عندما بدأت الانتخابات البلدية في بلادنا الحبيبة عام 1425ه كانت تحوي أبعاداً كثيرة منها المشاركة في صنع القرار ودور المواطن في النهضة التنموية وإتاحة مزيد من المشاركة في الديمقراطية, وانتهت التجربة الأولى بحلوها ومرها وقد حققت بعض الجوانب الإيجابية ولها من الهفوات والإخفاقات التي أدت إلى عدم نجاحها في تحقيق معظم أهدافها ولا أدل من ذلك إلا قلة الإقبال من المواطنين في تسجيل بياناتهم للانتخابات الحالية, وليس الحديث هنا عن إيجابيات وسلبيات تلك المرحلة بل سنقفز إلى المرحلة الحالية للانتخابات البلدية ونستفيد من التجربة السابقة في تطويرها. ونلاحظ أن شوارع مدننا قد امتلأت باللوحات الإعلانية والتي تحمل شعارات مختلفة ومتنوعة كشارك في صنع القرار, كن إيجابياً, ضع بصمتك, حقق هدفك ...الخ, والأسئلة التي تدور في ذهن كل مواطن هي: كيف يشارك في صنع القرار؟ وهل مجرد التصويت لأحد المرشحين هو صنع للقرار؟ ومن سيكون جدير بالترشيح؟...الخ, والإجابة على مثل تلك الأسئلة يحتاج إلى تفصيل كبير ليس هذا مقامه, ولكن هي تساؤلات وإشارات واللبيب منها يفهم: ¿ سؤال لك أيها القارئ الذي سجل اسمه ضمن الناخبين, حينما يحين تاريخ التصويت للمرشحين في 24/10/1432ه لمن سيكون صوتك, هل ستصوت للتاجر الذي سخر إمكاناته المادية والبشرية لحملته الانتخابية, أم سيكون صوتك للداعية والخطيب الذي كان له دور في التأثير على الناس واستطاع أن يكسب ثقتهم, أم سيكون صوتك للإعلامي المشهور والكاتب المعروف الذي برز في وسائل الإعلام, أم سيكون ل...الخ, والمهم هو اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب وفق أسس واضحة للجميع. ¿ سؤال للمسئولين والقائمين على الانتخابات البلدية, وهو هل ينتهي دور المواطن بمجرد الترشيح واختيار الناخب وإعلان الفائزين بأغلبية الأصوات؟, لذا فإني أرى أن يستمر دور المواطن في صنع القرار من خلال المشاركة في التصويت على المشاريع والبرامج التنموية التي تقوم بها البلديات بحيث يؤخذ رأي وصوت المواطن في الحسبان ويكون القرار حسب رأي الأغلبية. ¿ سؤال للجهات الرقابية التي تشرف على المشاريع التنموية في بلادنا الغالية, وهو لماذا لا يكون للمواطنين دور في الرقابة على تلك المشاريع؟, وتفعيل دور “الرقابة الشعبية” لنضمن قدر المستطاع إنجاز تلك المشاريع وفق المواصفات المطلوبة, ومحاسبة المقصرين على تقصيرهم. ¿ سؤال لوزارة الشؤون البلدية والقروية, وهو لماذا تعمل المجالس البلدية تحت مظلة الوزارة دون إعطائها مزيد من الصلاحيات من أجل أن تتمتع بالاستقلالية التامة, مما يعطيها قوة في تفعيل قراراتها. ¿ وأخيراً سؤال للمجالس البلدية بعد انتخابها وتكوينها, أين دور الإعلام بجميع فئاته من اجتماعاتكم وقراراتكم؟, إذن لابد من تفعيل دور الإعلام في إطلاع المجتمع على ما تقوم به المجالس البلدية التي تم ترشيحها. وأختم بقول المتنبي على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم د.خالد عواض الثبيتي