استضاف مكتب التربية العربي لدول الخليج، اليوم (الأربعاء)، الاجتماع السادس لملتقى الشراكة بين المنظمات لمناقشة رؤية وخطط المنظمات ما بعد "كوفيد 19″، لمواجهة حالات الطوارئ والأزمات. واستهل المكتب، الجلسة الأولى، بكلمة الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي، المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، رحب في بدايتها بأصحاب المعالي والسعادة والمشاركين في هذا الملتقى. وأعرب الدكتور "العاصمي"، خلال الكلمة، عن أمله في أن "يُسهم هذا الملتقى في تعزيز أواصرِ التعاون بين المنظّمات العربية والإسلامية المهتمّة بالشأن التعليمي، والاستفادة من التجارب المشتركة بينها للوصول إلى أفضل السبل لمواجهة حالات الطوارئ والأزمات والتعامل معها برؤى ومنهجياتٍ واضحة، وتبادل الخبرات بشأنها". وأضاف "العاصمي"، خلال كلمته، عن "اعتزازه بالتعاون والتكامل من أجل تطوير التربية والتعليم في بلادنا العربية والإسلامية". مؤكداً أنّ "التحدّيات التي فرضتها جائحةُ كورونا كانت غير مسبوقة بحجم تأثيرها، ومستوى خطورتها، واتّساع نطاقها الجغرافي الذي شمل العالم كلّه، وفي مختلف القطاعات بما فيها قطاع التربية والتعليم". وقال: "الأزمة حفّزت على الابتكارِ والبحث عن حلول غير تقليدية في هذا القطاع، فرأينا جهودًا حثيثةً لضمان استمرار العملية التعليمية، وجرى تطوير كثيرٍ من الحلول البديلة عن التعليم الحضوري،وأظهرت الأزمة أهميّة وجود رؤى واضحة، وخطط مسبقةٍ ، تُراعي كلّ السيناريوهات الممكنة لحالات الأزمات والطوارئ المحتمل حصولها في قطاع التربية والتعليم، بما يحقّقُ سرعة الاستجابة التي تضمن عدم انقطاع التعليم". وبين "العاصمي" أن "أهمية المُلتقى تتجسد فيما يمثّله من مناسبة هامّة، وفرصة حقيقية لنا جميعاً للتباحث في آفاق المستقبل، ومناقشة القضايا المُلحّة المرتبطة بالتحديات وإدارة الأزمات والمخاطر في قطاع التربية والتعليم". وأشار -في ختام كلمته- إلى عدد من المحاور والأسئلة التي تتعلق بالدروس المستفادة التي يمكن أن نؤسّس من خلالها لمنهجيات تتيحُ لنا التعامل مع الأزمات على نحو أكثر كفاءة وفعالية في المستقبل؟ وكيف نحوّل تحديات الأزمة إلى فرصٍ لتطوير مؤسسات التربية والتعليم وتعزيز الابتكارِ والإبداع فيها؟ وما هي أفضل السُبل لقياس الفاقد التعليمي، ومعالجته في أوقات الأزمات؟ وكيف نُعزّز من دور التقنية لتطوير منظومة التعليم الإلكتروني والتعليم المدمج؟. واختتم "العاصمي" كلمته معربا عن رغبته في أن تسهم جهودُ الجميع في إثراء الملتقى، بما يضمن تميّزه ونجاحه وتحقيقه للأهداف التي أقيم من أجلها، وأن تمثّل الرؤى التي تُطرح ضمن جدول أعماله إضاءاتٍ مشرقةً، وأفكاراً مثمرةً، تُعزز دعم الجهود المشتركة لتطوير منظومة التعليم وتمكينها من أداءِ الأدوار المنوطة بها بكفاءة وفعالية. من جانبه؛ ألقى الدكتور سالم محمد المالك المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو كلمته في الملتقى وأكد فيها أن المنظمة سارعت إلى الالتزام التام بإجراءات الطوارئ الصحية وإعداد خطةٍ استثنائية أتاحت إطلاق مبادرات وبرامج جديدة بآليات تنفيذية مرنة تستجيب للحاجات العاجلة والآجلة للدول الأعضاء في مواجهتها للجائحة وتداعياتها على مجالات التربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة ، موضحا أن المنظمة أطلقت مجموعة من المبادرات ومراكز الاستشراف ونظمت العديد من الملتقيات والمؤتمرات الدولية. كما ألقى الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم كلمة المنظمة، موضحا أن الألكسو بادرت بإطلاق عدد من المبادرات ووفرت منصات تعليمية إلكترونية بهدف التصدي للجائحة والتقليل من آثارها السلبية على التعليم في دولنا العربية وأسهمت المنظمة في تقديم الحلول التكنولوجية المناسبة لتعزيز التعليم المفتوح ونفذت العديد من الدورات التدريبية للمعلمين في عدد من الدول العربية الأكثر احتياجاً وتعكف المنظمة على إعداد الإستراتيجية العربية للتعليم في حالات الطوارئ والأزمات والكوارث. كما ناقش الحضور في الجلسة الثانية للملتقى عدداً من الرؤى التي قدمتها الجهات المشاركة واستمعوا لمداخلات أصحاب السعادة الأمناء العاملين للجان الوطنية والعربية. وفي الختام؛ شهد الملتقى إعلان توصيات المنظمات المشاركة، وهي "الألكسو والإيسيسكو ومكتب التربية العربي لدول الخليج". مؤكدة أهمية تفعيل التعاون في حالات الأزمات والطوارئ وتشكيل غرف عمليات مشتركة لتوحيد رؤى وخطط ومبادرات المنظمات المشاركة في الملتقى، والاهتمام بالتنسيق وتفعيل المشاركات في المؤتمرات والمنتديات التي تعقدها المنظمات والمؤسسات الدولية ووضع آليات تواصل فعالة بين المنظمات الثلاث لتنفيذ الخطط والبرامج المشتركة.