لم يتخذ رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أي قرار بعد حول شن حرب على العراق ولن يلزم القوات البريطانية الى جانب الامريكيين الا في حال تأكد انه الخيار الافضل، حسب ما اعلن احد المقربين منه في مقابلة مع صحيفة (التايمز) نشرت امس الاثنين. وقال بيتر ماندلسون العائد من زيارة لواشنطن ونيويورك ان اشارات مختلفة تصدر عن وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الامريكيتين وخصوصا من وزير الدفاع دونالد رامسفلد. ويعتبر الوزير السابق ماندلسون بمثابة المستشار الرئيسي لرئيس الوزراء البريطاني وهو احد المقربين منه. وقال ماندلسون لهذا السبب لا يمكنهم (الامريكيون) ان يتفاجأوا في حال كانت ردود فعل اوروبا والعالم غامضة اذا كانت الرسالة التي نتلقاها من الادارة (الامريكية) ليست واضحة. واضاف ان الرأي العام مضلل بالتصريحات المؤيدة وتعليقات الجنرالات في مكاتبهم الذين يركزون على مخاطر التحرك اكثر مما يركزون على نتائج عدم التحرك (...) وبالرسائل المتناقضة التي تصدر عن الادارة الاميركية. واوضح ان الناس تزداد قلقا بشكل عام في هذه المرحلة بسبب مجموعة الاشياء هذه. ومع نفيه تصنيف نفسه ب"الحمامة" وتأكيده على اتفاقه مع توني بلير حول ضرورة مواجهة صدام حسين جديا، اوضح ماندلسون ان جميع الخيارات تبقى مفتوحة. وقال ايضا اذا كان رئيس الوزراء لا يريد تغيير الموقف الذي اتخذه فهو بالطبع لن يلزم بريطانيا بعمل عسكري بدون ان يكون وحتى يصبح من الواضح انه الخيار الافضل وان الرأي العام والعالم السياسي يكونان مهيأين لدعمه. واشار ماندلسون الى ان الادارة الامريكية ترتهن الرأي العام العالمي بتوجهها خصوصا الى الرأي العام الداخلي بدل توجهها الى مجمل العالم. واعتبر ان الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون بدا قادرا على تمثيل المصالح الامريكية بشكل يتطابق مع قلق مجمل الكوكب، حسب ما جاء في التايمز. وتؤكد اقوال ماندلسون هذه شكوك رئاسة الحكومة البريطانية حيال الطريقة التي يعد بها الامريكيون العملية. وذكرت الصحف البريطانية ان عددا من الوزراء البريطانيين يعربون عن سخطهم لعدم تلقيهم اي مشروع محدد حول نوايا ادارة الرئيس جورج بوش.