يلتهم خروفا في 30 دقيقة    15 مليار دولار لشراء Google Chrome    أقوى 10 أجهزة كمبيوتر فائقة في العالم    تنافس شبابي يبرز هوية جازان الثقافية    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    إصابة طبيب في قصف إسرائيلي استهدف مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    «اليونيسف» تحذر: مستقبل الأطفال في خطر    3 أهلاويين مهددون بالإيقاف    اختبارات الدور الثاني للطلاب المكملين.. اليوم    "مركز الأرصاد" يصدر تنبيهًا من أمطار غزيرة على منطقة الباحة    "الداخلية" تختتم المعرض التوعوي لتعزيز السلامة المرورية بالمدينة    «الغرف»: تشكيل أول لجنة من نوعها ل«الطاقة» والبتروكيماويات    افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    رصد أول إصابة بجدري الماء في اليمن    600 شركة بولندية وسلوفاكية ترغب بالاستثمار في المملكة    آل غالب وآل دغمش يتلقون التعازي في فقيدهم    أمراء ومسؤولون يواسون أسرة آل كامل وآل يماني في فقيدتهم    المملكة تعزز التعاون لمكافحة الفساد والجريمة واسترداد الأصول    نائب وزير التجارة تبحث تعزيز الشراكة السعودية – البريطانية    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    القِبلة    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    30 عاماً تحوّل الرياض إلى مركز طبي عالمي في فصل التوائم    الأكريلاميد.. «بعبع» الأطعمة المقلية والمحمصة    خسارة إندونيسيا: من هنا يبدأ التحدي    مشكلات المنتخب    تأثير اللاعب الأجنبي    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    «النيابة» تدشن غرفة استنطاق الأطفال    «صواب» تشارك في البرنامج التوعوي بأضرار المخدرات بجازان    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    الخليج يُذيق الهلال الخسارة الأولى في دوري روشن للمحترفين    مستقبل جديد للخدمات اللوجستية.. شراكات كبرى في مؤتمر سلاسل الإمداد    "تقني‬ ‫جازان" يعلن مواعيد التسجيل في برامج الكليات والمعاهد للفصل الثاني 1446ه    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    1.7 مليون ريال متوسط أسعار الفلل بالمملكة والرياض تتجاوز المتوسط    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    المدى السعودي بلا مدى    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    فيصل بن مشعل يستقبل وفداً شورياً.. ويفتتح مؤتمر القصيم الدولي للجراحة    وزير التعليم يزور جامعة الأمير محمد بن فهد ويشيد بمنجزاتها الأكاديمية والبحثية    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكاديميون وإعلاميون ومثقفون يؤكدون أن تحسين صورتنا في الخارج يبدأ من الداخل
آراء متعددة تؤكد أهمية تحسين الخدمات وتطوير المواقع السياحية وإيصال برامجنا الإعلامية للجمهور الغربي

هل أصبحنا بين عشية وضحاها تحت المجهر وكأن الإعلام العالمي جعل شغله الشاغل انتقاد مجتمعنا في منابره المختلفة، فقد حاول جاهداً ومنذ مدة تلقط أخبارنا وطرق حياتنا، وعاداتنا وتقاليدنا.. وحتى ديننا.. ووضع كل ما يسمعه وما يتخيله عنا تحت مجهر الانتقاد للانتقاص من صورتنا الداخلية والخارجية!
لكن المهم لدينا هو نظرتنا نحن للصورة الجيدة التي نرغب أن ننقلها للعالم، بمواصفاتنا نحن، التي ترضينا وتلائمنا.. ليس عيباً أن نعترف بنواقصنا التي نراها نحن، وليس عيباً أن تكون مشاهداتنا الإيجابية الخارجية التي نراها في العالم من حولنا ونطوعها لتصبح قابلة للتنفيذ لدينا بما يلائم مجتمعاتنا.
