يبحث الان إس. شيندي البالغ من العمر ستين عاما عن عمل فبعد تقاعده بثلاث سنوات صار يحتاج الآن لتوفير الرعاية لحفيده البالغ من العمر ثلاث سنوات وهو من أيتام الايدز . فقد توفي ابن شيندي وزوجة الابن منذ ستة أشهر متأثرين بمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز)، ومخلفين وراءهما أبا منهارا وحفيدا حاملا لفيروس الايدز. وفي مدينة بومباي التجارية المزدحمة بالحركة تم تسجيل 93 حالة وفاة بالايدز منذ يناير من العام الحالي. و يقول مسئول بجمعية مكافحة الايدز بولاية مهاراشترا إن هذا الرقم المنخفض لا يعني شيئا فهو يمثل فقط الحالات التي دخلت المستشفيات الحكومية فهناك المئات الذين يموتون في منازلهم أو في العيادات الصغيرة ولا يوجد إحصاء لهم. ويقول عمال الإغاثة والمسئولون الحكوميون إن بومباي بدأت أخيرا تستيقظ وتحصي عدد موتاها من الايدز. وتقول ألكا جوجات التي تعمل بجمعية مكافحة الايدز بولاية مهاراشترا: في بومباي يمكن ملاحظة تأثير الوباء الان. إن قوة العمل تحتضر وعدد أيتام الايدز يتزايد والنسيج الاجتماعي للمدينة بأسره بدأ يهتز. إن الوباء ينتشر ببطء ولكن قبل إدراك الموقف يمكن أن يتدهور الوضع . وبالنسبة لشيندي، فإن منزله قد نكب بالموت والمرض فعلا. وتقول سارة دي ميلو، رئيسة مشروع الطفل: مثل العديد من الاجداد غيره، لا يستطيع شيندي أن يقبل حقيقة أن شبابا في مقتبل عمرهم يموتون . وتضيف دي ميلو قائلة: في الهند يعمل الناس طوال حياتهم ويتطلعون إلى أن يرعاهم الابناء بعد تقاعدهم. وفي هذه الحالة، فإن هؤلاء الاجداد يواجهون حقيقة أن عليهم العودة مرة أخرى للعمل . ويجابه شيندي أيضا داخل مجتمعه الدلالة اللا أخلاقية المطروحة لوفاة ابنه بالايدز. ويقول شيندي إنهم يتحدثون عن سلوكه الا أخلاقي. يقولون إنه لم يكن وفيا لزوجته وهو ليس هنا للدفاع عن نفسه . وبينما تركز الحكومة على السيطرة على انتقال الفيروس من الام إلى الطفل فإن هناك مطلبا متزايدا بشأن توفير الدعم والرعاية لاولئك الذين يعيشون حاملين لفيروس إتش.آي.في المسبب للايدز. وتقول جيتا جوخالي: لم أكن أعرف أنني حاملة للفيروس حتى أبلغني زوجي وهو على فراش الموت أنه مصاب بالايدز فذهبت لاجراء اختبار. لدي الان طفلان ولا دعم من الاسرة وأنا حاملة للفيروس وعلي أن أتكيف مع هذه الحقيقة. أنا بحاجة للمساعدة. وولاية مهاراشترا غربي الهند من بين أعلى ست ولايات من حيث الاصابة بالفيروس في الهند. وتضم عاصمتها بومباي نحو نصف العدد الاجمالي من المصابين بالفيروس في الولاية. وفي الوقت الراهن يوجد 97ر3 مليون هندي حاملين لفيروس إتش.آي.في- الايدز. وتظهر إحصاءات الهيئة الوطنية لمكافحة الايدز أن ولاية تاميل نادو بها 677ر16 حالة بينما مهاراشترا بها 611ر7 حالة. وتقول شاليني بهارات الاستاذة بمعهد تاتا للعلوم الاجتماعية لا ينكر أحد أن الارقام الرسمية لا تسرد القصة كاملة . فقد حذرت دراسة أصدرتها الاممالمتحدة بعنوان (تقرير بشأن وباء إتش.آي.في-الايدز حول العالم) من أن الهند تواجه تفشيا خطيرا للمرض في العديد من المناطق. ويقول برنامج الاممالمتحدة لمكافحة الايدز انه بينما كان معدل انتشار الوباء في الهند بين البالغين أقل من 1 في المائة بنهاية عام 2001، فإن الوباء ينتشر بسرعة بين السكان عامة ويتجاوز الجماعات التي تصنف بأنها أكثر عرضة لخطر الاصابة.