وسط صخب متبادل وقطع للحديث اتهم الدكتور محمد بن يحيي النجيمي أثناء تداخله ظهر أمس، الجمعة، في برنامج "البيان التالي" الذي يقدمه الزميل الإعلامي د.عبد العزيز قاسم وتبثه قناة دليل الفضائية، رئيس تحرير جريدة "الشرق" قينان الغامدي بممارسة الإقصاء ضد الإسلاميين أثناء ترؤسه تحرير جريد الوطن، وقال: لم يكن يسمح للإسلاميين بالرد، لكن الوضع تغير الآن، ويبدو أن له توجهاً جديداً في "الشرق" يستقطب على أساسه الجميع، وأضاف أن التغيرات الإقليمية أثبتت أن التيار الإسلامي هو الأكثر حضوراً وغلبة في المنطقة، ولا يتوجب على رؤساء تحرير الصحف السعودية بناء على ذلك أن يقصوا أنصاره، ومن الواجب أن يكون لهذا التيار مكانته في أولويات قينان، الذي أتفق معه في ثوابت سياسيته التحريرية. بدوره رفض قينان الاتهام بالإقصاء وتحدى على الهواء وجود حالة إقصاء واحدة، وقال: أريد حالة واحدة أو نموذجاً واحداً على مستوى المملكة يتصل الآن ويثبت أنني مارست ضده الإقصاء، وأضاف: إذا كان النجيمي يقول إن التيار الإسلامي هو الغالب في المنطقة فجماعتنا هنا ليسوا متفقين معه (في إشارة إلى العلماء) وإذا كان يرى أن هناك تصنيفاً فإنني أرفضه وأرى أن كل السعودية إسلاميون وكل من يتفق معي في الثوابت فهو ينتمي إلى التيار الوطني السعودي، ورد النجيمي قائلاً: الكلام الذي يقوله قينان غير صحيح، فهناك من يصف نفسه بأنه ليبرالي والليبرالي لا يلتزم بالمرجعية الإسلامية في تنظيم شؤون الحياة، وسنبدأ الآن باختبار الغامدي، عند ذاك قاطعه قينان قائلاً: لا أقبل أن تختبرني ولن أسمح لك أو لغيرك باختباري، وأقول لك: عفا الله عما سلف، فرد النجيمي: سمها ما شئت سأرسل لك وسنرى، أرسلت مقالات كثيرة في السابق "للوطن" ولم تنشر وهي ليست حاضرة بذهني الآن. من جانبه، كشف ضيف البرنامج قينان الغامدي عن عدم رضاه عن مستوى "الوطن" في فترة ترؤسه لها، و "الشرق" التي يرأسها الآن، وقال: الرضا يعني انتهاء الدور وكنت أتمنى مستوى أفضل لكل منهما، وحول المحتوى الذي تقدمه "الشرق" قال: تتميز "الشرق" بأن القارئ لا يجد ما يتلقاه فيها في الصحف الأخرى، إن كان خبراً أو تحقيقاً أو مقالاً، والنقطة الثانية التي تنفرد بها أن المحتوى المقدم فيها لا يهبط لما هو أدنى من وعي المتلقي. ورفض التسليم بصحة الانتقادات التي اعتبرت "الشرق" نسخة باهتة من "الوطن" وتفتقر إلى الأبواب المبتكرة، وموقعها أشبه بالمنتدى المهجور، وقال: لا ألتفت إلا إلى الآراء التي ُتهدي لي عيوبي أما الآراء العامة والانطباعات فلا أهتم بها، وهذه انطباعات شخصية لا أشعر أنها تقلل من أهمية المنتج المقدم في "الشرق". وعن الرأي الذي قيّم "الشرق" بالاصطفاف مع الصحف السعودية الأخرى دون تميز، قال: "الوطن" ولدت في ظروف مختلفة رغم ذلك فالشرق خلال الأسبوعين الماضيين لم تتشابه مع بقية الصحف الأخرى في الفكرة التي تسير في ركابها ولم تتماثل معها، ونفى أن يكون إصدار "الشرق" مجازفة وقال: لا يوجد مشروع بلا مغامرة، وهناك نقطتان، الأولى أن الصحافة الإلكترونية في السعودية لم تبلغ درجة النضج التي تكسبها ثقة القارئ، والثانية أنه لا توجد وسيلة تلغي الأخرى، وأضاف: لقد قلت سابقاً إن الصحافة الورقية تعاني الاحتضار وما زال هذا رأيي وهذا الهاجس موجود وهو الذي يدفع الصحف الورقية إلى التطوير، وهي الآن تستفيد من مواقعها الإلكترونية وإذا لم يكن الموقع الإلكتروني للصحيفة الورقية مواكباً وحيوياً فسيتحول إلى مقبرة وعندما أصدرنا الموقع الإلكتروني قبل الورقي كان الهدف الإشارة إلى أنه يختلف عن الإصدار الورقي، ورحب بانضمام الإسلاميين للكتابة في "الشرق" في إطار الالتزام بثوابت السياسة التحريرية الثلاثة التي حددها في وسطية الإسلام والوحدة الوطنية والقيادة السعودية للدولة. من جانبه اعتبر د.أيمن حبيب أن مجرد إصدار "الشرق" كصوت إعلامي جديد يعد إضافة، وأشار إلى أن هناك نموذجين لإصدار الصحف، الأول الصدور القوي والانحدار التدريجي في الضعف بعد ذلك، والثاني الصدور المعقول والصعود المتدرج، و "الشرق" تقع ضمن إطار النموذج الثاني، وأكد أن أجواء المنافسة الحالية لا تعطي فرصة للنجاح السريع، لأن متطلبات القارئ أصبحت صعبة بل شديدة التعقيد، وحول موقفه من إفساح المجال لإصدار الصحف في المناطق الأخرى بالمملكة، قال: أؤيد إصدار صحف ورقية أخرى وآخر معلومات وردتني أكدت على أن الوزير أعطى إشارة إلى أن صحيفة "الصباح" ستصدر قريباً في تبوك، وهو ما يؤكد أن العصر القادم هو عصر الصحافة الإقليمية. من ناحيته، أعرب أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود د.محمد البشر عن تمنيه ابتعاد "الشرق" عن استعمال العناوين المثيرة، وقال: وجدت العناوين المثيرة في الأعداد الأولى، والإثارة تقلل من مصداقية الخبر ويجب أن تكون هناك رقابة على موثوقية الخبر، وبعد أن أثنى على الإخراج الفني للشرق وموقعها الإلكتروني، دعا قينان إلى فتح نافذة لقياس الرأي العام في الصحيفة بسبب قلة المراكز التي تعنى بذلك في المملكة.