العام الثقافي السعودي الصيني 2025    منتخب الطائرة يواجه تونس في ربع نهائي "عربي 23"    الإعلام السعودي.. أدوار متقدمة    المريد ماذا يريد؟    234.92 مليار ريال قيمة ترسية المشاريع    طرح سوق الحراج بالدمام للاستثمار بالمشاركة في الدخل    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    ترمب.. صيّاد الفرص الضائعة!    ترمب.. ولاية ثانية مختلفة    إيلون ماسك: خطط خارقة للمستقبل    مستقبل رقمي واعد    الاتحاد يصطدم بالعروبة.. والشباب يتحدى الخلود    هل يظهر سعود للمرة الثالثة في «الدوري الأوروبي» ؟    الإصابات تضرب مفاصل «الفرسان» قبل مواجهة ضمك    القبض على مخالفين ومقيم روجوا 8.6 كيلو كوكايين في جدة    أربعينية قطّعت أمها أوصالاً ووضعتها على الشواية    قصص مرعبة بسبب المقالي الهوائية تثير قلق بريطانيا    «البيئة» تحذّر من بيع مخططات على الأراضي الزراعية    «بنان».. سفير ثقافي لحِرف الأجداد    السينما السعودية.. شغف الماضي وأفق المستقبل    اللسان العربي في خطر    الدولار يقفز.. والذهب يتراجع إلى 2,683 دولاراً    ربَّ ضارة نافعة.. الألم والإجهاد مفيدان لهذا السبب    الجلوس المطوّل.. خطر جديد على صحة جيل الألفية    الثقة والصلاحيات    القابلة الأجنبية في برامج الواقع العربية    "صناعة الدواء".. والطريق الطويل    سيادة القانون ركيزة أساسية لازدهار الدول    درّاجات إسعافية تُنقذ حياة سبعيني    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    ليل عروس الشمال    «متمم» يناقش التحوُّط المالي في المنشآت التجارية    رينارد يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات مونديال 2026    الدراما والواقع    يتحدث بطلاقة    «الجناح السعودي في اليونسكو» يتيح للعالم فرصة التعرف على ثقافة الإبل    الإصابة تغيب نيمار شهرين    التعاطي مع الواقع    التعاون يتغلب على ألتين أسير    العين الإماراتي يقيل كريسبو    التكامل الصحي وفوضى منصات التواصل    تقاعد وأنت بصحة جيدة    الأنشطة الرياضية «مضاد حيوي» ضد الجريمة    ترمب.. عودة تاريخية إلى البيت الأبيض    خفض وفيات الطرق    وزير الحرس يحضر عرضًا عسكريًا لأنظمة وأسلحة وزارة الدفاع الكورية    إحباط تهريب 259 كلج من القات    قوافل المساعدات السعودية تصل إلى شمال غزة    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    محافظ الطائف يعقد اجتماع مجلس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم    أمير تبوك يستقبل القنصل الإندونيسي    تطوير الشرقية تشارك في المنتدى الحضري العالمي    نائب أمير الرياض يؤدي الصلاة على والدة مضاوي بنت تركي    فلسفة الألم (2)    سلام مزيف    همسات في آذان بعض الأزواج    الاحتلال يواصل قصف المستشفيات شمال قطاع غزة    دشنها رئيس هيئة الترفيه في الرياض.. استديوهات جديدة لتعزيز صناعة الإنتاج السينمائي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملك عبدالله قاد الصف العالمي بلغة الحوار..على طريق السلام والمشترك الإنساني
مثقفون وأكاديميون ومبدعات ل(ثقافة اليوم):

*د.السبيل: الجوائز التي حملها اسم الملك عبدالله دفعت بالثقافة إلى العالمية *د.القسومي: التصنيف المتقدم لجامعاتنا جاء ثمرة للدعم والاهتمام المتواصل *د.العريض: هذا العصر الذهبي للمثقفات والمبدعات في مختلف المجالات *د.الوشمي: لم يعد مركز الحوار الوطني شاهدنا الوحيد على هذه الثقافة
الاحتفاء بالذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- أيده الله – يعني الاحتفال بالمنجزات العالمية في مختلف مجالات التنمية، التي تتزاحم شواهدها على هامة أمجاد الأمم والشعوب..وما حضورنا الثقافي العالمي إلا صورة من صور قوافل مشروع نهضوي عصري شامل، استوقف ألباب العالم، وجعل من الحضور العربي والإسلامي منارة ثقافة وأصالة ومعاصرة وحوارا.. وبهذه الذكرى الخالدة تستطلع (ثقافة اليوم) مع المثقفين والمثقفات والأكاديميين جوانب من مشهدنا الثقافي في عصره الذهبي المشرق.