«الرياض» حاولت في هذا الاستطلاع أن تستطلع آراء بعض المواطنين من فئات مختلفة المستويات والمجالات لنتعرف على نواقص صورة بلادنا الحالية، من وجهة نظرهم، لتصبح على تلك الصورة الجيدة التي نأملها؟
وما هي المشاهدات الإيجابية التي لمسوها في الخارج، من خلال زياراتهم واطلاعهم ومتابعتهم، ويتمنون وجودها لدينا لتسد الثغرات وتكتمل الصورة الجيدة التي نسعى إليها؟
مشاهدات علمية
أ. د. أميمة محمد نور الجوهري أستاذ الصيدلانيات بكلية الصيدلة بجامعة الملك سعود تجمع مرئياتها من خلال تجوالها المتكرر للخارج فتقول: لقد قمت بعدة زيارات منذ فترة دراستي في مرحلة الدكتوراه لعدة جامعات في بريطانيا وأمريكا وكندا ومعظم البلاد العربية، ومؤخراً قضيت بعض الوقت في بعض جامعات أستراليا واسكتلندة ومصر ومركز أبحاث في بولندا، وذلك ضمن إجازة التفرغ العلمي التي تمتعت بها خلال العام الدراسي المنصرم 1425-1426ه. ولقد لفت نظري أن الأكاديميين في المواقع الأجنبية يبدون اهتماماً بالغاً باحترام الوقت مع وجود فرق عمل تقوم بإجراء البحوث العلمية التطبيقية، ولقد وصل متوسط إنتاج عضو هيئة التدريس من البحث العلمي في العام الدراسي من 7-9 أبحاث. وإذا نظرنا إلى مجتمعنا العربي والمحلي نجد أننا بحاجة إلى المزيد من استثمار الوقت والعقول البشرية فيما يعود بالنفع على المجتمع، كما أن مجتمعنا المحلي ينقصه وجود فرق العمل المتعاونة بالإضافة إلى وجود القصور في الجانب التعاوني بين أفراد الأسرة الواحدة. وتحتاج المرأة العاملة إلى المزيد من الدعم المعنوي والوجداني الأسري والمجتمعي.
أما المرحلة القادمة فالأمل بالله كبير أن تكون مليئة بالإنجازات التي تغطي حاجة البلاد في شتى المجالات ويحضرني هنا التنويه عن لزوم اقتحام المرأة السعودية لعالم الإعلام، وذلك من خلال افتتاح هذا التخصص في كليات الجامعات السعودية المختلفة حتى تتمكن من ايجاد نافذة لها على العالم من خلال ممارسة مهنة الإعلام.
الثقافة البيئية
الدكتورة ليلى صالح زعزوع أستاذ مشارك بجامعة الملك عبدالعزيز وعضو مؤسس في جمعية الإعلام والاتصال تؤكد أننا في حاجة الثقافة البيئية لأنها ضرورة من خلال رؤية نظامية شمولية لبناء مجتمع مثقف بيئياً عبر وسائل الإعلام.
ويكون ايصال الرسائل البيئية اما عن طريق المحاضرات العامة والندوات والمعارض والحملات الإعلامية وإصدار المواد الإعلامية، أو من خلال أجهزة ووسائل الإعلام والجمعيات النسائية أو الرياضية أو رجال أعمال.
علينا أن نركز على خطط وبرامج الإعلام على تحفز الممثلين والكوميديين والمطربين لإنتاج أعمال ترفيهية ذات رسالة بيئية، وكذلك تشجيع أغاني وقصائد ورسومات فنية لنفس الهدف. تلائم الظروف البيئية، والواقع الاقتصادي والاجتماعي، والعادات والتقاليد، وحاجات الصحافة والإعلام والفئات المستهدفة، كما يجب أن تعالج القضايا البيئية من منظور العملية التنموية من خلال الحوار المتبادل لايصال الرسالة البيئية وتلقي ردود الفعل.
وتضيف د. زعزوع أنه يمكن القول إجمالاً أن العمل الإعلامي البيئي يجب أن ينطلق من خطة عمل واضحة ودقيقة ومدروسة تعالج المشكلات البيئية في الحاضر وتصون هذه البيئة في المستقبل وصولاً إلى بيئة أفضل.
الفنون.. وأشياء أخرى
الروائي والقاص ناصر الجاسم يقول إن في الدول الأجنبية سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة توجد جملة من المشاهد التي تود أن تراها في بلادنا السعودية، والتي تتفق ولا تتعارض في حال وجودها في بلادنا مع عاداتنا وتقاليدنا، من مثل وجود مكتبات الأحياء السكنية والصناعية وصالات الألعاب الرياضية المغلقة والمفتوحة بداخل المجمعات السكانية، وخطوط المشاة والجسور المعلقة والطرق الخاصة بالشاحنات الكبيرة وحدها وبالدراجات، وكذلك دور السينما ومجمعات العرض للأفلام السينمائية بالأسواق التجارية الكبرى، أضف إلى ذلك دورات المياه العامة المدفوعة الأجر على الطرقات الطويلة وفي ميادين المدينة، وعدم استخدام أبواق السيارات عند إشارات المرور إلا للضرورة القصوى، وكذلك استخدام البطاقات في تعبئة السيارات بالبنزين بدلاً من النقود الورقية وأيضاً استخدام الشيكات ذات المبالغ المحدودة في سداد المشتريات من محلات السوبر ماركت أو المتاجر.
