نانتير (فرنسا) - أ ف ب – قبل ثمانية أيام من الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في 22 الشهر الجاري، أعلنت مارين لوبن مرشحة اليمين المتطرف أن الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي «لا يملك أي فرصة للفوز»، ورفضت تقديم توصيات لأنصارها في الجولة الثانية المقررة في 6 أيار (مايو) المقبل. واعتبرت مارين لوبن التي ترجح الاستطلاعات نيلها بين 13 و17 في المئة من الأصوات، ما يمنحها فرصة احتلال المرتبة الثالثة على حساب مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون، أن «ساركوزي خان الفرنسيين بنسب تاريخية، ولا يخجل من ذلك ويكرر الاحتيال نفسه ظناً منه أن الفرنسيين أغبى الأغبياء». وأضافت: «ما زلت مقتنعة بإمكان مشاركتي في الجولة الثانية. لذا، لن أدعو إلى التصويت لمرشحين أعتقد بأنهما يتشاركان تماماً في تطبيق النظام نفسه. سأكون حينها غير منطقية وغير معقولة، وأنا لا أناضل من أجل وزارة أو دائرة انتخابية تشريعية بل من أجل أفكاري». وخاضت مارين لوبن التي خلفت العام الماضي والدها جان ماري لوبن في قيادة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، الحملة الانتخابية مستندة بقوة إلى حزب تخلص، جزئياً على الأقل، من شعاراته المعادية للسامية والكاثوليكية المتعصبة. وهي ثابرت في تحسين صورة الحزب وحاولت أن تضفي عليه بعض الجدية في مجال الاقتصاد مع الاهتمام بانشغالات الفرنسيين، مثل البطالة وتراجع الصناعة. وكان جان ماري لوبن فاجأ الجميع عام 2002، حين حلّ ثانياّ في الجولة الأولى، وخاض الثانية في مواجهة جاك شيراك (يمين) بعد إقصاء مرشح اليسار ليونيل جوسبان. لكن الاستطلاعات الحالية تشير إلى أن الجولة الأولى ستفرز فارقاً ضئيلاً بين ساركوزي والمرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند، فيما تتوقع هزيمة الرئيس المنتهية ولايته في الجولة الثانية بنيله 46 في المئة من الأصوات في مقابل 54 في المئة لهولاند. إلى ذلك، حشد مرشح اليسار الراديكالي ميلانشون أنصاره على أحد شواطئ مرسيليا (جنوب شرق)، علماً أنه كان جمع عشرات الآلاف في ساحة الباستيل بباريس في 18 آذار (مارس) الماضي ثم في تولوز (جنوب غرب) في الخامس من الشهر الجاري. ومنذ بداية الحملة الانتخابية سحر هذا الخطيب البارع البالغ 60 سنة والوزير الاشتراكي السابق ناخبي «يسار اليسار» بشعار حملته «خذوا الحكم!»، وبنداءاته إلى الشعب وهجماته العنيفة على الليبراليين الجدد. وبدا هذا الحراك مثيراً للاهتمام في مهرجاناته التي اعتبرت من أكبر النجاحات الشعبية في الحملة الانتخابية والتي تركت القاعات التقليدية الكبيرة التي تستخدمها الأحزاب وانتقلت إلى الهواء الطلق. واليوم، سيحذو الرئيس ساركوزي حذو ميلانشون عبر جمع أنصاره في ساحة الكونكورد بباريس، بينما دعا هولاند أنصاره إلى ساحة شاتو فنسان بضواحي العاصمة، ما دفع ميلانشون إلى اتهام منافسيه بأنهما يقلدانه، وقال: «سيقطعان الشوارع أيضاً وسيغامران بالخروج إلى الساحات». وأثار شريط فيديو أظهر شابة شقراء تبوح في أغنية بحبها لميلانشون ضجة على الإنترنت خلال الأيام الثلاثة الأحيرة، قبل أن يتبين أنه مزحة نفذتها وكالة اتصالات «باساج بييتون» لأغراض ترويجية. وتجاوز عدد مشاهدي الشريط الذي أظهر فتاة شقراء تتحبب إلى رجال يرتدون أقنعة تمثل وجه مرشح اليسار الراديكالي، 500 ألف على موقع «يوتيوب» وحده. وأعاد هذا الشريط إلى الأذهان صور أمبرلي إيتينغر، الفتاة المهووسة بالرئيس الأميركي باراك وباما التي جرت مشاهدة أشرطتها ملايين المرات على الإنترنت لدى انتخاب باراك أوباما، وأيضاً ب «جيش فتيات بوتين» المؤلف من روسيات جميلات يعترفن بحبهن لفلاديمير بوتين.