وصف الدكتور عبدالعزيز السبيل، وكيل وزارة الثقافة والإعلام سابقا، بأن المنجزات الثقافية في بلادنا، والاهتمام بها ورعايتها، ما هي إلا اهتمام ورعاية من لدن قيادتنا الحكيمة أولا، مشيرا إلى أهمية انسحاب هذا الاهتمام على مختلف أحهزتنا الحكومية والخاصة، ومؤسسات المجتمع المدني، مؤكدا على أن الحضور الذي يعطي تكاملية المنجز لا يتم إلا من خلال ترجمة اهتمام قيادتنا الرشيدة بنهضتنا الثقافية.
وقال السبيل، ونحن في احتفاء بالذكر الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – فإننا في مناسبة نحتفي فيها بكافة منجزاتنا، والمنجزات الثقافية في عهد الملك عبدالله شهدت، والجوائز العالمية التي حملها اسمه –أيده الله – والتي دفعت بالجوانب الثقافية بشكل أقوى محليا وعربيا وعالميا، إلا أنني هنا لابد أن أشير الى أننا – أيضا – بحاجة إلى مزيد من الالتفات إلى البنية التحتية لمؤسسات المجتمع المدني في الداخل، للنهوض بها في هذا العهد التنموي الزاهر بشكل أكبر، ولعل الأخوان في وزارة الثقافة والإعلام وفي القطاعات ذات العلاقة لديهم من العمل الدؤوب لخدمة هذا الجانب وغيره ما من شأنه تحقيق هذه الأهداف والطموحات، لكوني متفائلا بأن أمامنا مستقبلا مشرقا الجزء الأكبر منه في ظني سيكون للثقافة.
وعن طموحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – أيده الله – تجاه واقع المنجز الثقافي، أكد السبيل على أن طموحات قائد مسيرتنا كبيرة جدا، واصفا ترجمتها من قبل الجهات المعنية وذات العلاقة بقوله: حتى الآن لا أجد أننا كمسؤولين سابقين أو زملاء موجودين حاليا أنهم استطاعوا أن ينجحوا مع جهات أخرى في تحقيق هذا الطموح وجعله في مستوى الطموح الذي يجعلنا راضين عن تحقيق ما يحقق لنا الرضا تجاه تلك الطموحات التي يتطلع إليها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
أما الدكتور محمد القسومي عضو هيئة التدريس بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فقد أشار إلى أن هذا الاحتفال الذي نستذكره ونحن اليوم نعيش الذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله - ملكاً للمملكة العربية السعودية، في وقت تشهد فيه بلادنا منجزات تنموية عملاقة على الصعيد الداخلي، وحضوراً سياسياً متميزاً في بناء المواقف والتوجهات من القضايا الإقليمية والدولية؛ وهذا ما جعل للمملكة مكانة مرموقة في خارطة دول العالم المتقدمة.
وقال القسومي: كان من أول اهتمامات الملك عبدالله بن عبدالعزيز تلمس احتياجات المواطنين، والعمل على تحسين مستواهم المعيشي، ودعم مسيرة الاقتصاد الوطني، هذا إلى جانب إسهاماته الملموسة في حقوق الإنسان، ونبذ العنف والإرهاب، وتعزيز دور المنظمات العالمية، وتبني مسارات جديدة في العمران والمنشآت والبنى التحتية، إضافة إلى العديد من المشاريع المستقبلية للنهوض بالخدمات الإسكانية والصحية، وخدمات الماء والكهرباء، الأمر الذي ينم عن إدراك للواقع، واستشراف للمستقبل، بعين ثاقبة ، وفكر متقد من لدن خادم الحرمين الشريفين.
