طالبت الدكتورة بثينة المرشد العميدة المشاركة في الشؤون الإدارية في كلية التمريض والعلوم الطبية المساعدة بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية بالحرس الوطني بالرياض المسؤولين بالتدخل السريع لإنقاذ مهنة التمريض من التدهور الذي أصاب المهنة مؤخراً، ووقف تسرب الممرضات السعوديات من المهنة والذي بلغ الآن نحو 50٪، بسبب قلة الحوافز وشعور الممرضة السعودية بالإحباط عقب تخرجها خاصة بعد توسع الفجوة بين التطبيق النظري والعملي للمهنة، ودخولها بالمهنة دون معرفة مهامها الوظيفية بعد التخرج، إضافة إلى حاجتنا إلى 100 ألف ممرض وممرضة لسعودة المهنة . وطالبت في حوار أجرته «الرياض» معها أمس بأهمية وجود حملة وطنية لتوعية المجتمع بمهنة التمريض، وعملها، وتطوير المناهج التعليمية وفق معلمين أكفاء قادرين على مواكبة التطوير المستمر للمهنة ذاتها، ووقف المعاهد الخاصة غير المؤهلة في تخريج ممارسين لمهنة التمريض، إلى ذلك ذكرت الدكتورة المرشد أن هناك نحو 30 متحدثاً في مؤتمر التمريض الذي يقام اليوم ولمدة ثلاثة أيام في مركز الملك فهد الثقافي، من دول غربية وعربية، داعية ذوي الاختصاص لحضور المؤتمر الذي جاء بتنظيم من الشؤون الصحية بالحرس الوطني للمساهمة بالارتقاء بمهنة التمريض، واليكم الحوار التالي : ٭ بودنا تعطينا فكرة عن المؤتمر؟ - د . بثينة : المؤتمر يقام تحت شعار «نحو تمريض متقدم»، ويغطي أربعة محاور وهي التعليم والبحث العلمي والتطبيق العملي الإكلينيكي والإدارة، ويعقد لمدة ثلاثة أيام في مركز الملك فهد الثقافي، وخصص اليوم الأول لتغطية التطبيق المبني على البراهين، واليوم الثاني إدخال الجودة وتحسين بيئة العمل، واليوم الثالث يناقش التعاون ما بين المستشفى والكلية وسد الفراغ بين التطبيق النظري والعملي . ٭ كيف تم اختيار محاور المؤتمر ؟ - د . بثينة : هناك تركيز كبير في عالم الطب على التطبيق المبني على الادلة والبراهين، والتمريض يجب أن يرتقي لهذا المستوى وهناك نقص كبير في الممرضات وبالذات أصحاب الكفاءة منهن، ٭ المؤتمر موجه لمن من الفئات الطبية ؟ - د . بثينة : لجميع أفراد مقدمي الخدمة الطبية للمريض، فممكن ممرضة أو باحثة في علوم التمريض أو إدارية في التمريض وممكن مثقفة صحية أو علاج طبيعي، وهناك نحو 50 طبيباً سجلوا لحضور المؤتمر . ٭ من هم المشاركون أو المتحدثون ؟ - د . بثينة : هناك سبعة متحدثين رسميين ستة منهم من أمريكا وواحدة سعودية، وهناك متحدثون مشاركون وهم من الأردن والمملكة وأمريكا ومصر وتايوان وألمانيا وكولومبيا، وبالتالي عددهم 30 متحدثاً . ٭ كيف تنظرين لمهنة التمريض؟ - د . بثينة : مهنة التمريض في السعودية لم تأخذ حقها، فالمجتمع غير متقبل بعد للمهنة مثل الطب مثلا، أو أي مهن أخرى لها علاقة بالطب، مع العلم أن مهنة التمريض بدأت منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وسبقنا الغرب فيها، ولكن الذي حصل منذ الخمسينيات والسبعينيات تدهورت النظرة للتمريض، والأسباب عديدة، والآن بدأ التمريض بالنهوض مرة أخرى، ولكن ليس بسبب أن الناس لديهم وعي بالمهنة، ولكن بسبب النقص الحاد بالممرضات أيام حرب الخليج، حيث غادرت أعداد كبيرة من الممرضات البلاد، ثم زادت من المشكلة الحرب الثانية، فما زلنا في النقص، خاصة وان هناك توسعاً كبيراً في الخدمات الطبية، ويقابله نقص حاد في عدد الممرضات، والمشكلة ليست بالممرضة نفسها ولكن أن تكون ذات كفاءة، وتخصص مثلا في غرف العمليات والعناية المركزة سواء كانوا أطفالاً وبالغين وحتى الطوارئ، ونحن نحتاج لهذه التخصصات، ٭ كيف تنظرين للمعاهد الخاصة التي تخرج مهنة التمريض ؟ - د . بثينة : حقيقة هذه المعاهد للأسف وجودها اضر بالمهنة، خاصة بمستوى التعليم، حيث تجد المعلمة الواحدة تقوم بتدريس جميع المواد، إضافة إلى أن التدريب العملي مفقود، وهذا ما يسيء للمهنة والممرضة السعودية بالذات .