تواجه كثيرا من الشابات السعوديات اللاتي يمارسن مهنة التمريض مشكلات عدة في بيئة العمل، ومن أبرزها وفقا لآراء جمعتها »مكة« من عاملات في حقل التمريض: 1- الاختلاط مع الرجال تقول الممرضة عبير الصاعدي إن البعض يرفض أن تعمل المرأة ممرضة بحجة الاختلاط، وهو أمر تحدده الثقة في الفتاة قبل كل شيء لا طبيعة الوظيفة. وأضافت: لا شك أن بعض الأعمال الدرامية أعطت صورة غير صحيحة عن عمل الممرضة، ورسخت فكرة خاطئة في ذهن البعض فرفضوا عمل المرأة بالتمريض. 2- التأثير على واجبها كأم وشددت الممرضة إيمان على ضرورة الارتقاء بمهنة التمريض من خلال تزويد الممرضين بالمعرفة اللازمة وتنمية دراستهم المهنية، وتحسين صورة التمريض في المجتمع، مع إبراز دور الممرضين في الخدمات التمريضية الآمنة. وأشارت إيمان إلى وجود فرق في الحياة الاجتماعية بين الممرضة السعودية وغير السعودية، فالسعودية لديها زوج وعائلة بكل متطلباتها، بعكس المغتربة التي جاءت من الخارج متفرغة تماما للعمل. 3- وظيفة هامشية وبينت الممرضة سوسن أنها تعمل في العناية المركزة بنظام المناوبة، وتحاول جاهدة أن توفق بين عملها وبين ظروفها الأسرية ولا تجد أي مشكلات تذكر. وأكدت أن التمريض مهنة مهملة ولا أحد يعرف عنها وعن معاناة منسوبيها شيئا. 4- صعوبة اختبارات الهيئة الصحية فيما كشفت الممرضة آمال نور عن جملة من الصعوبات التي تواجه الممرضة تتمثل في صعوبة اختبارات الهيئة السعودية للتخصصات الصحية التي تواجه الممرض أو الممرضة، وعدم إعطائهم الفرصة الكافية، رغم التأكد من أن شهاداتهم سليمة. فيما أشارت الممرضة وفاء إلى أن عائلتها لم تكن موافقة على عملها في المهنة، وكانت لديها نظرة سلبية، وبعد إصرار منها وافقت عائلتها، وتغيرت نظرتهم والتحق باقي أخواتها بالمهنة. 5- النظرة الدونية وحول الفكرة السلبية التي يحملها البعض عن مهنة التمريض أوضحت المستشارة النفسية والعضو الدولي في منظمة العفو الدولية الدكتورة هدى الشريف ل»مكة» أن المشكلة تكمن في التفكير الذي يحمله المجتمع عن مهنة التمريض، فالبعض يتحجج بفترات الدوام الطويلة والمرابطة في الحج واختلاطهن بالرجال وأمور أخرى كثيرة. وأضافت الدكتورة الشريف: توجد ممرضات يعملن في أماكن نسائية فقط مثل المستوصفات الحكومية وبعض المستوصفات والمستشفيات الخاصة لها قسم نسائي خاص، فالموضوع له جوانب عدة وليس وليد اللحظة، إنما هي تراكمات ونظرة سلبية للممرضة ممزوجة ببعض العوامل النفسية. وأشارت إلى صعوبة فتح ملفات مشكلة كهذه، رغم أنها تتطلب الحل والعلاج الفوري، وهي تشكل خطرا كبيرا على المجتمع، فلو استمرت كذلك ربما تعزف الفتاة مستقبلا عن العمل. 6- عدم الثقة في الممرضة السعودية وتقول سارة خياط: لكل مهنة إيجابياتها وسلبياتها، ومهنة التمريض لها جوانب إيجابية عدة للفرد والمجتمع، كما أنها لا تخلو من السلبيات والمشكلات ومن بينها النظرة الدونية لدى البعض وليس الكل، إذ إننا ما زلنا نعاني من تلك النظرة إلى وقتنا الحالي، إضافة إلى أن البعض تختفي ثقته في الرعاية الطبية عند رؤية تمريض سعودي، بينما البعض يرى أنها مهنة عادية ومجرد مساعدة للطبيب. والتمريض مهنة إنسانية أولا وأخيرا، ومكملة لمهنة الطب، كما أن العاملين في المهنة يواجهون مشكلة أوقات العمل المختلفة والتي تعد مشكلة حقيقية للممرضة السعودية. 7- العمل بنظام المناوبة الليلية وتقول عبير الصبحي إحدى المشكلات الأساسية لمهنة التمريض هي النظرة السلبية لهذه المهنة، ويعود ذلك إلى طبيعة عمل الممرضة إذ يتطلب العمل منها ليلا في بعض الأوقات، ما يتعارض مع عادات بعض الأسر، إضافة إلى اعتقاد المجتمع بأن واجبات التمريض هامشية مقارنة بواجبات الأطباء، واعتقادهم أن معظم الممرضات من صغار السن ذات الإدراك المحدود، مع تأثير طبيعة المهنة على دور الممرضة كأم. وأطالب بدعم وتشجيع مهنة التمريض، مع قيام الإعلام بدوره التوعوي بالتعريف بأهمية المهنة ومعالجة الأفكار الخاطئة. 8- عدم تفهم دورها وتقول خلود الخزاعي الدور الذي تقدمه الممرضة يعد عملا إنسانيا بحتا، وهدفه مساعدة المرضى، فهناك من يتفهم ذلك ويشعر بمعاناة الممرضة، مع أنه لا يمكن الاستغناء عن المرأة في مجال الخدمة الصحية، ومن هنا لا بد من تغيير نظرة أفراد المجتمع حيال الممرضة من خلال التوعية وإبراز أهمية قيام المرأة بواجبها ودورها في مختلف المجالات، وبخاصة في المجال الصحي. 9- طول ساعات العمل وتقول نوف المنيف: الفتاة المحترمة إذا عملت في أي مجال تفرض احترامها على الجميع، والممرضات لهن الحق في كسب العيش مثل باقي العاملات في الوظائف الأخرى في المجتمع مثل التدريس والمصارف وغيرهما من الأعمال التي تقدم خدمة للمجتمع كافة وبشكل خاص للنساء. وأقترح تقليل ساعات العمل بالنسبة للمرأة العاملة في المجال الصحي لما يترتب عليها من مسؤوليات عائلية.