نفى اللواء امين الهندي رئيس جهاز المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية مساء أمس الاحد نبأ اقالة العميد توفيق الطيراوي مدير المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية مؤكدا ان هذا الخبر عار عن الصحة تماما. وقال في تصريح صحفي ان نشر نبأ اقالة العميد الطيراوي خبر يخدم المصلحة الاسرائيلية محذرا من مثل هذه الاخبار المدسوسة ودعا وسائل الاعلام الى توخي الدقة والعودة الى المصادر المسؤولة للاستفسار عن اخبارهم. ووردت أنباء مساء أمس تقول ان عرفات أقال الطيراوي ولم يبلغ الأخير رسميا بذلك. ويخضع عرفات لضغوط من اسرائيل والولاياتالمتحدة لاقالة الطيراوي الموجود حاليا في المقر العام لعرفات في رام الله في الضفة الغربية التي اعاد الجيش الاسرائيلي احتلالها منذ حوالى اسبوعين. وكانت رئاسة الحكومة الاسرائيلية اتهمت الطيراوي في 2 تموز/يوليو بالضلوع في التخطيط لعمليات ضد اسرائيل. غير ان الطيراوي تحدى اسرائيل ان تقدم ادلة على اتهاماتها معلنا أن ذلك مجرد اكاذيب. وقد شارك الطيراوي في المباحثات مع اسرائيل في المجال الامني قبل الانتفاضة التي اندلعت في ايلول/ سبتمبر 2000. وقد عاش مع عرفات الحصار الذي استمر شهرا في مقره العام في رام الله في نيسان/ ابريل. وكان عرفات اقال رئيس جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب في حين قدم قائد الشرطة الفلسطينية اللواء غازي الجبالي استقالته وترك اللواء محمود ابو مرزوق مدير الدفاع المدني في قطاع غزة مهامه. ويحتج قسم من الضباط في جهاز الامن الوقائي على اقالة الرجوب ويرفضون الاعتراف بسلطة خليفته العقيد زهير المناصرة الذي كان محافظا لمدينة جنين شمال الضفة الغربية. وأمس في الخليل، انضم المئات من عناصر الامن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية الى حركة رفض قرار عرفات اقالة العقيد جبريل الرجوب من قيادة الأمن الوقائي وتظاهروا وهم لا يرتدون البذلة العسكرية او يحملون سلاحا. وهتفت جموع الشرطة بحياة الرجوب (النظيف اليد) معلنة رفضها المناصرة الذي اتهم بالفساد. وقد بدأ الاحتجاج في الخليل معقل الرجوب يوم السبت بتظاهرة شارك فيها 600 من افراد الامن الوقائي الذين اكدوا خلال اجتماع قرب رام الله رفضهم التعاون مع الجنرال المناصرة. وقد أعلن وزير العدل الفلسطيني ابراهيم الدغمة ان القانون الاساسي للسلطة الوطنية الفلسطينية (الدستور المؤقت) دخل حيز التنفيذ اعتبارا من امس الاحد وذلك بعد مصادقة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عليه في نهاية ايار/ مايو الماضي ثم نشره في الجريدة الرسمية. واهم ما ورد في هذه البنود أن: القدس عاصمة فلسطين، وان الاسلام هو الدين الرسمي في فلسطين ولسائر الديانات السماوية احترامها وقدسيتها، ومبادئ الشريعة الاسلامية مصدر رئيسي للتشريع، واللغة العربية هى اللغة الرسمية. وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات صادق على القانون الاساسي للسلطة الفلسطينية في 29 ايار/مايو الماضي. وكان المجلس التشريعي قد صادق عليه منذ عام 1997 ثم احاله الى عرفات للمصادقة عليه. واجتمع عرفات أمس في مقر الرئاسة برام الله مع عمر سليمان مدير المخابرات المصرية وقال مستشار عرفات نبيل أبو ردينة أن اجتماعهما يأتي في اطار المشاورات الرامية الى مواجهة الاوضاع والتهديدات الحالية. وقال ان الرئيس عرفات حمل سليمان رسالة للرئيس المصري حسني مبارك شكره فيها على جهوده من اجل احتواء الازمة كذلك الجهود المصرية المبذولة مع كافة الاطراف العربية والدولية. واوضح ابو ردينة ان أهمية اجتماع الرئيس عرفات وسليمان تأتي خاصة من ان اللجنة الرباعية (الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) ستعقد اجتماعا تناقش فيه قضايا سياسية وامنية واقتصادية. وعرض سليمان الذي قام بزيارة لاسرائيل في وقت سابق أمس، المساعدة لاعادة الهدوء الى المنطقة بعد 22 شهرا من الانتفاضة، حسبما أفادت اذاعة اسرائيل. والتقى سليمان في القدس رئيس الوزراء الصهيوني ارييل شارون ووزيري الدفاع بنيامين بن اليعازر والخارجية شيمون بيريز. وكان وزير الخارجية المصري احمد ماهر اعلن يوم السبت في القاهرة ان مهمة الموفد المصري تهدف الى اخراج المنطقة من الازمة التي تسببت بها سياسة اسرائيل.