دارت عقارب ساعة مكةالمكرمة المضيئة لتضبط التوقيت الإسلامي الجديد ، وفق أطهر بقعة من بقاع العالم ،ومهوى أفئدة المسلمين ، وقرة أعينهم ، إلى الكعبة المعظمة.وتشخص أبصار الحجاج والعمّار والزوار لمشاهد أكثر من ثمانية وتسعين مليون قطعة فيفسائية ، وأكثر من مليوني وحدة ضوئية مغطاة بأربع مائة وثلاثين مربعا من الألياف الكربونية المتطورة ، مُطلقة قوة ضوئية تملأ سماء الحرم بالحزم الضوئية البيضاء. وتفاخر ساعة مكةالمكرمة التي تمتطي أطول أبراج وقف الملك عبد العزيز ، بمكانها المجاور للحرم المكي ، وبتصميمها المعماري الفريد ، وطرازها الإسلامي التليد ، الذي ينساب من أركانها الأربع صوت الحق رقراقاً ، وساكبا رسالة التسامح والصفاء والسلام لكل البشر. وتتربع الساعة على مساحة 43 مترا طولا وارتفاعا ، ما أتاح مشاهدتها من مسافة بعيدة في أي مكان في العاصمة المقدسة ، وبإمكان المار عبر طريق مكةالمكرمة إلى جدة مشاهدتها ، من خلال خمس ساعات ذرية عالية الدقة تشكل الجزء الأساسي من مركز التوقيت.وللساعة أربع واجهات ، ولكل واجهة محرك خاص بها ، مع وجود تطابق بينها وبين توقيت مكةالمكرمة. ورُكبت على جدران الساعة مخارج ضوئية من الليزر تصدر شعاعاً ضوئياً في المناسبات المختلفة كالأعياد ، إضافة إلى إشارات ضوئية أوقات الآذان بواسطة محركات ذاتية.وكُسيت الساعة بأكثر من 98 مليون قطعة من الفسيفساء الزجاجية الملونة، إضافة إلى أكثر من مليوني وحدة ضوئية من نوع ” LED ” بغرض الإضاءة، مع تغطيتها ب 430 متراً مربعاً من الألياف الكربونية المطورة. وتعد محركات ساعة مكةالمكرمة أكبر وأثقل المحركات التي تم صنعها حتى الآن حيث يبلغ وزن كل محرك ما يزيد عن 21 طناً ولها نظام حماية متكامل ضد العوامل الطبيعية من أتربة ورياح وأمطار وغير ذلك.وتتفرد ساعة مكةالمكرمة نوعا وهندسة وتصميما ، فهي تعمل تقنيا بواسطة ألواح شمسية تقوم بعملية توليد الطاقة الكهربائية لتشغيل محركات الساعة، وترتبط بشبكة كهربائية. وتعمل عقارب الساعة بمواصفات عالية الدقة والمتانة ، فقد تم صب خليط البرونز بأسلوب الصب المستمر ، ثم تقطيعه حسب الحجم المطلوب، ليتم بعد ذلك تشكيله بصورة تقريبية وفق المقاييس النهائية وهو لا يزال عند درجة حرارة 50 درجة مئوية، وخلال عملية التشكيل تصل الآلات إلى دقة قياس +/ 3- ملم، وبعد ذلك يتم ضبط التروس بدقة عالية عندما يتم تحجيم الأجزاء بشكلها النهائي. ووفقاً ل(واس) فان تروس الساعة تتكون من مسننات برونزية وفولاذية مقواة ، وبالرغم من حجمها إلا أن التروس يتم تعشيقها داخل سلسلة المسننات بتفاوت يصل إلى 0.01 ملم فقط، وتساهم هذه الدقة العالية لتعشيق التروس في جعل الأجزاء المتحركة تتحرك بأقل قدر من الاحتكاك. ويشغل كلاً من عقرب الساعات وعقرب الدقائق محركين منفصلين ضمن وحدة التشغيل يجعلها أكبر وأثقل وحدة تشغيل لساعة على الإطلاق، وتدير الساعة أربع وحدات تشغيل، لكل وجه وحدة منفصلة بحيث تستقبل الأربع وحدات الإشارة نفسها في الوقت نفسه ، الذي يديرها أحدث نظام ذري في العالم.