مع اقتراب موعد خلافتها المحتملة لوالدها جان ماري لوبن على رأس «الجبهة الوطنية الفرنسية» (اليمين المتطرف)، تسببت مارين لوبن بسجال في الوسط السياسي الفرنسي، لتشبيهها المسلمين الذين يصلّون في شوارع فرنسا بالمحتلين النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. وأثار هذا التصريح الذي أدلت به لوبن مساء الجمعة الماضي، ردات فعل حادة، أولها على لسان رئيس حزب «الاتحاد من أجل الحركة الشعبية» اليمين الحاكم، فرانسوا كوبيه، الذي دعا الجميع الى تفادي أي التباس، والإدراك بأن «مارين لوبن نسخة عن والدها». وعلى الصف اليساري، رأت المرشحة السابقة عن الحزب الاشتراكي لانتخابات الرئاسة سيغولين رويال ان عودة شعبية الجبهة الوطنية الى الانتعاش مردها الى فشل السياسة التي اتبعها الرئيس نيكولا ساركوزي وحكومته. ويعكس تصريحا كوبيه ورويال، مثلهما مثل سلسلة التصريحات التي تبعت كلام لوبن، هاجساً انتخابياً على صلة مباشرة بالاستحقاق الرئاسي عام 2012، أكثر مما يعكس قلقاً أو اهتماماً على مشاعر المسلمين الفرنسيين، خصوصاً وان الاستطلاعات المتتالية تعطي الجبهة الوطنية نسبة تتراوح بين 12 و14 في المئة من المؤيدين. وفي ظل الانهيار الواضح في شعبية ساركوزي، والتجاذبات الداخلية في صفوف الحزب الاشتراكي المعارض، فإن الطبقة السياسية الفرنسية تتخوف من أن يؤدي هذا الوضع الى وصول لوبن في حال ترشحها للرئاسة الى الدورة الثانية من الانتخابات، على غرار ما حصل مع والدها عام 2005، حين نافس الرئيس السابق جاك شيراك.