سعادة رئيس التحرير قرأت ما كتبه د. علي عبدالعزيز العبد القادر في صفحة (الرأي) بجريدة اليوم عدد الأحد 26 ربيع الآخر تحت عنوان (الحاجة إلى وزارة للثقافة ) وفي الحقيقة أن هذا المطلب اصبح ضرورة ملحة في هذا العصر لا لما طرحه د. العبد القادر في مقالته فقط ولكن لما للثقافة من أهمية بالغة في هذا العصر الذي أضحت فيه المادة الثقافية عنصراً مهما في حياة الأمم ومصدراً للدخل كثير العائد وقليل التكلفة .. فالولايات المتحدةالأمريكية قد صدرت للعالم في عام واحد من المواد الثقافية ما يوازي صادراتها من السلاح مرتين .. ولكم أن تتخيلوا العائد الذي يفوق ال(70) مليار دولار.. ان تخفيف العبء على الوزارات والهيئات التي تتوزع بينها شئون الثقافة أمر واجب الأهمية .. خاصة أن هناك العديد من المرافق الثقافية التي يمكن لها ان تكون هيكل الوزارة المقترحة ..وهي مشتتة بين جهات عدة ذكرها العبد القادر ومنها : وزارة المعارف ، والرئاسة العامة لرعاية الشباب ، وغيرها.. وتفرض علينا خصوصية ثقافتنا وحضارتنا الإسلامية والعربية أن يكون لنا دور فاعل في الثقافة العربية والإسلامية صحيح أن حركتنا الثقافية واسعة ومتنامية وصحيح ان هناك بعض الإنجازات التي تمت وهناك تقدم واضح في الدور الثقافي خاصة في الإعلام واهتمامه بهذا الجانب على المستوى المرئي والمستوى السمعي .. ولكن كل ذلك لابد له من مركزية واضحة تتمثل في وزارة للثقافة تملك من الآليات ما يمكنها من إبراز منتجنا الثقافي والفكري .. وتقديم تراثنا إلى العالم .. عبر خطة واضحة ورؤية خاصة تتوخى ما نملكه من تراث وفكر ورؤى عصرية واضحة فنحن لدينا الكثير من الآثار المتنوعة والموزعة على مناطق المملكة، ولدينا المكتبات العامة وعلى رأسها مكتبة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك فهد الوطنية ودارة الملك عبدالعزيز التي تعد معلما هاما ونبعا ثقافيا رائدا .. هذا إضافة إلى الأجهزة الثقافية المتنوعة والعديدة ومنها الأندية الادبية والجمعيات الثقافية والمتاحف وغيرها .. لقد أضحى دور الأديب والمثقف والمفكر من الأهمية بمكان ما يستدعى العناية بهم، وربطهم بجهاز هو من نوع اختصاصهم ، يعرف دورهم وقدرهم ويمهد لمشاركاتهم في الفعاليات المحلية والعربية والدولية القائمة حتى الآن على جهود خاصة وعلاقات شخصية فهناك مثقفون ومثقفات لا يعرفهم الواقع المحلي معرفة جيدة في حين نرى دورهم الفاعل خارج الوطن حيث يشاركون في المؤتمرات والمنتديات العالمية . إننا في النهاية نتفق ونؤيد د. علي عبدالعزيز العبد القادر والدعوات التي سبقته في ضرورة وجود وزارة للثقافة في مملكتنا الحبيبة .. سلمان بن راشد الهاجري