دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب ، وريترز - شنت قوات الجيش السوري هجمات على منشقين عن الجيش في مدن عدة في محافظتي حمص وإدلب، فيما تواصلت المواجهات بين قوى الأمن وناشطين ومحتجين ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين. في موازاة ذلك، أعلن قائد «الجيش السوري الحر» المنشق عن الجيش السوري العقيد رياض الأسعد تأييده فرض حظر جوي على سورية وضرب أهداف استراتيجية للنظام السوري. ميدانياً، قال سكان ونشطاء إن الدبابات السورية قصفت مخابئ لمنشقين عن الجيش بالقرب من بلدة الرستن قرب حمص أمس، وذلك في تكثيف لعمليات الجيش ضد معاقل المنشقين في حمص وحماة وإدلب. وقال النشطاء إن حوالى 50 دبابة وعربة مدرعة أطلقت نيران المدافع الآلية والأسلحة المضادة للطائرات على أرض زراعية على مشارف الرستن الواقعة على بعد 20 كيلومتراً شمال مدينة حمص. وشهدت البلدة في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أول قتال كبير بين القوات الموالية للنظام ومنشقين عن الجيش. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 22 شخصاً بينهم 9 قضوا برصاص الأمن فيما سقط 11 عنصراً أمنياً وعسكرياً خلال اشتباكات مع منشقين قتل من بينهم اثنان، في محافظة حمص. وأوضح المرصد السوري «قتل أربعة مدنيين برصاص قوات الأمن ثلاثة منهم في حيي البياضة ورابع في كرم الزيتون». وأضاف «كما تسلم ذوو شهيد جثمانه بعد 18 يوماً من الاعتقال في باب تدمر». وفي ريف حمص، ذكر المرصد «أسفرت الاشتباكات بين الجيش والأمن النظامي وعناصر منشقة في تلدو التابعة لمنطقة الحولة (ريف حمص) عن مقتل 11 عنصراً من الأمن والجيش». وأكد أن «ذوي شاب اعتقلته القوات الأمنية منذ أيام تسلموا جثمانه في الحولة» في محافظة ريف حمص صباح أمس. وأفاد المرصد «تشهد مدينة الرستن قصفاً بالرشاشات الثقيلة أعقب اشتباكات بين الجيش وعناصر منشقة عنه»، مشيراً إلى أن الاشتباكات جرت بين الساعة الخامسة والسادسة صباح أمس. وأوضح المرصد أن «الاشتباكات أسفرت عن مقتل منشقين اثنين فيما جرح 13 منشقاً آخر بينهم ضابط». كما سقط مدني من تل ذهب بإطلاق رصاص عشوائي من قبل الأمن، وفق المرصد الذي أفاد أيضاً عن «مقتل أربعة مدنيين برصاص قوات الأمن السورية خلال حملة مداهمات نفذتها في قرية غرناطة الواقعة بين الرستن وتلبيسة (ريف حمص) بحثاً عن مطلوبين للسلطات الأمنية». وأشار المرصد إلى حملة مداهمة أسفرت عن اعتقال 73 مواطناً. كما أفاد المرصد بأن «أحراجاً في محيط بلدتي البارة وأحسم في جبل الزاوية في محافظة إدلب (شمال غرب) تعرضت لقصف بالرشاشات الثقيلة، في حين هزت انفجارات بلدتي أبلين وأبديتا المجاورتين. وأضاف في بيان لاحق أن «أصوات الانفجارات هزت قريتي أبلين وأبديتا في جبل الزاوية مع استمرار القصف بالرشاشات الثقيلة من قبل قوات الجيش السوري في بلدتي البارة وأحسم باتجاه الإحراج المجاورة لهما منذ الساعة الثالثة فجراً بتوقيت دمشق (01 تغ). وأشارت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إلى أن «عناصر من الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعة إرهابية مسلحة حاولت الاعتداء على قوات حفظ النظام في بلدة تلدو بريف حمص ما أدى إلى مقتل ثلاثة مسلحين بينهم قناص ومصادرة أسلحتهم». ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة حمص «أن العملية تمت دون أي إصابات في صفوف الجهات المختصة أو عناصر حفظ النظام». في موازاة ذلك، اعلن قائد «الجيش السوري الحر» المنشق عن الجيش السوري العقيد رياض الأسعد تأييده فرض حظر جوي على سورية وضرب أهداف استراتيجية للنظام السوري مع رفضه دخول قوات أجنبية إلى البلاد عن طريق البر، موضحاً في تصريحات ل «فرانس برس»: «نحن نطلب من المجتمع الدولي حماية دولية وفرض منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي ... كذلك ممكن أن يقوموا بقصف بعض الأهداف الاستراتيجية التي يعتبرها النظام أساسية له». وعن طبيعة الأهداف الاستراتيجية التي يدعو إلى قصفها، قال العقيد الأسعد «النظام يهدد الدول الأخرى بالصواريخ كما قام بنشر صواريخ في المناطق الساحلية العلوية نفضل أن تقوم قوات أجنبية بضرب تلك الأهداف حتى لا تتهم المعارضة بأنها هي من هاجمتها باستهداف المناطق العلوية وإعطاء ذريعة للنظام لخلق فتنة طائفية».