الكاتبة خيرية السيف تعتقد أن (صورتنا في الخارج) هي أكثر عقدنا النفسية التي يجب أن نتخلص منها الآن وبشجاعة، فما أهمية صورتنا أمام واقعنا الباهت، الصورة الخارجية مرآة عاكسة لواقع داخلي، لذلك فالأولى تحسين الواقع لتتحسن تبعاً له صورتنا الخارجية.
ولعل من عقدنا النفسية الأخرى التي تستوجب مجابهتنا لها الآن، هي مقارنتنا بالدول المتقدمة، حيث تنتهي تلك المقارنات بأن نرتمي في ثنايا ذاك المشهد الغربي الحضاري الرائع محملين بإيمان مغلظة لن نصل لربع ما وصلوا إليه وإن بلغت أمانينا عنان السماء.
الابتسامة والبشاشة
كاتب السيناريو ناصر العزاز يرى من وجهة نظره أن ما ينقصنا هو الابتسامة والمبادرة بالتحية.. يقول: نحن شعب لا نبتسم حتى لبعضنا البعض بل في كثير من الأحيان تكون نظراتنا نظرة تربص لكل غريب حتى لو كان من أبناء جلدتنا، رغم أن الابتسام له شق ديني من خلال ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله «ابتسامتك في وجه أخيك صدقة» انظر ما يكون وقع الابتسام عليك لو قوبلت به ممن لا تعرفه وقارنه مع ما نواجهه ويواجهه ضيوفنا القادمون من البلاد الأخرى من انطباع، كيف نستطيع تمييز الشعوب وتصنيفها والحكم عليها بأن هذا شعب طيب وذاك سيء ونتجاهل تقييم وتقويم أنفسنا، لن تكلفنا الابتسامة شيئاً، ولا المبادرة بالتحية التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم «خيركم من يبدأ بالسلام» بل ستكونان دعماً لتغيير الصورة النمطية التي هي حقيقة واقعة نحسها في مجتمعنا قبل أن يشير لنا بها الغير ونضع أنفسنا في خانة الاتهام بأننا شعب لا يجيد التعامل الحسن.
وفودنا منتقدة
الأستاذ صالح بن عبدالرحمن الراجح مدير العلاقات العامة والإعلام رئيس تحرير مجلة «رسالة معهد الإدارة» يقول إن الحديث عن صورة المملكة العربية السعودية في الخارج من الموضوعات ذات الأهمية البالغة التي تحتاج إلى بذل مساع حثيثة للعمل على اظهارها بالطريقة التي تحاكي الواقع وتلامس الحقيقة، فالمملكة ليست بحاجة إلى مدح مبالغ فيه ولا تستحق القدح الذي يفتقر إلى الحقيقة ويفتقد الموضوعية. فالبلد بحمد الله يزخر بالخيرية ومحبة البذل والعطاء، وفي الوقت ذاته يكتنف المجتمع ما يكتنف غيره من المجتمعات الأخرى من مشكلات ومنغصات.
والأمر المحير أن بصمة الوطن والمواطن الواضحة المعالم لكل صاحب بصر وبصيرة في مشاريع الخير والبناء في العديد من دول العالم والمبادرة في المساهمة في التخفيف من آثار الكوارث والنكبات وإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج تقابل بردود فعل متفاوتة، ففئة تقابلها بالجحود والنكران منطلقة بدوافع حقد وحسد، وأخرى متأثرة بصورة نمطية سلبية مغلوطة ساهم في تكوينها الإعلام المغرض، وفئة ثالثة تشكر وتثني ولكن بصوت خافت وربما غير مسموع.
