لا تزال الممرضة السعودية تمشي بخطواتها الثابتة نحو مستقبل مشرق بالرغم من الصعوبات و العقبات التي تواجهها ، إلا أن الإصرار و العزيمة جعلها تبذل كثيرا من المحاولات حتى تستمر فى أداء رسالتها السامية ، ومع الوقت تؤمن الممرضة السعودية أن التصرفات الفردية التى تظهر من بعض الممرضات مجرد نقطة سوداء فى ثوب أبيض ناصع البياض ، واعتبر العديد من الممرضات أن التصرفات الفردية من بعض الممرضات محدودة للغاية ولاتعبر عن كافة الممرضات ، فى الوقت الذى طالب المجتمع بأن تحصل الممرضة السعودية على حقوقها مؤكدين أنها الأجدر بالعمل فى هذا المجال . دعم الممرضات السعوديات مطلب جماعي (تصوير: سلطان العتيبي) بداية تعبر سامية القاضي عن ندمها ولومها بالوقت نفسه، فهي أم لطالبة تدرس التمريض فتقول « إن موافقتي اختيار ابنتي لدراسة التمريض جاء من عدة عوامل، منها أنني كنت قبل 25 عاماً أتمنى أن أدرس التمريض إلا أن رفض أهلي حال دون تحقيق هذه الأمنية، الأمر الذي جعلني ألقي باللوم عليهم حتى هذه اللحظة عندما أرى قريناتي و صديقاتي وصلن إلى أعلى مستوى الدراسة التي يحلمن بها فمنهن من أصبحت مساعدة طبيب ومنهن من طورت نفسها فأصبحت طبيبة و التي بدأت بدراسة تمريض، وقالت القاضي إن أول ولادة لها كانت على يد طبيب سعودي حديث التخرج استطاع بمهنيته و شعوره بابنة بلده أن يكسر الحاجز بالرغم من أنني كنت رافضة في بداية امري أن يكون هو طبيبي المعالج لولادتي إلا أن ألمي بذلك الوقت حال دون ذلك، وبهذا الموقف القديم جداً والذي أثر على حياتي كلها جعلني أكسر حاجز نظرة المجتمع السلبية لمهنية و كفاءة أبناء و بنات الوطن، فاختيار ابنتي لمهنة التمريض لم يكن إلا لصالح دينها و مجتمعها و إنسانيتها، و من هنا أتساءل .. لماذا كل هذه المعارضات و مهنة التمريض موجودة أصلاً منذ عهد الصحابيات « رضي الله عنهن « ؟ كما أننا اعتدنا لنظرة غريبة من بعض من فئات المجتمع اصابتنا بالإحباط أكثر من التحفيز « . التمريض لم تعد دراسته بالدبلوم أو دورات و بالتالي تقتصر على إعطاء الدواء للمريض فقط، إنما هي مهنة متقدمة وأصبحت الآن تندرج بالتعليم العالي في الجامعات و البعثات لخارج المملكة . فيما ذكرت هنوف الشمري أن التمريض لم تعد دراسته بالدبلوم أو دورات و بالتالي تقتصر على إعطاء الدواء للمريض فقط، إنما هي مهنة متقدمة وأصبحت الآن تندرج بالتعليم العالي في الجامعات و البعثات لخارج المملكة، كما أن الطبيب الآن أصبح يعتمد على الممرضة في كل شيء، حيث إنها الأكثر تواجداً مع المريض ولكن وبالمقابل نجد الغريب في الأمر وهو عدم ثقة « مرافق المريض « بنا حيث إنه يريد أن يتحدث مع الطبيب مباشرة مع علمه أن الطبيب يستشيرنا في مطالب المريض، و أضافت الشمري عن موقف حصل لها يفسر نظرة المجتمع لمهنة التمريض بأنها مهنة لذوي الدخل المحدود فتقول بعض المرضى يتعاملون معنا وكأننا بحاجة للمال أو بمعنى أدق أننا ذو دخل محدود، وتضيف ذات يوم أصيب مريض بجلطة وبالتالي يتوجب علي أن اعتني به بشكل مكثف وذلك كي يستطيع الرجوع إلى حركة أطرافه بالشكل الطبيعي إلا أنني فوجئت فى أحد الأيام بوجوده بالمستشفى يمد لي مبلغا ماليا وتساءل .. هل أنا سعودية ؟ و عندما أجبته بالإثبات أصبح كلامه معي بنبرة الشفقة والحزن، و لكنني أخبرته أن مهنة التمريض لا تحتاج منكم مبالغ مادية إنما هي مهنة ذات حرفية عالية و إنسانية.
اعتماد الأطباء على التمريض بنسبة 70 بالمائة من جهة أخرى ذكرت جنان البادر - مديرة إدارة التمريض بإدارة الرعاية الصحية والطبية الأولية بالشرقية – أن التأهيل الأكاديمي في مهنة التمريض شهد قفزة نوعية ممتازة وملحوظة لرفع الكادر الطبي عامة والتمريض خاصة، حيث إن التمريض ليس حكراً على الرجال دون الإناث أو العكس، بل هي مهنة مثل باقي المهن طريقها يحدد جوابا لسؤالين : أين تعطي ؟ وأضافت حول مدى حاجة المهنة لهم : «إن الممرض مطلوب جداً في أقسام الطوارئ والإسعاف وأقسام تنويم الرجال، فنحن نعرف تماماً أن المهنية تتطلب منا الرجوع إلى المنطلق الشرعي بالإضافة إلى احتياج الواقع، فلا ننسى أن دور الممرضة حيوي و70بالمائة من الخدمة الطبية تقدم للمريض عن طريق التمريض .