د. السبيل
ومضى القسومي في حديثه قائلا: الحقيقة أن التصنيف المتقدم الذي أحرزته الجامعات السعودية على المستوى العربي والدولي إشارة واضحة إلى التخطيط الواعي والرعاية الكريمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وهذا ليس بمستغرب على قادة هذه البلاد الذين دأبوا على تشجيع العلم ورعاية أهله، وكما عمَّت الخطط التنموية أنحاء المملكة، تجاوزتها كذلك إلى غيرها من الدول، فكانت المملكة سبَّاقة في نجدة المحتاجين والمنكوبين في أنحاء العالم، فالأعمال الخيرية تمثل جانباً مهماً من سياسة المملكة، تجاوز الاحتياج المحلي، إلى قضايا الأمة الإسلامية؛ وما ذلك إلا لتحقيق التعاضد بين أبناء الأمة الواحدة.
من جانب آخر وصف رئيس النادي الأدبي الثقافي بالرياض الدكتور عبدالله الوشمي، بأن الاحتفاء بالذكرى الخامسة للبيعة، يعني التحول الكبير ضمن مسيرة التنمية الثقافية في بلادنا، مشيرا إلى أن هذه التحولات تعود إلى مرتكز التحول الثقافي، بوصفه المحور الرئيسي، موضحا بأن هناك وجهين لهذه الانطلاقة المعرفية العملاقة، أولهما في مضمار الجانب الثقافي، والآخر يمثله الانفتاح المعرفي العلمي والتقني الكبير، وما واكبه من قفزات نوعية في التخصصات وأعداد الجامعات، مستشهدا بجامعة (كاوست) المنفذ العلمي الثقافي الذي تجاوز المفهوم الأكاديمي.
وقال الوشمي: عندما نتحدث في هذه المناسبة عن التحول المعرفي الثقافي، فهنا نجد التحول في آلية ثقافة الحوار، التي أخذت سمة رئيسة، ليس على مستوى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بوصفه شاهدا رئيسا فحسب، وإنما على مستويات وطنية مختلفة، لكونها تحولت إلى مكون رئيس في حراكنا الثقافي الذي تشرب هذه الثقافة وأخذ يمارسها فيما يطرح ويناقش ويكتب..مشيدا بما حظيت به الثقافة وأهلها من دعم ورعاية واهتمام، اتضحت فيما يجده المثقفون في حراك المؤسسات والجمعيات والأنشطة الثقافية التي يتناغم بها مشهدنا الثقافي بشكل مستمر مثمر.
من جانب آخر ذكرت الشاعرة والكاتبة ثريا العريض، بأن الحديث عن رعاية الثقافة وأهلها والمنجز الثقافي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – يمنك الحديث عنه من رؤية ذاتية محدودة تلتزم مفهوما محددا للثقافة، قائلة عن هذه الرؤية: حققنا انفراجا في أجواء الحوار، وأتيحت لنا كمبدعين ومبدعات فرصا نخبوية للظهور والمشاركة داخليا وخارجيا وتمثيل الوطن أدبيا وفنيا، وحتى اقتصاديا في ملتقيات ومنتديات لها أهميتها.. وقد أكون أكثر انحصارا في انتمائي الأنثوي فأكرر ما قاله الكثيرون انه الآن العصر الذهبي للمرأة السعودية، وأنبهر لمجرد إتاحة فرصة الجلوس في صالة ملتقى رسمي يجمع المختصين من الجنسين، أو طرح فكرة قيادة المرأة للسيارة في مجلس الشورى، أو تعيين سيدة في موقع مسؤولية عال.
د. الوشمي
وأضافت العريض قولها: قد أتحيز لتخصصي التربوي أو تركيزي على التخطيط التنموي فأشير إلى فتح باب الإبتعاث بعد تراجع عقود من الانغلاق بعيدا عن مستجدات العلوم والتقنية، وقد أشير إلى الرؤية المستقبلية الطموحة التي جسدتها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) وتكاثر المؤسسات التربوية الخاصة، ومشاريع المدن الاقتصادية، ومجتمع المعرفة، وبرامج التدريب المهني، وتشجيع الحرف و الفنون.
وقالت العريض: الحقيقة، كما أراها، أننا في الفترة الراهنة نعايش تغير الإحساس بالوطن في مشاعر الكثيرين منا، ليحمل ملامح عبدالله بن عبدالعزيز، الرجل الذي حلق بمعاني المواطنة، وجعل لها حيويتها كعلاقة مباشرة بين الفرد والوطن؛ وإن أهم ما يميز ملكنا- أطال الله عمره - اتساع أفق نظره الشاسع، ورؤية رحبة الاتساع والإيجابية وشمولية المحبة كوالد للجميع، وحيث رعايته ما زالت تأتي، بصورة شاملة، حيث لا يستثنى منها ولا يمنح تميزا متحيزا أي فرد أو فئة.
