ذكرت صحيفة ( صنداي تايمز ) البريطانية ان محاكمة سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ، قد تسبب الحرج لبعض السياسيين البريطانيين مثل رئيس الوزراء السابق توني بلير، ووزير الاعمال السابق بيتر ماندلسون، اذا قرر الكشف عن تفاصيل تلك العلاقة الودودة التي ربطته بهما. واضافت الصحيفة ان رئيس الوزراء السابق توني بلير الذي وصفه سيف بأنه احد اكثر اصدقاء العائلة الشخصيين قرباً، قد يواجه بعض التحقيقات اذا مضى سيف قدما في الكشف عن اسرار صفقاتهما، بما في ذلك عقود النفط وإطلاق المدان في قضية لوكيربي عبدالباسط المقرحي. وكان القذافي قد عين ابنه سيف وسيطا لتسوية قضية تفجير طائرة «بان أميركان»، التي أسقطها عملاء ليبيون عام ،1988 حيث ان معرفته بتفاصيل تلك التسوية والمفاوضات المصاحبة لها، التي ضمت ايضا دبلوماسيين بريطانيين، اضافة الى رئيس الاستخبارات الليبي السابقموسى كوسا، كل ذلك من شأنه ان يخلق انفجار سياسيا مدويا في بريطانيا. وربما يكون بلير والامير اندرو وماندلسون وعائلة روتشيلد المصرفية من بين من سيطلب القذافي استدعاءهم للشهادة. وكان هؤلاء ضمن الشخصيات التي كانت تتوقع ان تسعى ليبيا لإطلاق اجندة اصلاحية على رأسها سيف، بحيث يمكنها الافادة من صفقات النفط الهائلة التي ستعقدها في هذا البلد في ما بعد. وربما كشف سيف عن تلك التدابير التي تمت في الخفاء في عهد الحكومة العمالية السابقة لإطلاق سراح المدان في قضية لوكيربي عبدالباسط المقرحي. وكان سيف في استقبال طائرة المقرحي التي أقلته من غلاسكو الى طرابلس عند اطلاق سراحه «لدواع انسانية»، في اغسطس .2009 ولايزال المقرحي على قيد الحياة على الرغم من ان الاطباء زعموا أنه لن يعيش اكثر من ثلاثة أشهر عند اطلاقه بسبب مرض السرطان. وتم الافراج عن المقرحي بعد «صفقة في الصحراء»، وقعها بلير مع معمر القذافي والتي مهدت الطريق لتوقيع عقود نفط بقيمة ملايين الجنيهات الاسترلينية مع شركتي نفط شل وبريتش بتروليم. وادعى سيف أن بلير عمل مستشارا لسلطة الاستثمار الليبية، وهي الشركة التي تدير سندات الثروة السيادية، وانكر بلير تلك الادعاءات بشدة، وعلى كل فقد زار بلير ليبيا ست مرات على الاقل منذ ان ترك منصبه الرسمي. وكان بلير اجتمع مع القذافي خمس مرات خلال 14 شهراً قبل ان يتم اطلاق سراح المقرحي، وفي مناسبتين طار بلير على متن طائرة خاصة دفع تكاليفها القذافي، الا أنه انكر أي تأثير له في قرار الحكومة الاسكتلندية بشأن اطلاق سراح المقرحي. وقبل اسبوع من إطلاق المقرحي ناقش مندلسون هذه القضية مع سيف، وفي ما بعد استقبل ماندلسون القذافي في فيلا تملكها عائلة روتشيلد في منطقة كورفو.