٭ كم النقص في مهنة التمريض لدينا ؟ - د . بثينة : نحتاج 100 ألف ممرضة، والممرضة السعودية تشكل نسبة 22٪ من مجموع التمريض في البلد، وهذه النسبة قد تكون قليلة بسبب وجود ممرضات بالمسميات فقط ولكن عملها تراه إدارياً بحتاً، أو أن تقوم بمتابعة المرضى عند الطبيب، وهذه ليست مهنة تمريض، ولا يوجد إحصائية دقيقة توضح حاجة النقص في البلاد، وبالتالي أرى أن نسبة 22٪ مبالغ فيها . ٭ كيف تنظرين إلى اهتمام المرأة السعودية بمهنة التمريض ؟ - د . بثينة : أحب أوضح نقطة مهمة وهي أن مهنة التمريض لا تقتصر على المرأة فقط، صحيح أن اغلبها للمرأة، ولكن نحن بحاجة إلى الجنسين كون مجتمعنا محافظاً، ونحن بحاجة للممرضة السعودية أكثر في أقسام معينة، والنقص مازال منذ سنوات مع توسع الخدمات الطبية . ٭ ما أكثر شيء يقلقكم في مهنة التمريض ؟ - د . بثينة : أكثر ما يقلقنا هو دخول المرأة السعودية في هذه المهنة بدون معرفة عنها ويمثلن نحو 70٪ منهن، حيث نصيحتي للمرأة معرفة المهنة والقراءة عنها قبل الخوض بها، ولا يجب دخولها لمجرد البحث عن الوظيفة، ونواجه بعد تخرج الممرضة السعودية رفضها للعمل بهذه المهنة وتقوم بطلبات كثيرة منها عدم رغبتها في العمل ليلاً، أو العمل في مكان مختلط، أو العمل في نهاية الأسبوع، أو لا اعمل 12 ساعة، وهذا ما يكشف جهلها بالمهنة . ٭ وأين الخلل إذاً ؟ - د . بثينة : الخلل في المرأة نفسها بعد التخرج، أو أن الحوافز لا تساعدها على العمل، وهنا يجب مساواتها براتب الممرضات الأجنبيات، ولكن في الحرس الوطني ومنذ سنوات قليلة تم رفع مرتب الممرضة السعودية ومساواته براتب الممرضة الأوربية، لكن لا تأخذ راتب الممرضة الأمريكية، وأنا اعرف أن مستوى المعيشة عال في أمريكا، ولكن أنا كممرضة سعودية إذا لم آخذ حقي في بلدي، فمن أين سوف آخذه؟ ولذا لابد من دراسة الوضع ومعرفة تسرب 50٪ من الممرضات السعوديات يهربن من المهنة بسبب أمور كثيرة . ٭ إذن الممرضة السعودية محبطة في العمل ؟ - د . بثينة : نعم، ويجب توعية المجتمع بمهنة التمريض ودورها، ٭ وماذا عن مخرجات التعليم في مهنة التمريض ؟ - د . بثينة : مخرجات التعليم تحتاج التطوير، ومؤتمر التمريض جاء على هذا الأساس، ومتوقع حضور 1500 ممرض من الجنسين . ٭ ما هي الصعوبات التي تواجه تميز المرأة السعودية في مهنة التمريض ؟ - د . بثينة : أولاً نوعية التعليم الذي تتلقاه الممرضة في دراستها للمهنة، خاصة من خريجات المعاهد الخاصة، والتي تفقد المهارة والفكر في إنتاجية العمل، الشيء الآخر اللغة وهي الانجليزية، فالممرضة ضعيفة بهذا الجانب، وبالتالي ثقتها بنفسها معدومة، واللغة حاجز بالنسبة لها . ٭ وما الحل في هذه المشكلة ؟ - د . بثينة : لا بد من أن تتلقى المرأة السعودية التعليم خلال الدراسة بسياسة مناسبة، تؤهلها لان تكون ممرضة ناجحة، كذلك التطبيق العملي وهو مهم، وغير مطبق للأسف في المعاهد الخاصة . ٭ ما هي خططكم في الحرس الوطني تجاه المهنة ؟ - د . بثينة : وجود كلية التمريض لدينا الآن يساعد على خلق وتدريب وتحضير ممرضات ذوات كفاءة، وقد بدأت الكلية العمل منذ عام 2002م، وخرّجت أول دفعة 17 ممرضة ثم 32 طالبة ولدينا تخريج بشكل فصلي، ولدينا مساران الأول استقبال خريجات الثانوية العامة، والمسار الثاني خريجات الكليات العلمية، وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، وهناك نية لاستقبال الأولاد في القريب العاجل، وقد تم إنشاء كلية جديدة للتمريض في جدة، ونحن في صدد التجهيز وسوف يكون القبول في العام المقبل 2006م وسيتم قبول 60 طالبة مبدئياً . ٭ كلمة أخيرة تودين قولها ؟ - د . بثينة : أحب أن أشير إلى أهمية تطوير المهنة والاهتمام بها لدى أصحاب القرار والمسؤولين، وإعداد حملة وطنية لزيادة الوعي حول هذه المهنة وما هي وماذا تركز عليه، وحاجتنا لها، فالممرضة ليست خادمة أو مساعدة طبيب أو فقط تعطي حقناً أو تساعد مريضاً، فهو علم قبل كل شيء .