ماكسيم برونير 25 سنة الرجل الذي اطلق النار على الرئيس شيراك اثناء موكب يوم الباستيل محاولا اغتياله عندما كان يلوح للجماهير من عربة جيب مفتوحة في شارع الاليزية متجها الى مكان الاحتفال في ميدان الكونكورد الشهير وسط باريس اعلنت الشرطة الفرنسية انه عضو في احد تنظيمات اليمين الفرنسي المتطرف. رغم ان التحقيقات الاولية قالت ان بورنير كان يتصرف بمفرده الا ان الطريقة التي حاول تنفيذ جريمته بها تدل على ان الاعداد لها كان قد تم سلفا.فهو قد اشترى المسدس في السادس من يوليو واستأجر سيارة حملته الى باريس بل ووضع اعلانا في موقع لليمين المتطرف على الانترنت حث فيه الناس لان يحرصوا على مشاهدة استعراض يوم الباستيل. اعترف بورنير بانه كان يريد فعلا اغتيال شيراك (لانقاذ فرنسا) ثم ينتحر بعد ذلك. النيابة الفرنسية وضعته في مصحة عقلية خارج باريس لفحص حالته العقلية وقالت انه (يشكل خطرا على نفسه وعلى الاخرين). وتم فتح ملف للتحري لتحديد ما اذا كان لائقا لتقديمة الى المحاكمة على جريمة الشروع في القتل. الغريب ان رد فعل الشارع الفرنسي لاول محاولة اغتيال رئيس فرنسي منذ اربعين عاما جاء هادئا بل ان صحيفة بحجم (لي فيغارو) لم تجعلها المانشيت الرئيسي وقدمت عليها الانخفاض الحاد في اسهم بورصة باريس. اما رد فعل الرئيس شيراك نفسه على الاخبار التي تحدثت عن اطلاق النار عليه فقد كان عاديا وتساءل عندما ابلغ الخبر (هل هذا صحيح؟) الا ان الحادثة اثارت تساؤلات واسعة عن امن الرئيس ومدى امكانية استمراره في الظهور علنا امام جمع غفير من الجماهير. كما اطلقت دعوات لفرض اجراءات صارمة على امتلاك السلاح وهو موضوع اثير في شهر مارس الماضي عندما اطلق رجل مخبول النار وقتل ثمانية اشخاص اثناء اجتماع لاحدى البلديات. والاكثر اثارة للازعاج والمخاوف هو صلة مرتكب الهجوم باليمين المتطرف.فهذا الرجل ذو الشعر القصير الذي وصفه الجيران بانه هادئ عضو في تنظيم طلابي يسمى مجموعة الدفاع وعضو في تنظيم آخر يسمى الوحدة الراديكالية والاخيرة جبهة رفض معروفة بعدائها لليهود والافكار الامريكية.ايضا لها صلة بالحزب الفرنسي الاوروبي القومي وهو تنظيم للنازيين الجدد معروف ومرتبط بتنظيمات النازيين الجدد المماثلة في اوروبا. التلفزيون الفرنسي عرض شريطا لهذه الجماعة يرتدون القمصان البنية والعصابات الحمراء على العضد شعار الحزب وحولهم اعلامه عليها صليب سلتي ابيض يختلف عن اسواستيكا هتلر ولكن من الواضح انه قصد محاكاته. في العام الماضي ترشح برونير في الانتخابات البلدية على قائمة حركة الجمهورية الوطنية وهي تنظيم مسجل كحزب في اقصى اليمين يرأسه برونو ميجريت الذي انشق عن الجبهة الوطنية برئاسة جان ماريه لوبان قبل اربع سنوات. صحيفة (ليموند) كتبت ان برونير كان قد ابلغ اكثر من مرة اثنين من زملائه الراديكاليين برغبته في قتل شيراك وقد قالوا انهم اعتقدوا بانه كان يمزح ولم يأخذوا تهديده على محمل الجد. لقد اثارت محاولة الاغتيال مخاوف جديدة بان العنف اصبح جزءا من واقع الحياة السياسية الاروروبية.فقبل شهرين فقط اردي زعيم اليمين المتطرف في الهولندي بيم فورتين قتيلا باطلاق النار عليه قبل ايام من الانتخابات البرلمانية وفي مارس اغتيل المحامي الايطالي ماركو بياجي على يدي مجموعة يعتقد انها يسارية. في رسالة دعم ومواساة من المستشار الالماني جيرهارد شرودر الى شيراك ابلغه (ان علاقة اليمين المتطرف بهذا الهجوم الكريه اوضحت مدى اهمية ان نتصدى للتهديد الذي يشكله بحزم وجدية)