عزيزي رئيس التحرير بعد التحية على الصفحة الأخيرة من جريدة (اليوم) الاثنين 26 جمادى الأولى 1423ه عدد 10643 عمود نوافد للشمس للإعلامي المخضرم الأستاذ سليمان بن محمد العيسى بعنوان "لكيلا يكون الضياع" وما قرأته من سطور قليلة في ذلك العمود قد شدني أكثر وشجعني أن أقول عن رجال في بلادي انهم يحملون على عاتقهم من الوطنية وحب هذا البلد المعطاء ماتنوء بحمله الجبال نعم كنت أتمنى أن يصدر هذا الاعتراف من أصحاب المسئولية الذين يعملون في وزارة التعليم العالي والمتخصصين الأكاديميين في جامعاتنا المنتشرة في بلدنا الكريم المعطاء. هؤلاء الناس الذين تربعوا سنين من الزمن وهم لم يغيروا من تلك التخصصات التي أكل عليها الزمن ودار عليها بعجلة التقدم والحاجة الملحة وما يتواكب من تخصصات واتجاهات علمية وعملية يترضى بها حقيقة الواقع الذي فرض علينا البحث عما تحتاجه حياتنا العملية من خارج البلاد!! نعم لقد قال العيسى ما لم يقله غيره وإن كانت الحقيقة مرة لا تعبر الحلق إلا بغصة يابسة!! نعم هناك تخصصات في جامعاتنا العلمية قد تشبع المجتمع منها وتشبعت حاجتنا العملية منها وصارت هذه التخصصات مرفوضة لا طلب عليها حتى في الأسواق الأهلية الخاصة!! فمتى نرى جامعاتنا وقد جددت أو أضافت تخصصات ليستفيد منها المتخرج والمجتمع؟ متى نرى معاهدنا الفنية وقد تخصصت بما يحتاجه السوق والحياة العملية الحديثة؟! متى نرى أهل العلم والرأي والثقافة والوعي الاجتماعي قد اجتمعوا وتباحثوا وتدارسوا ما يحتاجه الوطن مستقبلا بل وحاضرا وكيف نجند من لم تتح له الفرصة في إثبات الوجود. فهناك طاقات بشرية ومخزون قادر على مواكبة العصر المتطور وحاجة امتلاك العقول البشرية النيرة التي إن وجدت الطريق معبدا لسلكوه باقتدار. فهل نعطي شباب وخريجي المدارس الثانوية والمعاهد العلمية والفنية فرصة التحصيل لما يحتاجه القطاعان الحكومي والخاص؟ الاعتراف بالخطأ فضيلة والتصحيح مطلب يقره الرجال الأقوياء ويخافه الجبناء. دائما الشباب هم العدد والعدة في دولهم. وهم الأولى في تحقيق حاجة أوطانهم يقول المثل الشعبي ( يا حلاوة الثوب ورقعته منه). والمواطن جندي في مجال عمله عسكريا كان أو ميدانيا.. هل ترى.. نوافذنا شمس التجديد والاعتراف بحقيقة الحاجة ويخرج المسئولون عن التعليم ومن هم مطالبون بالتماس حاجة السوق والمجتمع وتلبية اهتمامات العصر وتقدمه الصناعي والتقني والتكنولوجي الحديث. ناصر الصويلح