ويضيف الراجح قائلاً: الأمر الآخر الهام يتمثل في الوفود التي تذهب إلى خارج البلاد وتواجه انتقادات موجهة إلى المجتمع السعودي وتكون إجاباتها متسمة بالروح الانهزامية وبالوعود المستقبلية بحدوث التغيير المطلوب الذي يحتاج إلى دورة زمنية، فيذكر على سبيل المثال أحد رجال الأعمال المهمين انه يواجه أسئلة مكررة في العديد من الدول الغربية أثناء عقد الاجتماعات مع نظرائهم ومنها ما يتم طرقه بصفة مستمرة عن وضع المرأة في المملكة والزعم بهضم حقوقها، فتكون إجابته التي عادة ما يحاول زملاؤه «المخدلون» ثنيه عنها أن وضع المرأة في المملكة متميز عن غيره ويضرب أمثلة تؤكد على ذلك منها أنها حين تتزوج تحتفظ باسمها على خلاف غيرها، وأنها حينما تتوظف تتلقى راتباً يوازي الرجل، وهذا ما لا يحدث حتى في الدول التي تدعي المساواة بين الجنسين، وأن الأرقام الاحصائية تؤكد على أن نسبة النساء المستثمرات في سوق المال تفوق نسبة الرجال ويعود السبب في ذلك إلى أن المرأة مكفولة من قبل ولي أمرها، ويضيف بأن ردود الفعل عادة ما تكون بمثابة الصدمة المفوقة لدرجة أن بعض المتسائلين يعيد تساؤله بغية التأكد عن مدى صحة ما قيل. وفي هذا الإطار ينبغي الالتفات والانتباه أيضاً إلى الفئة التي تسيء بتصرفاتها السلوكية وممارساتها الخاطئة خلال سفرها إلى الخارج وتنسى أنها تمثل وطناً لامواطن وذلك من خلال البرامج التوعوية المدروسة بشكل علمي والمقرونة بالطرح الإعلامي المهني المسؤول الجاد والرصين وتطبيق الأنظمة الرادعة لكل فرد يسيء بتصرفات لامسؤولة.
والخلاصة من وجهة الراجح أنه إذا ماتم تشخيص الداء لايتبقى سوى وصفة الدواء التي ينبغي أن يكون من مكوناتها تفعيل دور المؤسسات التعليمية والإعلامية واستثمار وسائل التقنية الحديثة ومنها الإنترنت كوسيلة تتخاطب من خلالها شعوب العالم وتتواصل فيما بينها لتكون بمثابة المرآة التي تعكس الواقع المعايش، وهنا يجدر التأكيد على أن ماكان من أمر لدى الطرف الآخر يشوبه الغموض وتدعو إليه الشريعة السمحاء فينبغي توضيحه وشرحه لكل صاحب فطرة سوية أو فكر مشوش يسعى إلى الحق ويلتزم بالحقيقة، وما عدا ذلك من أمور أخرى ينبغي مناقشتها وتصوبيها أو تعديلها متى ما اتضحت مجانبتها للصواب.
التعليم والتأهيل
الأستاذة هدى علي الحمود المشرفة المركزية بالإدارة العامة للتربية الإسلامية تؤكد أنه لابد لنا قبل تحديد ماينقصنا لكي نصل إلى الصورة التي نأملها أن نحدد بدقة الصورة المرجوة التي نطمح في الوصول إليها فنحن ولله الحمد مجتمع مسلم له صورة مشرقة وله قواعد وثوابت أساسية ينطلق من خلالها فنحن نسير في تفكيرنا وسلوكنا واتجاهاتنا وفق ماجاء في كتاب الله - عزوجل - وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لذا فإننا نحتاج إلى العودة إلى هذين المصدرين الأصليين والانطلاق منهما للتزود بالعلوم النافعة واستغلال مواهبنا من إمكانات في الجد والعمل حتي نتمكن من رسم صورة إيجابية عن مجتمعنا المسلم عامة وبلادنا خاصة.
أما عن المشاهد التي لمستها في الخارج وتتمنى الإفادة في مجتمعنا لتكتمل صورتنا الجيدة فمن وجهة نظرها أن هناك أموراً إيجابية متعددة يأمل الإنسان في محاكاتها والإفادة منها ومن ابرز هذه الأمور وأهمها العناية بالعلم والتحصيل والسعي لإعانة طلاب العلم على تحصيل مايطمحون إليه والحد من الأنظمة البيروقراطية التي تقف عائقاً أمام طالب العلم حتى يتمكن من تحصيل مايرغب من العلوم النافعة.
