تظاهرة فريدة من نوعها واحتفائية مثيرة تستحق أن نعمل لها كرنفالاً ونكتب ذلك اليوم في التاريخ ونخلد ذكراه وليشهد العالم اجمع أن الفتاة السعودية باتت على مرمى حجر من نيل حقوقها المهدرة واخيرا انتصرت ! ثلة من كتابنا الاكارم لا تراهم إلا وقد ارهقوا اعمدتهم بالنصف المشلول والنصف المعطل وسامحينا يا حواء واعذرينا يا اختنا واغفري لنا يا بنت البلد والمرأة تعمل ويجب ان تعمل والمرأة والمرأة وفي الأخير تتوج بكائيتهم ب (كاشير) ! يا معالي الأمين فتاة ب (مؤهل جامعي) والمهنة كاشير .. هل في هذا ذرة من عقل .. نحتاج رحماتك يا رب السماء ! ما تعلمنا وارتقينا ما تعبنا وسهرنا وكافحنا وعانينا وقاسينا وناضلنا حتى حياتنا باتت فقط محاضرات والذهاب للمكتبات وحضور الندوات والملتقيات دراسة على الدوام باستمرار نحمل حقائبنا والكتب يودعنا اهلونا بالسلام والدعوات ويستقبلوننا بالأحضان والبركات لم تعد لدينا فترات راحة ولا جلسات هانئة لأن طموحنا اكبر وأعلى لكنما مع هكذا وظائف مقترحة يبدو أنه لا حاجة لنا بعدها بالكليات والجامعات والمعاهد واقطعوا عنّا المكافآت التي تستكثرونها علينا إن كانت (شهادة التخرج) سنعلقها بجوار قطع اللبان والحلوى ! هل هذا ما جادت به عقولكم والأفهام هذه هي فقط (فرص العمل) مدن اقتصادية تبنى ناطحات ترفع جامعات تعمر معاهد تفتتح مشاريع تجارية عقارات جمعيات لمن .. وأين نصيبنا منها ؟ لا مانع لدينا من ابتكار وخلق وظائف كارثية لنفسية المرأة المؤهلة جامعيا بارعون جدا في تشخيص الوظائف الملائمة لنا ضاقت بكم الحلول انقرضت لديكم الوظائف فقط هذا رأيكم عنا هذا قدرنا ومقامنا لا نصلح سوى بائعات وخادمات وسائقين و حراس أمن وحمال بضائع وماسحي سيارات وغدا احذية وماذا بعد .. وعقولنا وفكرنا ونفسياتنا أين نذهب بها .. ربما نضعها في علب السردين لترصفها اخواتنا على ارفف متجر ! ولا تستمع لهم سوى السعوديات مترفات والسعوديين كسالى وكي نثبت العكس علينا أن نرضى بهذه الوظائف قيمتها حفنة ريالات وليتها تفي اجرة مسكن او تأمين ثمن دواء بينما غيرنا ينعمون بالراحة وتقدم لهم كافة الإغراءات من سكن ومواصلات وتأمين طبي وبدلات فما الذي قدموه لا نستطيع فعله .. فقط امنحونا ذات الفرصة نحن الأحق بالعمل يا معالي أمين العمل ! نعم نريد ان نشارك في الاعمار ونساهم في صناعة الانجاز نتعلم لنعمل وفق تخصصنا لا شأن لنا بما قيل وما يقال لا شأن لنا بمؤامرات ولا حركات تغريب ولا مقاطعات أنا هنا اتحدث بلسان الآف الخريجات اللواتي اصبن بخيبة الأمل من جراء هكذا خبر فبات مستقبلهن الوظيفي داكنا مسودا .. وبدلا من توفير فرص العمل مناسبة ودعم الفتاة في المشاريع الصغيرة تٌرانا نزيد الطين بلة وغدت الحلول على وزن (تعالي معنا كاشير) .. واذكري ايام الجامعة واربع سنوات بالخير ! نحن امام امرأة تريد أن تعمل وكل الحق معها طالما الجميع تخلى عنها حتى بيت مال المسلمين وطالما المرأة بحشمتها وسترها لا الشرع ولا المجتمع يمنعها .. في المقابل امام رجل يريد أن يعمل وهو المطالب اولاً واخيرا بالعمل ليعول أسرته بدلا من انتظاره لواحدة من أهل بيته تعود من متجر تنفق عليه ! نعم نضيق من بائعة على الرصيف نعم نضيق حينما نشتري ملابسنا من رجل غريب نعم نضيق لمتسولة في الطريق ونعم الف ان مهنة الكاشير عمل شريف لكنما لا نريد ان تصبح حجة ! وما من بأس أن المرأة تعمل بائعة لأنه سوق والسوق من الأزل نرى فيه الرجال والنساء على حد سواء لكن القضية الآن نساء ورجال بمؤهل جامعي ولا نراهم إلا على الطرقات وامام ابواب المساجد والمسمى (عمل شريف) ! يا معالي امين العمل غضبنا على الفقيد الراحل غازي حينما شاعت فكرة (الخدم) وانت بماذا اتيت اول الغيث قطرة بعدها المطر ينهمر .. الوظائف للخريجات إلى متى للأسفل ! يا معالي امين العمل ما قلنا (اخلق) لنا وظائف او اجلبها من القمر نحن نطالب بقرار صارم