مازالت المرأة تواجه بعض المشكلات في مجالات العمل على الرغم من نجاحها وتفوقها في كثير من الاصعدة.. ولا شك في ان المجتمع سعيد بما حققته المرأة في ميادين العمل المختلفة التي من بينها مجال الطب والتمريض بالمستشفيات لما لهذا المجال من اهمية انسانية لا يمكن ان يتفاعل معها الا من هو أهل لذلك.. وقد تتعرض المرأة احيانا لمضايقات او معاكسات من البعض بسبب وجهة نظر قديمة سقطت منذ زمن بعيد من حسابانتا الاجتماعية.. حول هذه المضايقات اجرينا الاستطلاع التالي: تعاني الممرضة (س. ي) التي تعمل باحد المستشفيات الحكومية نظرة المجتمع لها وتقول ان الناس ينظرون الى عمل الممرضة نظرات غريبة ولا اعلم السبب في ذلك، وتضيف قائلة: انا آسفة لانشغالي بمهنة التمريض واتمنى ان استقر في حياة زوجية هانئة كبقية صديقاتي اللائي فضلن الزواج على العمل بينما اتلقى يوميا معاكسات ومضايقات كثيرة. ظروف عائلية تتمنى (م. ع) التي تعمل موظفة استقبال في مستوصف ان تجد عملا آخر يتناسب ومؤهلها الجامعي وتؤكد م. ع ان ظروفا عائلية خاصة اجبرتها على قبول هذا العمل الذي تسبب لها في نظرات مجتمعية غير مقبولة. وتؤكد انها ستترك العمل في هذا المجال بمجرد ان تجد وظيفة اخرى لكي تستريح من المعاكسات اليومية التي تتعرض لها. اما (أ. ع) فهي طبيبة وتعمل باحد المستشفيات منذ ثلاث سنوات وتؤكد انها كانت متحمسة وشغوفة للعمل بهذه المهنة السامية وبهذا المجال الانساني لكنها ومنذ ان بدأت تجربة العمل تلحظ نظرات غريبة وغامضة في عيون الناس الى جانب بعض الهمسات حتى من المرضى وقد اكتشفت اخيرا وبعد مرور ثلاث سنوات ان هذه النظرات ما هي الا اتهام لي بقبول العمل كطبيبة وفي مجال يختلط فيه الناس. وتضف (أ. ع) ان هذه الاتهامات احزنتني كثيرا لانني جادة في عملي وحشمتي سواء بالنسبة لملابسي الفضفاضة او بارتدائي الدائم للنقاب.. شجاعة المرأة تقول الدكتورة (بثينة/ ص) لقد حققت المرأة السعودية بالتحاقها في هذا المجال انجازا كبيرا اثبتت من خلاله وجودها وجدارتها كما اثبتت اهميتها في هذا المجتمع. وتستطرد د. بثينة الى جانب تلك النجاحات التي حققتها واجهت متاعب شتى وهي النظرة الحادة من مجتمعا للطبيبة والممرضة. تشاركها الرأي الممرضة ام سعد حيث تقول لقد تقدمت المرأة في مجال الطب والتمريض بشجاعة واجتازت في سبيل ذلك كل الصعوبات في ذلك من اجل تحقيق رغبتها وحلمها في خدمة الوطن والمواطن. وتضيف ام سعد في حديثها كل ذلك من اجل اثبات ذاتها وكيانها كامرأة سعودية في المجتمع الشرقي ولقد استطاعت رفع الحواجز التي يلاقيها المريض جراء عدم فهمه للغة الاجنبية هذا عدا المعاملة القاسية التي يمكن ان يلاقيها فكان لها الدور الكبير في اخراج المريض من الضيق النفسي والعمل جاهدت على مساعدته ليشفى باذن الله تعالى نسيا وجسديا ومن خلال عملها كسرت المفهوم الخاطئ والنظرة غير المستحبة للممرضة وتبين ام سعد ان نظرة المجتمع السعودي للممرضة وحيث انني اعمل في مجال التمريض منذ خمس سنوات واعمل في القسم النسائي قسم لايوجد به تعامل مع الرجال او الاختلاط بهم الا ان نظرة الناس والمرضى انفسهم نظرة قاسية. وتقول الممرضة ام سلطان: لقد استطاعت المرأة السعودية تحقيق ذاتها وكيانها في شتى المجالات ولاسيما مجال الطب والتمريض حيث انها خففت على المريض معاناته وكسرت تلك الحواجز التي المريض والطبيب او الممرض الاجنبي. وما اتعبها وارهقها هو النظرة العامة للمجتمع للطبيبة والممرضة والتي لا ذنب لهن الا لانهن يعملن في مجال الطب والتمريض. وتشير الممرضة ام مصطفى الى ان الدراسة بعد الثانوية لعدد من السنين كافية لتطور الفرد وتحويله من طالب متخصص قادر على ممارسة اي مهنة في مجال تخصصه ومن اراد النجاح وسعى له يسر الله له ذلك وتستطرد ام مصطفى: امنيتي تتوقف على مساعدة الآخرين وانقاذ حياتهم وتقديم الدواء المناسب لذلك المريض وتخفيف آلامة وتهيئة نفسيا وجسديا وطلب رضا الرحمن والاجر من عنده سبحانه وتضيف وتغلبت المرأة السعودية على المصاعب الشاقة وذلك باختيارها افضل الاعمال عند الله فنراها في تواصل مستمر لتكملة مسيرة دراستها تاركة ورائها الزوج والاهل والاطفال.. تتغرب مرات بحثا عن العلوم وما نعانيه نحن الممرضات نظرة الناس لنا فمع تطور التكنولوجيا والحياة العصرية فما يزال مجتمعنا يرى ان هذه الممرضة قد تخلت عن دينها وواجبها الشرعي لارتباطها بهذا العمل فيقولون انه عمل غير شريف ولقد تألمت عندما سمعت من احد الاقارب عندما قال لزوجته لو كنت تعملين مثل قريبتك في مجال الطب والتمريض لارسلت ورقة طلاقك لكنني سأتابع مسيرتي ولن اتخلى عن مهنتي التي احصل فيها على لقمة العيش بكل فخر فنحن يضمنا قسم نسائي لا يوجد به اختلاط. فكل له قوانين تحكمه لايخرج عنها فلو كانت هناك موظفة خالفت تلك الاعراف فهذا لا ينطبق على البقية فكل محاسب عن نفسه.