من المقررات تبدأ بعد غد في العاصمة الكينية نيروبي الجولة الثانية والحاسمة بين ممثلي الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة جون قرنق لمناقشة تفاصيل اطار بروتوكول موثاكوس لانهاء الحرب الاهلية واحلال السلام في السودان.ويغادر غدا وفد الحكومة المكون من 17 شخصا واربعة لجان متخصصة الى نيروبي بعد اعتمادها من المكتب القيادي للحزب الحاكم في اجتماع برئاسة الرئيس عمر البشير وفد الحركة سيحضر الى العاصمة الكينية ام يتخلف بعد مطالبة التجمع بتأجيل الاجتماع. ويبحث اجتماع نيروبي بعد مباركة كافة التنظيمات السياسية اطار اتفاق ماكوكس في تفاصيل توزيع السلطة والثروة ووقف اطلاق النار اضافة لحسم القضايا الامنية والعسكرية وايضاح الرؤى بشأن قضية الدين والدولة التي تضاربت بشأنها تصريحات الجانبين. على صعيد آخر واصلت هيئة قيادة التجمع المعارض في اسمرا اجتماعاتها التي بدأتها يوم الاربعاء ووصل في اليوم التالي الدكتور جون قرنق الذي تخلف عن جلسة الافتتاح واثار تغيبه بلبلة وشكوكا بين حلفائه الشماليين في التجمع الذين شعروا ان قرنق باعهم رخيصا في اول فرصة تقارب بينه وبين الحكومة حيث وافق على اعطائهم دورا ثانويا لايزيد عن مستوى الاستشارة. وجاء وصول قرنق المعروف بقدرته على المراوغة السياسية الى اسمرا بعد تأجيل وتأخير امتص خلاله فورة غضب حلفائه من انفراده بالاتفاق مع الحكومة. وتعلل قرنق كعادته بصعوبة الانتقال من موقعه في جنوب السودان الحيله التي يلجأ اليها دائما كلما اراد تمييع موقف ما وتفادي مواجهة مع حلفائه الشماليين في التجمع. وسارع قرنق الى الاجتماع مع الرئيس الاريتري اسياس افورقي حليفه التاريخي ليطلق على نتائج بروتوكول ما شاكوس واجتماع مبالا مع البشير برعاية حليفهما وزميل (الكفاح) الرئيس لاوغني موسيفيني حيث اختارتهم واشنطن منذ التسعينات لقيادة عملية التغيير الجذري في منطقة البحيرات وشرق افريقيا والمعروف ان الحركة الشعبية تحتفظ بقوة عسكرية كبيرة في ارتيريا مع فصائل التجمع الاخرى بعد ان خسرت علاقتها العسكرية القديمة مع اثيوبيا التي عرفت برعاية ودعم حركات الانفصال الجنوبية منذ عهد الامبراطور هيلاسيلاسي فمنعت من ممارسة اي نشاط عسكري او سياسي من الاراضي الاثيوبية بعد ان وقعت حكومة ميليس زيناوي اتفاقا مع السودان لاقامة علاقات اقتصادية وثيقة. وكشف اجتماع اسمرا بين فصائل المعارضة المزيد من الانشقاقات والانقسام بين اعضائه حيث انسحب فصيل قبائل البجة من الاجتماعات بعد ان رفض طلبه تعيين ممثل بديل في مجلس القيادة الذي شغر مقعدهم فيه بعودة ممثلهم السابق الى السودان منهيا علاقته بالتجمع. كما ان الامين العام في التجمع باقان اموم اكد ان التجمع يعاني من مشاكل مالية رغم الدعم الامريكي الذي يتلقاه وبقدر ب 13 مليون دولار. واتهم فاروق ابوعيسى وزير الخارجية الاسبق والامين العام لاتحاد المحامين العرب وعضو التجمع الحركة الشعبية بقيادة قرنق بالانسلاخ من المعارضة. على صعيد آخر اعلن الجيش السوداني امس ان حركة قرنق تقصف مواقعه في شمال مدينة توريث منذ مساء الاربعاء وتحشد قواتها في عدة مواقع اخرى واتهم المتحدث باسم القوات السودانية الحركة بمحاولة افشال ماتم التوصل اليه من اتفاق.