شجاع باختصار إحلال بنت البلد ذات المؤهل مكان غيرها وما نعجز عنه أو يكون فيه متسع فسهلا واهلا بأخوتنا من العرب ! والحلول كثيرة والوظائف وفيرة لكننا نتعامى نتغاضى نتغابى، الفتيات السعوديات طاقات مذهلة وخامات بحاجة للاكتشاف عقول نيرة افكار متدفقة بالسمو والإبداع امنحوهن الفرصة ليصنعن القرار لا تجبروهن على الهوان افتحوا مزيدا من المعاهد للتدريب والتطوير وامرا لا فضلا بالمجان لا ترهقوهن بالخبرة الخبرة تأتي مع مرور الزمان لا تجبروهن على اللغة إن لم يكن لها داعي لا تجعلوهن يشعرن بالضيق والحسرة وهن يرين ابناء يورب ويعرب ينفقون ببذخ وتضيق جيوبهم ببطاقات الإئتمان والماستركارد ويقودن افخم السيارات ويعتلون ارقى المناصب بينما هن قابعات في اماكنهن يلفحهن الهجير ويلتفهن الغبار ويقتلهن الفراغ وتبخر ادمغتهن الحسرة ! متى يعي القائمون على شأن هذه البلاد ضرورة توفير الوظائف الملائمة لخريجي الجامعات ورجاء لا ترهقونا بخدعة السعودة لأنها غدت اضحوكة والنطق بها عار فضلا عن تداولها في عناوين الكلام ! الوظائف موجودة في القطاع الحكومي و(رغما) عن القطاع الخاص والمرأة التي ضاقت بها السبل ولا تمتلك أيا من المؤهلات لكبر فيها أو عجز نريدها أن تعمل وتعيل نفسها ولا تنتظر صدقة أو إحساناً لا نريدها ان تمد يدها أو تلجأ للحرام وعليه نشكر بنده أن ساهمت وارادت أن تمنح المرأة مساحة للعمل الشريف ونأمل منها أن يمتد الإحلال ليشمل رأس الهرم وأن ترفع سقف اجور إخوتنا من العاملين فيها هم ايضا يعولون اسراً ويحتاجون التأييد والدعم .. وليتها بنده ايضا بدلا من ان تتيح لحاملات الشهادة مكانا لكاشير وجهتهن مشكورة للعمل في قطاعات اخرى القائمون على بنده لن يعجزوا عن منحها ذات الفرصة في مستشفى أومدرسة ! ولو اطلنا النظر لأدركنا أن المرأة والرجل واللذين ضاقت بهما السبل نستطيع أن ننقلهما من الرصيف ومن ابواب المساجد ومن بسطات الحراج إلى (المحل) رغما عن صاحب المحل .. حينما يعطي التاجر العامل (الخيط والمخيط) ليأتي له نهاية الشهر بحفنة ريالات نظير الإقامة هنا نجبره أن تكون المرأة أو الرجل شريكا له بالمحل هو برأس المال وهما بالتعب بالمجهود بالعمل والأرباح النصف بالنصف لا ضرار ولا ضرر .. اتعجز عن فرض ذلك يا أمين العمل ! نستطيع توطين مصانع بأكملها ونستغني عن كثير من الآسيويين الذين ملأوا صحفنا منكرات وفضائح ! نستطيع تدربب الفتاة السعودية والفتى السعودي وخلال سنة أم سنتين سنجدهما في كافة الأماكن اللائقة بكرامتهما وبمرتبات تتوازى مع حجم المعيشة .. هل حاولنا .. لا ما حولنا لأننا لا نريد ! يا معالي امين العمل اتقوا الله فينا انظروا إلينا جيدا سعوديات نحن مبدعات متفوقات براكين متفجرة من الذكاء والتفوق فقط افسحوا لنا المكان .. نريد منا عالمة وطبيبة اكاديمية ومعيده اخصائية نفسية واجتماعية اخصائية تغذية مصممة ديكور منظمة حفلات مصورة في الاماكن النسائية نريدها تعمل في مجالات الحاسب والتقنية في البنوك والعقار في القانون والمحاماة تدير تجارتها تعمل في متجرها نريدها في اقسام الهيئة والشرطة نريدها في اقسام التوليد وعيادات الاسنان نريدها في المطاعم والمقاهي الخاصة والمشاغل النسائية ودور الأزياء والفن التشكيلي والهندسة المعمارية نريدها في المكتبات والجمعيات الخيرية في دور الرعاية ورياض الأطفال نريدها في مكاتب العقار والطيران نريدها في كل مكان تخدم بنات جنسها ولا نشعر بالحرج ! لا اريد ان تظل اعمالنا في (الحضيض) وفي النهاية عمل شريف بينما الاماكن الرفيعة والمناصب القيادية التي تجعل منا إنساناً مفكراً مبدعاً صاحب قرار لغيرنا من الوافدين مع ان كثيراً منهم بلا مؤهلات ولا خبرات وكثيرا ما اهتزت اروقة الجامعات بنبأ (الشهادات المزورة)! وتصبحين يا سعودية يا (ذات المؤهل) على خير .. غفوتِ خادمة وافقتِ كاشير ! وسمعونا كاظم تضرب الحاجة شو بتذل ،،