة).. لم أرها الا على الخطوط السعودية التي يبدو انها تعيش خارج الالفية الثالثة، ولو حدث ذلك على خطوط اخرى لرفع الركاب دعوى تأخير وتعذيب واهدار لحقوقهم ولحصلوا على تعويضات مناسبة.. أنهت محدثتي كلامها بقولها: حسبنا الله ونعم الوكيل.