محمد أسعد الموظف في احد القطاعات الحكومية، تحدث عن التغيرات التي يتطلع اليها قائلاً:
نتمنى أن تزداد وسائل النقل العامة لتخفف الضغط على الشوارع. وأن نرى احتراما كاملا لاشارات المرور. كما نتمنى ان تكون الخطوط السعودية دقيقة كالساعة في رحلاتها الداخلية، وأن نرى رجل الشرطة يتعامل مع المواطن والمقيم بكل الحب والتهذيب والعدل، ونأمل من الشباب السعودي العمل في مجال البناء ورصف الطرق والتشجير بسواعدهم.
بينما يرجو الموظف طارق الدوسري ان ينظم المرور بشكل أقوى لاحتواء مشكلة الزحام والضغط في الشوارع، خاصة خلال ساعات خروج الموظفين والطلبة إلى مدارسهم وأماكن عملهم، او خلال فترة الظهر عند العودة للمنازل. وكذلك في المساء عندما تتكدس الشوارع بالسيارات، من الضروري ان تكون هناك عملية ضبط وتنظيم للسيارات لتجنب الزحام.
من جهة أخرى، يرجو أن تكثف حملات توعية المواطنين والمقيمين في الأماكن العامة لاحتواء العديد من المظاهر السلبية التي نراها يومياً.
وتمنى طارق أيضا ان يرى تغيرا حقيقيا يطرأ على الإعلام السعودي، سواء المقروء أو المسموع أو المرئي، فهو واجهة المجتمع، وإذا لم يحسن استغلاله بالشكل الصحيح، فلن تتحسن صورة المملكة في الإعلام الغربي.
الترفية والاندماج
مني عبدالرحمن الطالبة في كلية العلوم الطبية بجامعة الملك سعود، تتمني أن يكون هناك وسائل ترفيه متنوعة، أما في مجال تخصصها، فتتمني أن تكون هناك فرص تدريب وتوظيف أكبر في المستشفيات الحكومية للمتخرجات حديثا، وتنظيم برامج أكثر كثافة لهن.
وتتمنى أختها زينة أن تتوسع مجالات التخصص المتاحة أمام الطالبات في الجامعات الحكومية، وان يستحدث المزيد من الجامعات الحكومية للتقليل من الضغط الحاصل مع ازدياد أعداد المتخرجين كل عام.
أم مرام ربة المنزل تتمني ان تكون هناك نشاطات اجتماعية مكثفة للصغار والمراهقين بشكل خاص، لتشجيعهم على الانخراط مع المجتمع وتنمية قدراتهم على التفاعل والتعاطي مع بعضهم البعض. فهي ترى ان الصغار يعانون من نوع من العزلة عن المجتمع، ويفتقرون إلى القدرة للتعاطي مع من حولهم بسبب انعدام النشاطات الاجتماعية الموجهة اليهم.
وفي لفتة مختلفة، ترجو ام مرام ان تنظم حالة الزحام أمام المدارس والجامعات، فمع بداية الموسم الدراسي، تلاحظ تكرر نفس المشاهد للسيارات المتراكمة دون تنظيم أمام المدارس.
الرسالة الإعلامية
الأستاذ عادل بن محمد النقيب مدير ادارة النشاط الثقافي بوزارة التربية والتعليم يؤكد بما لاشك فيه اننا نطمح جميعاً الى تحسين صورة بلادنا في الخارج والتي تعرضت الى كثير من التشويه في العالم الغربي بسبب التصرفات اللامسؤولة من قبل البعض.. ويقول:
هناك الكثير من المحاولات لتصحيح تلك الصورة غير الواقعية عن مجتمعنا، وهناك الكثير من البرامج التي تقدم من خلال الوسائل الإعلامية سواء كانت مرئية او مسموعة او مطبوعة، لكن المشكلة التي قد تواجه مثل هذه البرامج الجيدة انها لا تصل الى الجمهور الغربي والذي يجب ان يكون مستهدفاً من قبل القائمين على هذه البرامج.