المديرس : تخصيص حافلات للطلاب «شأن وزاري» وتواصل جنان البادر مديرة إدارة التمريض بإدارة الرعاية الصحية والطبية الأولية بالشرقية بقولها: لقد حان وقت نفض الغبار عن مهنة التمريض فأميّة المجتمع تعطي انطباعا سيئا عن الممرضة السعودية متناسين أنها مهنة منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم). وحول رأيها في منافسة الممرضة الأجنبية للسعودية قالت البادر : « إننا بحاجة للاستفادة من الممرضة الأجنبية قدر الإمكان، فتبادل الخبرات مطلوب في سوق العمل. فالممرضة الأجنبية نستطيع أن ننقلها بين مختلف المدن والمناطق بالتغطيات المناوبة لسد الفراغ الذي لن تستطيع الممرضة السعودية القيام به، حسب العادات والتقاليد بعدم التنقل بمفردها وارتفاع المستوى الأكاديمي ببذل الجهود وإتاحة الفرصة في التطوير ، في المقابل نجد التعليم يتطلب منها ذلك، لكن الفرق بيننا هو أننا أوجدنا بديلا لتلك المشكلة، وفي نفس السياق طالبت البادر توفير حقوق الممرض سعياً للحصول على إنتاجية أعلى بحاجة لها في الوظيفة، مشيرة الى أن ذلك سيؤدى الى التحفيز على العمل وجذب الكادر التوظيفي لهذه المهنة، وأضافت بقولها : نحن نقدم العمل المهني أسوة بالطبيب، لكن أين حقوقنا؟ فطالما طالبنا ببدل السكن وبدل العدوى.
مطلوب سد العجز بتوظيف عدد كبير من الممرضات نقص واضح فى أعداد الممرضات بالمستشفيات « الرجل يطلبها طبيبة و لا يريدها ممرضة. . هكذا تستطيع هذه المقولة أن تعطى المزيد من التفسيرات حول « النظرة القاصرة » التى تطارد الممرضات حتى فيما يتعلق باختيار الرجل لزوجته فهو يفضل الطبيبة ولايفضل الممرضة . فى الوقت الذى طالبت إيمان أحمد الدهل بدعم الكوادر الوطنية لرفع سوق العمل الذي يحتاج إليهن و أضافت بقولها : « لابد من تحرك المسئولين برفع أعداد الاحتياج للكوادر الوطنية بشكل عام ومهنة التمريض بشكل خاص، لأن مهنة التمريض بها نقص كبير وواضح من الممرضات لعدم توفير فرص العمل لهن على الرغم من تخريج المئات من الممرضين والممرضات ، وأضافت حول أحد أبرز العوائق بالمجتمع : « إنني أستغرب من نظرة الرجال حين يريد التقدم لامرأة فنجده يطلبها دكتورة و لا يريدها ممرضة، و هنا يقع في تناقض مع نفسه: « وأجابت حول تعاون المريضات معهن : « في يوم من الأيام كانت لدي مريضة تريد الذهاب لدورة المياه فقمت بمساعدتها إلا أنني استغربت من طلبها لممرضة أجنبية، و هنا دار في خاطري سؤال عن كيفية طلبها هذا بالرغم من أنني بنت وطنها وننتمى لدين واحد ، و لكنها فضلت الأجنبية التى تختلف معها فى الجنسية والدين .
ممرضات أجنبيات فى أحد المستشفيات
تنوع التخصصات ضرورة عاجلة تواصلت المطالبات من المسئوولين بالتمريض حول أهمية استكمال الممرضات السعوديات دراسة العديد من التخصصات المختلفة لما سيساهم ذلك فى تطورها الأكاديمي وتوسيع دائرة تخصصاتها العلمية وبالتالي مجالات أكثر فى عملها فى مهنة التمريض . فقد طالبت نائبة مديرة التمريض بمركز سعود البابطين لطب و جراحة القلب بأن تكمل الممرضة السعودية دراستها بتخصصات مختلفة ، وأشارت الى أن المنطقة الشرقية تفتقر لتعدد التخصصات الأخرى كما هو الحال في المناطق الأخرى وأضافت بقولها : « اعتدنا بالمنطقة الشرقية على 3 تخصصات لا رابع لها تتوزع بين النساء والولادة والعناية المركزة والطوارئ، فيما تجاهل مسؤولو المنطقة الشرقية تخصصات أخرى كثيرة منها إدارة المستشفيات ومكافحة العدوى والتطبيق والتطوير و غيرها ، كما طالبت بضرورة تسهيل أمور الدراسات العليا خصوصاً لهذه المهنة الصعبة حيث إن كوادرها يواجهن المصاعب وحدهن و لم يجدن مساندا لهن ، وحول تميز الممرضة السعودية أجابت : « إن القيادات التمريضية جميعها سعودية يأتي هذا ضمن نجاح استطاعت الممرضة السعودية أن تثبته بجدارة كما أن الأحاسيس الشخصية للممرضات الأجنبيات ضدنا ليس لنا يدُ فيه، فنحن نحاول أن نكون سواسية لأن هدفنا واحد هو الإنسانية وعنايتنا بالمريض فقط .