خرجت من منزلي لتوي تحتضني سعادة هذا اليوم الجميل يوم الفرح والابتهاج بينما كنت أسير في طريقي نحو المسجد لتأدية صلاة العيد .. إذا بي المح طفلة جالسة في قارعة الطريق يكسو وجهها الحزين الام الحياة ومنغصاتها .. وثيابها رثة ممزقة شاردة الذهن تفكر.. تمسك بيدها دمية تتطلع إلى الأرض تارة والى السماء تارة أخرى .. اقتربت منها سألتها من أنت ؟ أجابتني بصوت خافت (أنا الحرمان أنا وردة ذابلة قبل الأوان ) هل عرفتني أيها الرجل .. استغربت عبارتها وتاملتها طويلاً سرحت بفكري بعيداً بينما هي تابعت المسير نحو بيت قديم طرقته ثم هممت إلى الداخل وقفت أتتبعها بنظراتي وبداخلي مئات الأسئلة حائرة ودونما إجابة !! ما اسمها وأين تسكن ومن يقوم برعايتها ؟! أمضيت في طريقي وما زالت تلك الطفلة بذاكرتي بعد يوم شدني فضولي فذهبت إلى نفس المكان الذي رايتها فيه وجلست على أمل أن أصادفها مرة أخرى .. ويا للصدفة الطفلة التي رايتها منذ يوم اقتربت مني وسألتني ؟ من أنت ولماذا تناظرني هكذا .. جاوبتها : أنا صديق لوالدك فأين هو يا حبيبتي .. صمتت برهة ثم قالت : أبي رحل .. قلت إلى أين رحل ؟ قالت لا اعلم ولكنه رحل وترك لي دمية وكتاباً صغيرا تعلم منه كتابة الأحرف والكلمات .. قلت لها ومع من تسكنين ؟ قالت مع أمي .. فهلا مضيت معي إلى البيت لاعرفك بها .. امسكتني ومضيت معها وحين هممت بالدخول إذا بي أرى أمها جالسة على كرسي متحرك تدفعه بكلتا يديها وعلامات التعب والإرهاق ظاهرة في عينيها الذابلتين .. سلمت عليها ثم مضيت إلى الداخل جرتني الطفلة نحو غرفتها وقالت .. انظر إنها صورة أبي الذي رحل ولم يعد بعد .. كانت ذكية بكل ما كان يعلو وجهها من حزن تاملتها طويلا كلماتهااخترقت وجداني فاضت دموعي كالبركان المتفجر حزناً ضممتها لصدري وأنا أتجرع مرارة ما أرى واسمع منها سألتني بصوت جميل ؟ لماذا تبكي هل أنت كذلك رحل أبوك ؟ قلت لها يا حبيبتي ولكن هل تقبليني أباك ناظرتني ثم ابتسمت في فرح وقالت نعم سألتني وهل ستشتري لي ملابس ولعبا وهدايا وهل يوجد لي اخوة قلت نعم وسأعرفك بهم إن شاء الله قريباً أما الآن فسأتركك ونلتقي في الغد إن شاء الله ثم خرجت من البيت سائراً في طريقي فجأة وإذا بصوت جاءني من بعيد ينادي .. أبي وهل ستشتري لي هدية العيد .. التفت خلفي وإذا بها الطفلة سألتها ولماذا مشيت خلفي ؟؟ ردت بصوت حزين لم احتمل وداعك لي عندما تركتني وخشيت أن ترحل ولا تعود كما رحل أبي .. أخذتها وضممتها لصدري وربت عليها بحنان ثم بعدها أيقنت انه لم يكن عيدا عاديا مر في حياتي . فاطمة الخماس