ويضيف النقيب مستطرداً: يفترض ان نقوم بإيصال الرسالة الإعلامية الى ذلك الجمهور عن طريق تقديم برامج تلفزيونية وإذاعية ومقالات صحفية في مختلف الوسائل الإعلامية لدى الغرب، ولا نكتفي بما يقدم في وسائلنا المحلية، وذلك لتغيير الصورة النمطية لدى الرأي العام الغربي. فالملاحظ على عامة الناس في امريكا مثلاً انه يعرف ان هناك مجموعة من الناس ينتمون الى دولة معينة قاموا بعمل اجرامي في بلادهم لكنه لا يعلم ان هذه الدولة وأفراد شعبها يحاربون مثل هذه الفئة، فهو يعتقد ان تلك الفئة ماهي الا عينة من مجتمع إرهابي كبير يسعى للتخريب والحرب والتدمير.
ويختم النقيب حديثه بقوله: لذا اعتقد ان على وزارة الثقافة والإعلام ان تقوم بدور كبير وفاعل في هذا الجانب من خلال اعداد البرامج التلفزيونية والإذاعية والتقارير الصحفية، والوصول الى وسائل الإعلام الغربية لاسيما وأنها تتسم بمساحة كبيرة من الحرية الإعلامية، كما يمكن للصحف التي تصدر باللغة الإنجليزية لدينا وكذلك القنوات الفضائية والإذاعية الموجهة ان تقوم بدور كبير في هذا الجانب، وأن يتم استغلالها واستثمارها بشكل جيد، اضافة الى المؤتمرات الخارجية والتي يشارك بها عدد من المثقفين السعوديين والإعلاميين البارزين.
نسأل الله عزوجل ان يديم على امتنا نعمة الأمن والأمان وأن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والصلاح.
نفاق سلوكي
الأستاذ علي ابراهيم مغاوي مدير الإعلام التربوي بتعليم عسير يقول اننا منذ توهمنا خصوصية مجتمعنا كان علينا ان نعترف بحقيقة الارتباك امام كثير من ابداعات المجتمعات الأخرى ان مبرر ادعاء الخصوصية قد يعني شرحاً خجولا لهويتنا التي لم نكن نحن على قدر ما تدعو اليه من جدية العمل وكدح الحياة لذا كان علينا حين نغادر بلادنا ان نبالغ في تشبثنا باتباع كثير من التعليمات وتطبيق الأنظمة والالتزام بالضوابط التي لم تكن تغرينا على تراب الوطن الذي يستحق منا التمسك بها وما ذاك الا نفاق سلوكي نريد من ورائه التخفيف من عتمة سلوكنا اليومي الحياتي في عيون الآخرين ونحن بهذا نظهر وجها محتملاً آخر لنا وصورة غير حقيقية عنا رغم انه نفاق سلوكي حميد حتى لا نزداد تشوها من جهة وحتى لا نتعرض للازدراء او الجزاءات التي لا تعنينا كثيرا في مجتمعنا ويضيف مغاوي في هذا الجانب ومن ذلك اننا لا نحفل بنظافة شوارعنا وحدائقنا في حين يستحق بلد الغربة ان نعتني بشوارعه وحدائقه فلا يمكننا التعدي عليه برمي النفايات من زجاج السيارات ولا نتأدب في اتباع تعليمات السير ودقة المواعيد وجدية العمل وجعله البديل للكلام الإنشائي.. وتصحيح المفاهيم المزدوجة بين الكرم والهدر لتقنين الضيافة فهناك في الدول المتقدمة اذا حللت ضيفا عليهم ولو بأجر فستحاسب على كمية الأكل حتى لا يذهب الى اكياس النفايات وستحاسب على مواعيدك فإن تأخرت فلا احد يحفل بك بينما هنا نأكل دون حساب ونهدر دون تورع هناك يحترمون اوقات الناس راحة وعملا فلا يأتيك من يعطل عملك او ينغص راحتك وهنا تأتي بغير موعد فتتهلل الوجوه بشرا بقدومك وربما شتموك في دواخلهم وفي مجتمعات اخرى يسألونك لماذا اتيت بدون موعد وإن تأخرت لم يستقبلوك؟ ويستطرد قائلا: منذ ازل العرب والنار توقد للتعريف بمكان الضيافة.. لكنهم في تلك المجتمعات لا يحفلون بهذا.. نعم هم يعيشون لذواتهم فينتجون كثيرا.. وهم لا يهتمون بشؤون الآخرين فيشتد تركيزهم على حياتهم ولا يسرفون في الاهتمام لتحوز التقدير لكنه لا يعيبك بعدها ان تتوسط في وظيفة تعطيك ما يستحقه غيرك.
