لقد اصبح الاعلام من مقومات الدولة الحديثة في ظل وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية عبر الاقمار الصناعية والكمبيوتر ونحوهما حتى غدا بعضهم يطلق على العصر الذي نحن فيه عصر المعلوماتية بل يقيس قوة الدولة ومنعتها بقوة أجهزتها الإعلامية ودرجة مصداقيتها. وتمثل قضية البث الوافد اختراقا ثقافيا لدول العالم الثالث خاصة بعد ظهور الاقمار الصناعية واستخدامها من قبل الدول الغربية عموما وبثها في عصر السماوات المفتوحة واعتبر ان هذا التطور بشكل تهديدا لسيادة الدول النامية يمس بأمنها الثقافي والإعلامي فالاختراق الثقافي يعد استراتيجية تتبناها الدول الأقوى للتدخل في شئون سواها من الدول بغرض التأثير على ثقافتها وسلوكياتها ومعتقداتها وقد اختلف الباحثون العرب ازاء قضية الاختراق الثقافي عن طريق البث الوافد الى ثلاث فرق رئيسية فبعضهم يرون في الاختراق شرا وحربا على الأمة ومحاولة للتوسع على حساب العادات والتقاليد والمعتقدات واخرون يعطون المفهوم بعدا اقتصاديا مفاده الحرص على استغلال الشعوب وفئة أخرى تتعامل مع الاختراق بحسبانه استنزافا قوميا وحضاريا للأمة العربية ومحاولة لجرها نحو التبعية الكاملة. اما الباحثون الأجانب فهم اما يعتبرون مواد البث الوافد من وسائل الاختراق الثقافي او لا يعدونها كذلك. ان قضية الاختراق الإعلامي هي قضية كاشفة في جوهرها لبعض أهم سلبيات العمل العربي المشترك فضلا عن ضعف النظم الاتصالية في الدول العربية ومن هنا تنبع اهمية العمل المشترك.