*د. السالم: ليست خمساً فقط بمكتسباتها..وعلى المثقفين الإسهام والتفاعل *ذكرالله: ستظل هذه الإنجازات بيارق فخر واعتزاز لحاضرنا العصري* الكرت: قاد حضورنا الثقافي إلى مصاف العالم المتقدم بين الأمم *الصحيح: عصر شهد إعادة صياغة العلاقات الثقافية بين أقطار المعمورة
واختتمت ثريا حديثها، قائلة: حتى في ظل اتفاق المثقفين على مصطلح الثقافة ومفاهيمها بين أوساط المثقفين، إلا أن هناك إجماعا على الرعاية التنموية الثقافية الشاملة، التي قامت على مقومات ومرتكزات أولها يتمحور في مرونة الحوار الحضاري وضرورة سماع رأي الآخر والاتزان في النظرة والحكم، وتقبل الاختلاف، مؤكدة على أن هذه الرؤية تفتح أبواب الفرص، وتعد بتحقيق الطموحات، والوصول إلى المنجزات المرغوبة.. فقط إذا استطاع المواطنون والمثقفون بالذات الإيفاء بالتزامات مسؤولياتهم عن إنجاح أهداف المسيرة بجهود صادقة متداعمة.
أما الدكتور أحمد بن عبدالله السالم، فقد أكد على أن الحديث في هذه الذكرى الغالية هو الحديث عن ملك الإنسانية في خمس سنوات، فيها من المكاسب المحسوسة والمعنوية الشيء الكثيرُ.. مشيرا إلى أن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله – حفظه الله - يعني للأكاديميين والمثقفين والمفكرين الشيء الكثير..منابرُ ثقافية هنا وهناك، وإعلام فيه من مساحة حرية الطرح ما يتلاءم مع ثقافة المرحلة، وقنوات فضائيةٌ دينية وثقافية واجتماعية هي مثال للتطور الثقافي والإعلامي.
وقال السالم: ينبغي أن يستثمره المتحدثون والكتاب استثماراً يعود بالنفع على الوطن والمواطن وأن يبتعدوا عن كل ما يوسع الشقة بين أصحاب الفكر والقلم؛ لأن هذا من شأنه أن يصنع التأزم بين أفراد المجتمع ما يجعل هذه المساحة المناسبة من الحرية لا تستثمر في ما ينفع الوطن والمواطن..ويأتي – تتويجاً لهذا العهد الزاهر المتدفق – هذا الكم الهائل منه الجامعات الجديدة التي أسست في كل منطقة من مناطق المملكة، حيث أصبحت مدعاةً لاستقرار أنباء المناطق جميعها بين أهلهم وذويهم.
وذكر السالم، بأن هذه الجامعات التي أنشئت مؤخراً، ضمت نوعية في تخصصاتها بحيث تنسجم بعض التخصصات في كل جامعة مع طبيعة المنطقة التي هي فيها، التي يردفها المدن الجامعية متكاملة في مكوناتها وخدماتها، وما يتصل بها من البعوث التي ترسل إلى الخارج في مراحل التعليم الجامعي والعالمي وفق تخصصات يتطلبها تطور الوطن العلمي والتقني وتتناسب مع هذا التنامي السكاني المطرد ما يجعل الوطن – مستقبلاً – في مأمن من حيثُ سد الحاجة في جميع مناحي الحياة ليصبح الوطن معتمداً – في المقام الأول – على سواعد أبنائه وعقولهم.
د. القسومي
من جانب ثقافي آخر، في هذا العهد التنموي الثقافي الشامل، وصفت الشاعرة والكاتبة اعتدال موسى الذكرالله، بأن الأيَّامُ الثَّقافيَّةُ السُّعُودِيَّةُ الدَّوليةُ والتي تنظمها وكالة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام، تبقى إحدى القنوات التي شهدت تواصلا وتفاعلا ثقافيا كبيراً، والتي قدمت للآخرين أصالة فنوننا وتراثنا المجيد بشتَّى أطيافه وتباينه واتجاهاته، التي تمكن المثقف والمثقفة من التَّواصل مع العالم الخارجي والمحيط الفكري الذي يتعامل معه عبر الكلمة ومن خلال عرض نتاجاته وإبداعاته وكافَّة تجاربه ليتعاطاها مع أقرانه في العلم والفكر والأدب في عهد خادم الحرمين الشريفين الذي قاد ثقافتنا إلى العالم من حولنا برؤية حكيمة واقتدار محنك.