هناك تكثر انواع البطالة لكن اطفالهم يحبون المدارس فيقضون فيها اوقاتا ممتعة ويجتهد المعلمون في التنقيب في اذهان الطلاب وتفعيل طاقاتهم الفكرية والوجدانية لكن اولادنا صناديق لإيداع المعلومات ليتبقى القليل من الجمل المتناثرة الشاحبة والعقول المرتبكة غير الواثقة.
والكثير يبالغون في تجاهل آبائهم العجزة المسنين بل وحرمانهم وقتلهم احياء بعزلهم وإفرادهم عن الناس، لكننا نعيب على غيرنا دار العجزة المنظمة النظيفة التي تخلق له جوا اجتماعيا بديلا لانشغال ابنائه عنه. نحن نتمتع بغيرة ودقة حس وشيمة لا يمكنهم استيعابها لكنه يموت من يموت امامهم فلا يعنيهم امره قلوبنا مشرعة للجار والعانية وحتى للغرباء وهم يعتبرون ذلك تطفلا.
كتاب الجيب
الأستاذ احمد عسيري مدير جمعية الثقافة والفنون في أبها يؤكد على ان الوطن في اعماقنا انهار من حنين وسنابل من احلام وجداول من طموح لا ينضب وعندما نغادره بعيداً فهو لا يختفي بل يبقى كخطى الفجر وريحانة العمر الذي لا يموت الوطن لا يتضاءل عندما تبصر في طريقك لوحات وصوراً تغمرك بالفرح وتتمنى ان تجتاز المسافات لتنثرها في شوارع الوطن الضوء والوطن الأرض والنهار ومنها النظام فأنت ترى الآخرين تحت اصابع الثلج او حرائق الشموس وملل الانتظار ولكنهم يقفون احتراما للنظام وتقديراً لمعناه ليترجموا سلوكاً وثوابت في حياتهم اليومية.
٭ انهم يقرأون في الطرقات ووسط الزحام في الطائرات والقطارات وأمام اشارات المرور لقد صنعوا لهم كتابا يسمى كتاب الجيب في طبعات شعبية ليحملوه في جيوبهم بينما نحن امام اشارات المرور تتحول رؤوسنا الى ما يشبه المروحيات الهوائية تلتفت يمينا وشمالاً ولا اعرف عن ماذا نبحث ويضيف العسيري قائلا: هناك ينجزون المشروع في زمن قياسي مذهل بعد ان يخجلوك باعتذاراتهم وأسفهم لإزعاجك بينما نرى نفقا في مدينة كأبها تمر السنوات بعد السنوات ولا يزال مصدراً للحوادث والتلوث وغبار الطريق. هناك يميلون في تعليمهم الى النظرية والتطبيق في متلازمة تربوية بينما نحن لا نزال نمسك بنظرية التلقين وضجيج الشروحات التي حولت جماجم اطفالنا الى مستودعات من خشب ، وهناك التنسيق بين الإدارات والمؤسسات الخدمية في المدن حيث ترى المشاريع الحياتية تجتمع في نفق واحد وقناة واحدة ومسار واحد في زمن واحد بينما هنا نرصف الطريق اليوم ونأتي الأسبوع القادم لنحفره وندفن داخله خطوط الهاتف وليس هناك مانع ان تأتي السنة القادمة شركة اخرى تهوي بمعاولها وحفاراتها لتمد الصرف الصحي وهكذا وهناك المكتبات العامة ومتاحف الآثار وصالات العروض التشكيلية تغص بالمرتادين والباحثين عن المعرفة بينما هنا ينفرون من هذه المصادر الثقافية وإن ارتادوها فمن باب المجاملة والبحث عن اضواء الكاميرات او الخلاص من كتابة بحث اكاديمي فرض عليهم وهذا ينطبق على النخب الفكرية مع الأسف الشديد.
دليل سياحي
الأستاذ احمد علي زارب احد منسوبي التعليم بمنطقة عسير قال بلادنا حباها الله بأن جعل أفئدة من الناس تهوي اليها وميزها بجميع المقومات من سواحل وبحار شاسعة يندر مثيلها قمم عالية تعانق السحاب وصحراء واسعة.
