مع نهاية امتحانات الثانوية العامة كل عام واعلان النتائج تتأزم مشكلة القبول في الجامعات والكليات المدنية والعسكرية اكثر واكثر.. ويصبح قبول الابناء والبنات هاجس كل اسرة والحقيقة انه مع تأزم هذه المشكلة لم نر حلولا تتناسب مع حجم هذه المشكلة.. بل على العكس تزداد تعقيدا كل عام بارتفاع نسبة القبول وبالتالي انحسار الفرص امام الطلبة والطالبات.. ولقد قلت في اكثر من مقالة إنه ليس من المطلوب ان يكون الاتجاه لكل الطلبة والطالبات الى الجامعات.. لكن واضغط على لكن هذه.. ينبغي على الجهات المختصة ان تدرس البدائل للتعليم الجامعي حتى لا تتسع الفجوة بين اعداد هائلة من خريجي وخريجات الثانوية وبين التطلع الى اكمال التحصيل العلمي او التأهيل مادون الجامعة على الاقل. اعرف ان هناك معاهد فنية ومراكز تدريب مهني ومعاهد صحية.. ومراكز ومعاهد عسكرية لحملة الثانوية.. لكنها في مجملها قليلة.. ولا تكفي لاستيعاب آلاف الطلاب والطالبات كل عام ومن هذا.. فإن مشكلة القبول تزداد صعوبة وتعقيدا.. وتترك آثارا سلبية على المجتمع بأكمله. ان الفراغ خطير خصوصا لشباب في قمة نشاطهم وسنين مراهقتهم.. واذا لم نتدارك هذا الامر بإيجاد حلول تساعد على استيعابهم وتأهيلهم لمجالات العمل المختلفة فإننا سنلقى نتائج عكسية تضر بهم وبالمجتمع الذي يعيشون فيه. والحل يكمن في مزيد من المعاهد الفنية ومراكز التدريب المهنية والمعاهد الصحية واتساع قاعدة القبول وعندها سيجد المتخرج متسعا من الفرص للعمل في القطاعين الحكومي والخاص واذا كنا ننادي بمبدأ السعودة ونشجع عليه الا ان نجاح هذا التطبيق يكمن في التأهيل والتدريب الذي يضمن استمرار السعودي في العمل الذي يلتحق به. واذا كنا في السابق نرى عيبا اجتماعيا في بعض المهن الحرفية.. الا اننا بدأنا في التخلص من هذه النظرة واتساع وزيادة المعاهد والمراكز الفنية سيدفع شبابنا الى مزاولة مهن متعددة يشغلها عشرات الألوف من المستقدمين. واخلص الى القول: ان مشكلة القبول التي تتجدد كل عام تحتاج فعلا الى حلول عاجلة.