اعتبر المشرف العام على موقع الوئام الإلكتروني الإعلامي تركي الروقي أن “الشرق” لم تتبن صناعة الخبر إلى الآن وما زالت بحاجة إلى العناية بهذا الجانب، وحول تراجع عهد الصحافة الورقية قال: أعتقد أن تأثير المقولة غير صحيح فالصحافة الإلكترونية تسهل عمل الورقية، والإطار العام يثبت أن الإلكترونية تواجه عوائق في مسألة اقتناع المعلن بها، وأيد إفساح المجال لإصدار صحف ورقية أخرى . فيما كشف رئيس تحرير جريدة الشرق قينان الغامدي أثناء استضافته ظهر أمس الجمعة في برنامج “البيان التالي” الذي يقدمه الزميل الإعلامي د.عبد العزيز قاسم وتبثه قناة دليل الفضائية، عن عدم رضاه عن كل من مستوى “الوطن” في فترة ترئسه لها، و”الشرق” الذي يرئسها الآن، وقال: الرضا يعني انتهاء الدور وكنت أتمنى مستوى أفضل لكل منهما، وحول المحتوى الذي تقدمه “الشرق” قال: تتميز “الشرق” بأن القارئ لا يجد ما يتلقاه فيها في الصحف الأخرى، إن كان خبر أو تحقيق أو مقال، والنقطة الثانية التي تنفرد بها أن المحتوى المقدم فيها لا يهبط لما هو أدنى من وعي المتلقي، ورفض التسليم بصحة بعض الانتقادات التي اعتبرت “الشرق” نسخة باهتة من “الوطن” وتفتقر إلى الأبواب المبتكرة وموقعها أشبه بالمنتدى المهجور، وقال: لا ألتفت إلا إلى الآراء التي ُتهدي لي عيوبي أما الآراء العامة والانطباعات فلا أهتم بها، وهذه انطباعات شخصية لا أشعر أنها تقلل من أهمية المنتج المقدم في “الشرق”، وعن الرأي الذي قيّم “الشرق” بالاصطفاف مع الصحف السعودية الأخرى دون تميز، قال: “الوطن” ولدت في ظروف مختلفة رغم ذلك فالشرق خلال الأسبوعين الماضيين لم تتشابه مع بقية الصحف الأخرى في الفكرة التي تسير في ركابها ولم تتماثل معها، ونفى أن يكون إصدار “الشرق”مجازفة وقال: لا يوجد مشروع بدون مغامرة، وهناك نقطتين الأولى أن الصحافة الإلكترونية في السعودية لم تبلغ درجة النضج التي تكسبها ثقة القارئ، والثانية أنه لا توجد وسيلة تلغي الأخرى، وأضاف لقد قلت سابقاً أن الصحافة الورقية تعاني الاحتضار ومازال هذا رأيي وهذا الهاجس موجود وهو الذي يدفع بالصحف الورقية إلى التطور، وهي الآن تستفيد من مواقعها الإلكترونية وإذا لم يكن الموقع الإلكتروني للصحيفة الورقية مواكب وحيوي فسيتحول إلى مقبرة وعندما أصدرنا الموقع الإلكتروني قبل الورقي كان الهدف الإشارة إلى أنه يختلف عن الإصدار الورقي، ورحب بانضمام الإسلاميين للكتابة في “الشرق” في إطار الالتزام بثوابت السياسة التحريرية الثلاثة التي حددها في وسطية الإسلام والوحدة الوطنية والقيادة السعودية للدولة . ووسط صخب متبادل وقطع للحديث اتهم الداعية الإسلامي د.محمد النجيمي أثناء تداخله مع البرنامج قينان الغامدي بممارسة الإقصاء ضد الإسلاميين أثناء ترأسه تحرير جريد الوطن، وقال: لم يكن يسمح للإسلاميين بالرد، لكن الوضع تغير الآن، ويبدو أن له توجه جديد في “الشرق” يستقطب على أساسه الجميع، وأضاف أن التغيرات الإقليمية أثبتت أن التيار الإسلامي هو الأكثر حضوراً وغلبة في المنطقة، ولا يتوجب على رؤساء تحرير الصحف السعودية بناء على ذلك أن يقصوا أنصاره، ومن الواجب أن يكون لهذا التيار مكانته في أولويات قينان، الذي أتفق معه في ثوابت سياسيته التحريرية، بدوره رفض قينان الاتهام بالإقصاء وتحدى على الهواء وجود حالة إقصاء واحدة وقال: أريد حالة واحدة أو نموذج واحد على مستوى المملكة يتصل الآن ويثبت أنني مارست ضده الإقصاء، وأضاف إذا كان النجيمي يقول أن التيار الإسلامي هو الغالب في المنطقة فجماعتنا هنا ليسوا متفقين معه (في إشارة إلى العلماء) وإذا كان يرى أن هناك تصنيف فإنني أرفضه وأرى أن كل السعودية إسلاميين وكل من يتفق معي في الثوابت فهو ينتمي إلى التيار الوطني السعودي، ورد النجيمي قائلاً: الكلام الذي يقوله قينان غير صحيح فهناك من يصف نفسه بأنه ليبرالي والليبرالي لا يلتزم بالمرجعية الإسلامية في تنظيم شئون الحياة، وسنبدأ الآن باختبار الغامدي، عند ذاك قاطعه قينان قائلاً: لا أقبل أن تختبرني ولن أسمح لك أو لغيرك بإختباري، وأقول لك عفا الله عما سلف، فرد النجيمي: سمها ما شئت سأرسل لك وسنرى، أرسلت مقالات كثيرة في السابق “للوطن” ولم تنشر وهي ليست حاضرة بذهني الآن . من جانبه اعتبر د.أيمن حبيب أن مجرد إصدار”الشرق” كصوت إعلامي جديد يعد إضافة، وأشار إلى أن هناك نموذجين لإصدار الصحف الأولي الصدور القوي والانحدار التدريجي في الضعف بعد ذلك والثاني الصدور المعقول والصعود المتدرج، و”الشرق” تقع ضمن إطار النموذج الثاني، وأكد على أن أجواء المنافسة الحالية لا تعطي فرصة للنجاح السريع، لأن متطلبات القارئ أصبحت صعبة بل شديدة التعقيد، وحول موقفه من إفساح المجال لإصدار الصحف في المناطق الأخرى بالمملكة، قال :أؤيد إصدار صحف ورقية أخرى وآخر معلومات وردتني أكدت على أن الوزير أعطى إشارة إلى أن صحيفة “الصباح” ستصدر قريباً في تبوك، وهو ما يؤكد أن العصر القادم هو عصر الصحافة الإقليمية . ومن ناحيته أعرب أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود د.محمد البشرعن تمنيه بابتعاد “الشرق” عن استعمال العناوين المثيرة، وقال: الشرق أخذت منحى الإثارة في الأعداد الأولى، والإثارة تقلل من مصداقية الخبر ويجب أن تكون هناك رقابة على موثوقية الخبر، وبعد أن أثنى على الإخراج الفني للشرق وموقعها الإلكتروني دعا قينان إلى فتح نافذة لقياس الرأي العام في الصحيفة بسبب قلة المراكز التي تعنى بذلك في المملكة.