في بلادنا يجتمع المصيف والمشتى، أمن وارف وخير عميم من هذا المنطلق نعرج على عناصر رأيناها في بلاد جعلت من السياحة اهم مواردها فزاد دخلها ونما اقتصادها للأسباب التالية: العاملون من ابناء تلك البلاد يعملون في كل المجالات الا ما ندر، وجود مكاتب سياحية توفر ما يحتاج اليه السائح من وسائل نقل وسكن، وتوفر الدليل السياحي الذي يصطحب السائح الى المواقع السياحية وتوفر المطبوعات السياحية، كما تسير رحلات سياحية من الفنادق والمجمعات السياحية الى المواقع السياحية، والعاملون في تلك المواقع لا تغيب البسمة عن شفاههم بمعنى انهم لا يحملون همومهم الى مواقع العمل. كما ان المطاعم والمقاهي تنتشر بشكل كبير في المواقع السياحية.
تنظيم الكتروني
الأستاذ طارق ابراهيم النعمي مدير العلاقات العامة بتعليم عسير اضاف في بعض البلدان المحيطة بنا نرى ان لديهم القليل من الإمكانيات ولكن احسنوا توظيفها في خدمة انفسهم. فبالنظر الى ما يوجد بالخارج من تطور نتمنى ان نصل اليه وذلك من خلال اهتمامهم ببعض المواقع التي قد يزورها الزائر او يتعامل معها في يومه، فعلى سبيل المثال الاهتمام بالخدمات من توفر الطرق المنظمة وإيجاد تنظيم بالمطارات لاستقبال الرحلات ووضع مؤشرات واضحة من وصول الشخص الى انهاء جواز سفره ثم اخذ حقائبه بتنظيم الكتروني عن طريق لوحات الكترونية محددة، وتنظيم سيارات الأجرة بطريقة سلسة وعمل عدادات للكيلومترات تخضع للرقابة حسب شرائح معدة للمسافات، كما تحدد السرعة وتراقب بانتظام مواقف السيارات داخل المدن، بمعنى انها لا تكون عشوائية فمثلا سيارات الأجرة لها اماكن خاصة، وكذلك سيارات النقل اضف الى ذلك الوقوف يكون محدداً بلوحات داخل كل مجمع. وعندما يريد الشخص ترك سيارته لمدة طويلة لدواعي سفر او ما شابه فلابد ان يقف بمواقف خاصة بعيدا عن المجمعات السكنية هذا ما رأيناه في تنظيم الحركة الداخلية. ويستطرد قائلا: اما من الناحية السياحية والخدمية فالاهتمام بالحدائق العامة والمنتزهات والآثار لها مختصون يتابعون الاهتمام بروادها وتقديم الخدمات لهم ومع ذلك عدم ترك المجال للعبث بهذه الخدمات ومحاسبة المخالف كما ان هناك آلية لخدمات الكهرباء والهاتف والماء والانترنت باشتراك مدفوع مسبقا وأيضا الخدمات العامة من ترقيم الشوارع والمنازل والخدمات البريدية وإيصالها للمنازل.
تخطيط اقتصادي
الأستاذ حسين دغريري مذيع ومخرج برامج بإذاعة جدة يقول: في الواقع اننا جميعا نشجع السياحة الداخلية وهي لاشك تخطو خطوات جيدة نحو صناعة السياحة الداخلية بشكل جيد ومدروس ولعل الوضع السياحي نلحظ تقدمه سنة بعد اخرى في بلادنا العزيزة الا انه يحتاج الى تعاون من قبل مقدمي الخدمات السياحية من حيث الأسعار وتقديم البرامج السياحية والترفيهية. فالسياحة الداخلية ينقصها الخدمات التي تقدم بشكل منظم ومدروس من حيث المنفعة النفسية والراحة البدنية والتخطيط الاقتصادي والبرامج الترفيهية والزيارات لمواقع تثري الجوانب الثقافية والمعرفية لدى الزائرين ولعلنا نستفيد من مثل هذه البرامج في سياحتنا الداخلية ونعمل على تدريب الكفاءات البشرية المؤهلة لتولي مهام تقديم الخدمات السياحية بصورة ترضي السائحين السعودي والخليجي وتوفر مليارات الريالات السعودية المهاجرة للخارج في فترة الإجازة فنحن بحاجة الى فتح مجالات كثيرة ترفيهية وخدمية حتى نستطيع المنافسة على تقديم السياحة الراقية التي تراعي خصوصية المجتمع السعودي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.