وأشادت الذكر الله بِجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للترجمة؛ التي نالت عالميا النَّصيب الأكبر والحظ الأوفر في عالميَّة الثَّقافة في العهد الميمون، والتي عرَّفت العالم برمَّتِه عن ماهيَّة البلد الذي يضم الحرمين الشريفين، الذي تبلورت منه الكثير من العلوم البشريَّة، وثقافة الأمم، ومُطارحات الشُّعُوب، التي من خلالها يتفق الأضداد ويتعارف الأبعاد ويلتقي الأقران ومن بينها تشعُّ الحضارةُ وتتلألأُ الأمجادُ للجيلِ تلو الأجيال.
ومضت اعتدال قائلة: مما لا شكَّ فيه أنَّ المشهد الثَّقافي الأدبي في نموٍّ مُزْدَهر، وفي حالة تجلٍّ ملحوظ بين الدُّول، ويعيشُ في أزهى عصوره في العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله – وهذه المقولة لا يختلف عليها اثنان إطلاقا.. وتبقَى انجازات مليكنا المحلّيّة والدّولية بارقة فخر ومصدر اعتزاز للأمَّة جمعاء على صعيد مختلف الأمم وتباين الشُّعُوب.
أما الشاعر جاسم بن محمد الصحيح، فقد استهل حديثه مجددا بيعة الثقافة والمثقفين لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بمناسبة مرور خمس سنوات على تولِّيه الحكم، كما أرفع إلى مقامه وإلى كافة الأسرة المالكة، وجميع أفراد الشعب السعودي مباركا بهذه المناسبة الغالية علينا جميعا.
وقال الصحيح: إذا كان بوسعنا أن نضع عنوانا لعلاقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالثقافة، فإنَّ العنوان الأدقَّ توصيفا لهذه العلاقة هو (الانفتاح على الآخر) والحديث عن الآخر هنا يبدأ من الداخل ويتَّسع حتى يشمل العالم كله، أعتقد أنّ الشوط الذي قطعه خادم الحرمين الشريفين في هذا المضمار وصل إلى مرحلة متقدمة من الطريق بحيث يستحيل الرجوع إلى الوراء، وفي غمرة هذه الذكرى الخامسة لذلك اليوم المهيب الذي تقلَّد فيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، لا بدَّ أن يسجِّل التاريخُ له هذا المنجز الكبير، بوصف التاريخ أحد المدعوِّين إلى مائدة الحقيقة دائما وأبدا.
وأضاف جاسم متحدثا عن مشهدنا المحلي قائلا: يتمثَّل (الآخر) بالأطياف المتعدِّدة التي أصبحت تأخذ جزءا من نصيبها في المؤسسات الثقافية كالأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون وغيرها، فنحن نعلم كيف كانت هذه المؤسسات في السابق تعيش تحت مظلَّة طيف واحد لا يمكن لأحد أن ينازعه على إدارتها، وكيف أصبحت هذه المؤسسات في هذه المرحلة تتمتَّع بمستوى معيَّن من تعدُّد الأطياف وممارسة نوع من الديموقراطية في اتخاذ القرارات..مواصلا حديثه عن المنجز الكبير المتمثِّل في الحوار الوطني الذي جمع على طاولته أبناء الوطن الواحد، تحت مظلَّة الوطن الواحد، مناقشا قضاياهم بكامل الحريَّة، وداعيا المحاضرين والمشاركين من جميع الأطياف الثقافية، لأن يزرعوا أزهارهم في هذا الربيع الوطني كي يجنيها الحاضر والمستقبل.
د. العريض
أما عن ثقافتنا في المشهد في الخارج فقد وصفه فيتمثَّل في (الآخرُ) الذي يتمثل في الحضارات الأخرى، وإعادة صياغة العلاقات معها، على أسس إنسانية صرفة نابعة من مقولة الإمام علي عليه السلام (الخلق صنفان: إمَّا أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق).
