سوف لن انسى كلماتها وهي تنبثق نخلة تشق السحب لتنشر الضوء في مساحات الظلام.. سوف لن انسى كلماتها المورقة وهي تلمع في بساتين كاد العطش يذهب بنورها.. ولن انسى كلماتها البيضاء وهي تحط على اوراقي التي أدمنت الخجل العنيد!! سوف لن أنسى تلك الكلمات الآتية مثل المطر الصافي يهطل على زهرات تنبت في صحراء تلبس أشعة الشمس الحارقة منذ المدى الى المدى... سوف لن أنسى هذا الوهج أستمده من نبرات صوتها الحبيب وهي تهمس لي: بأن مشاوير الحروف طويلة، طويلة فلا تخافي الانزلاق او الجفاف!! سوف لن أنسى رحلتنا سويا وهي ترشق هناك حرفا وترشق هنا حرفا وآخذ باقة من حروف أضعها قريبا من شاطئ حروفها فيأتي رجعها صوتين من أعماقنا ومن البعيدين. أقول لها يا صديقتي إن حرفك بتار بقدر ما هو ناعم وصقيل!! فتقول لي: حاذري أن حرفك يقطع كل من يقف في مواجهته!! اقول لها: لا تتوقفي، إنني أحب ان ألتقط هذه الحروف لأجمعها، الا ترين انها تصلح قلائد؟ تقول لي: حروفك تصبح باقات عندما تريدين!! أعود أسألها: هل بإراداتنا ننزف هذه الحروف؟؟ تقول لي: لا، فالحرف ينزفنا باقات من ألم. اسألها وما الذي يمنعنا عن التوقف؟ تقول: لا نقف لاننا نعلم ان هذا قدرنا الذي لا فكاك منه.. آه يا صديقتي أكاد أبكي وانا اعلم انك تنزفين!! ولكن هكذا يا صديقتي دمنا لا يباع ولا يشترى.. وهكذا يا صديقتي تتفق النجوم والأطيار على أن حبرنا ليس هو ذلك السائل اللا لون له ولا شكل الذي يريدونه بكميات وافرة لزوم الملء!! عذب حوارك ومؤلم نزفك أيتها الصديقة، فأما العطاشى فسيظلون ينتظرون المطر الذي تمنعه السدود البغيضة واما الذين ينهلون العذوبة فلهم ان يقاتلوا طيورا أمعنت في الظلام ولهم ألا يتوقفوا ولنا يا صديقتي ان نقول لهم ألا يخشوا أن تجف الينابيع فلن تستنزف الدماء ما دامت الينابيع الصافية تمدهم بالتوهج والشروق.. سنقول لهم يا صديقتي: ان نخيل هذه الارض ستظل شامخة رغم الرياح التي ستظل رياحا ترحل بعد حين وان علت واشتد صوتها.