كثيرة هي القصائد التي تحدثت وتغنت بالعيد وأكثرها يصف "عيد اليوم" مترحماً على أعياد الماضي وهناك من يحمل الجراح في قلبه فيكون العيد بالنسبة له أياماً وساعات لاجديد فيها.. لكن الخفاجي كان الأكثر تفاؤلاً وهو يكتب " أغنية العيد" والتي تغنى بها محمد عبده قبل أكثر من ربع قرن. الليالي المقبلة فرح وسمر والتي ارتبطت لدينا بأيام العيد والتي يقول فيها :"السعادة لكل ناوي .. ماهي في لبس الكساوي" وقد غنى طلال وطارق وعبد الله محمد قبل عقود من الزمن للعيد وعن العيد وارتبطت ايام العيد بهذه الاغاني والقصائد ثم تبقى في الذاكرة حتى عودة أيامها ولياليها. يحيى توفيق الشاعر الرقيق شاعر سمراء قال عن العيد : اليوم عيدُ فهل في العيد القاكِ يا أمنية القلب إن العيد لقياك ياحلوة الثغر والعينين يا أملي لولاك لم أحتفل بالعيد لولاكِ وألمح الناس قد ضجت محاجرهم بالحسن يختال زاهي محياك وأنت لاهية عيناك ساجية تمشين حالمة في سحر دنياكِ العشماوي وحزن العيد لكن الشاعر عبدالرحمن العشماوي يقول عن العيد في قصيدة اسماها " عندما يحزن العيد" يصف فيها غياب الاحبة والاصدقاء والأهل فكيف يكون العيد؟ يقول: أزف تهنئتي للناس اشعرهم اني سعيد وأن القلب جذلان اقبلت ياعيدُ والاحزان نائمة على فراشي وطرف الشوق سهران من أين نفرح ياعيد الجراح وفي قلوبنا من صنوف الهم ألوان؟ من أين نفرح ويا عيد الجراح وفي دروبنا جُدر قامت وكثبان ثم هو يسأل ويصف وحدته: أين الأحبة لاغيم ولامطر ولا رياض ولا ظل واغصان؟ أين الأحبة لا نجوى معطرة بالذكريات ولاشيح ولا ريحان؟ أين الاحبة لابدر يلوح لنا ولانجوم بها الظلماء تزدان؟ أين الاحبة لابحر ولاجزر تبدو لاسفن تجري وشطآن؟ أين الأحبة وارتد السؤال الى صدري سهاماً لها في الطعن إمعان؟ أنت عيدي لكن زميلنا فوزي خياط كعادته في " كلام متعوب عليه" قال عن العيد " يخاطبها": "زفك العيد الي .. المهرة الطالعة في شموس الفرح فكنت ابتسامة الابتهاج التي تكلل هامة العيد" ثم يخاطبها ثانية :" أنتِ عيدي فلا تحرميني من بقائي وسط الجراحات لعلها تدميني اكثر فيتفاقم عطشي ويصبح جرحي هو فرحي" بدر والفراق في العيد وهذا الأمير بدر بن عبد المحسن يخاطبها ايضا في العيد فيقول : ومرت سنة على فراقك.. على صوتك .. واشواقك غريب كيف الزمن يرحل واوراق العمر تذبل.. سنة مرت وأنا اول حبيب يوقد الشمعة لجرحه في عيد ميلاده هلا بالحب واعياده .. وكل عام وجرحي بخير السيدة وليلة العيد لكن السيدة أم كلثوم غنت "ياليلة العيد انستينا .. وجددتي الأمل فينا" واصبحت اغنية في كل مكان من ليلة العيد وأيامه . كما غنت صفاء أبو السعود العيد فرحة.والمجموعة تغنوا بأغنية أنوارك هلت عالدنيا وطلت ما احلاها ياعيد. ومضى العيد لكنني اسأل لماذا يرتبط العيد لدى الناس بأيامه التي لا تزيد عن الاربعة ايام ثم تعود الحال لما كنا عليه وكأننا لا نضحك ولا نشعر بالسعادة والسرور والهدايا والتهاني الا في ايام محددة وارتبطنا بها ويعود بنا الحال حتى تعود هذه الايام فنبدأ من جديد في الاتصال والسؤال منتظرين انتهاء " الوقت المحدد" للعيد .. لماذا لا تكون كل الايام عيداً وسعادة وهناء وبهجة؟ وهل هناك من يقف أمام فرحة الناس بالعيد وشعر العيد وقصائد واغاني العيد وذكريات العيد ؟ إنه الأنسان نفسه. صوت السهارى ويجدر بنا أن نذكر رائعة الفنان الكبير عوض الدوخي يرحمه الله " صوت السهارى" والتي ظلت كلماتها حتى بعد غيابه بسنوات ذكرى جميلة يقول الدوخي: صوت السهارى مروا علينا عصرية العيد ابطى ركابه يسأل عليه عصرية العيد ساعة ماشفتوا انا بالي انشغل وياه اقضيت ليلي بهنا واصبحت اعد خطاه ياللِّي بقيت بعيد اليوم دا يوم عيد عيدك وعيدي أنا ساعات الفرح واسأل ثانية هل للفرح ساعات وللمعاناة اخرى ولماذا اصبحت اكثر ساعات اليوم في "كبد" ثم نحن ننتظر او نُفاجأ بالعيد قد وصل فنضحك " آلياً" ونمثل التهاني والبهجة لكن كل ذلك تصرف من خارج القلوب والشفاه والعيون .. نريد أن نشعر بالعيد كل يوم وكل ساعة بل ودقيقة .. كيف الطريق لذلك؟.