واختتم الصحيح حديثه عن الذكرى الخامسة قائلا: قام خادم الحرمين الشريفين بإعادةِ صياغةٍ لعلاقاتنا الوطنية، وعلاقات العالم الإسلامي مع بقيَّة أقطار العالم، وأطلق البرامج المختلفة في بناء هذه العلاقات مثل (برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي) الذي ترعاه وزارة التعليم العالي، ومثل إقامة (حوار الأديان) الذي نظَّمته الأمم المتحدة تحت رعايته – حفظه الله - و(جامعة الملك عبدالله العالمية للعلوم والتقنية)، و(مسابقة الترجمة الدولية)، وغير ذلك من مشاريع كونية استقطبت الاهتمام العالمي، وتعكس إيمان خادم الحرمين الشريفين بالانفتاح على العالم انفتاحا إيجابيا يترجمُ حقيقةَ الإسلام المحمَّدية.. وما يزال – حفظه الله - يرفع في كلِّ يومٍ منارةً جديدةً تضاف إلى منارات الوطن، ويؤذِّن في التاريخ بأنَّ إقامة الحضارة على الأرض هي ذاتها إقامة الصلاة عليها.. وها هي الحضارة على صهوةِ هذه الذكرى، وفي غمرة هذا المهرجانِ التذكاري.. ها هي في فستانها الأبيض تعيشُ في عرسٍ من أعراسِها الخالدة .. والعِلْمُ إلى جانبها عريسٌ خالد. وها هما العروسانِ الجميلان يتهاديانِ على طريقِ المستقبلِ تزفُّهما الأجيالُ القادمةُ من الجهاتِ الأربعِ في موكبِ التنويرِ الإنسانيِّ.. بينما نرى خادمَ الحرمينِ الشريفينِ يقود مواكبِنا بهمم وعزائم الحكمة، ويضيءُ طريقَناُ بمصابيحِ البصيرة محليا وعربيا وعالميا.
من جانب آخر أشاد نائب رئيس النادي الأدبي الثقافي بالباحة القاص جمعان الكرت، بما تشهده بلادنا، في المرحلة الراهنة من تنام ثقافي كبير، ثمرة للاهتمام الكبير الذي تحظى به الثقافة من لدن قادتنا، مشيرا إلى ما تتميز به ثقافتنا من الوقوف على أرض صلبة، ومرتكزات قوية تتمثل في التراث العربي والإسلامي، فضلا عن الانفتاح العالمي والاستفادة الواعية من الثقافة الخارجية، بما يتناسب مع عقيدتنا الإسلامية وأصالتنا العربية.
وقال الكرت: يصعب قراءة المنجزات الثقافية، فمثل هذا الجانب يحتاج إلى أبحاث ودراسات تتولاها الجامعات السعودية ومراكز البحوث المتخصصة، إلا أن هناك رؤية انطباعية نلحظها من خلال معايشتنا لها كالأعمال الثقافية المتنوعة الروائية والقصصية والمسرحية والشعرية والنقدية والإعلامية، إلى جانب المنجز العلمي والثقافي الذي تقوم به الجامعات والمؤسسات الثقافية كالأندية الثقافية وجمعيات الثقافة والفنون والقنوات الثقافية ومعارض الكتب والمهرجان الثقافي الكبير في الجنادرية..
واختتم جمعان حديثه مشيرا إلى ما يشهده العالم اليوم من انفتاح كبير، بما تضخه القنوات الفضائية، إضافة إلى ما تقدمه الشبكة العنكبوتية من معارف سهلت وسرعت كثيرا عملية التقارب الثقافي العالمي، مما جعل ثقافتنا مؤثرة ومتأثرة، مشيدا بما يجده المثقفة والمثقفة وإلى جانبهما الكتاب السعودي، من حضور مميز في المعارض والمحافل الثقافية التي تقام خارج المملكة.. مؤكدا على أن هذا مما يدل على قناعة الكثيرين من المثقفين، وذوي المستوى العالي من الرؤية، للمنتج الفكري والثقافي بعين الإكبار، لما بذله قائد المسيرة لحضورنا العالمي من الدعم والرعاية الاهتمام.
د. ذكر الله
الكرت
الصحيح


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.