الرياض - الوئام في خطوة وُصفت عالميا بشهادة جديدة على أن المملكة العربية السعودية ملاذا للدول الفقيرة والمساعدة في تنميتها لدرجة التنازل عن حقوقها، أكدت المملكة تعاونها الكامل مع الأممالمتحدة والمجتمع الدولي لتحقيق كل ما فيه خير للبشرية وما يسعى إليه الجميع من أمن واستقرار وتنمية، بإعفاء الدول الأقل نموا من ديون فاقت قيمتها 6 مليارات دولار مستحقة للمملكة. ووفقا لدورها الريادي في العالم استمرت المملكة العربية السعودية في أداء دورها الإنساني والسياسي والاقتصادي بحس المسؤولية، وبما تمليه عليها مكانتها الإسلامية والعالمية، وعلى دعم تنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة 2030. وولت المملكة العربية السعودية عناية كبيرة بقضايا التنمية، ودعمت جهود التعاون التنموي فيما بين الدول النامية ودول الجنوب وحاصة في المنطقة العربية، واهتمت بمجالات التعاون الدولي التي تعزز القدرات الوطنيّة للدول وتدعم جهودها للتغلب على التحديات التي تواجه حكوماتها وشعوبها في جميع المجالات التنمويّة كالاقتصاديّة والبيئيّة والصحية والاجتماعيّة والتقنيّة وغيرها. ومنذ أوائل خمسينات القرن الماضي دأبت المملكة العربية السعودية على تقديم المساعدات الإنمائية، من خلال تقديم المساعدات المباشرة لدعم الشعوب في الدول الفقيرة والتي تعاني من أزمات إنسانية، إضافة إلى تقديم القروض الميسرة والمنح للبلدان النامية منخفضة الدخل لإقامة بنى تحتية أساسية وتشجيع الاستثمارات الاقتصادية فيها بما يوفر فرص عمل مناسبة في هذه الدول، فضلاً عن مبادرة المملكة في الإعفاء من الديون للدول الأقل نموا من خلال تنازلها عن أكثر من 6 مليارات دولار من ديونها المستحقة للدول الفقيرة. وتعد المملكة من أكثر دول العالم تقديما للمساعدات كنسبة من إجمالي دخلها الوطني الذي بلغت نسبته ما يقارب ال1.9%، في حين يبلغ الهدف الذي وضعته الأممالمتحدة لذلك هو 0.7% ، حيث تجاوز إجمالي ما قدمته المملكة خلال الثلاثين عاما الماضية مئة مليار دولار، وظلت المملكة من الدول السباقة دائماً للاستجابة للنداءات الدولية لإغاثة ومدّ يد العون للدول التي تواجه أوضاعاً خاصة وطارئة، والمتأثرة بحالات الكوارث في أرجاء العالم كافة. الأرقام تعكس الحقيقة في الفترة من 2007 إلى 2018 بلغ إجمالي المساعدات الإنسانية السعودية الخارجية، أكثر من 132 مليار ريال سعودي، ما يعادل أكثر من 35 مليار دولار، فيما بلغ عدد المشاريع الإنسانية المقدمة نحو 1305 مشروعا في 79 دولة، نفذت عبر أكثر من 150 شريكا من المنظمات الدولية والأممية والوطنية، وحكومات الدول المستفيدة من المساعدات. تلك الأرقام وغيرها الكثير تكشف عنها “منصة بيانات المساعدات السعودية”، التي أنشأها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لتشتمل على كل ما تقدمه المملكة من مساعدات إنسانية متنوعة حول العالم، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة. قدم المملكة مساعدات نقدية وعينية في شكل منح إنسانية وخيرية وقروض ميسرة لتشجيع التنمية، كما تحوي بيانات المساعدات مبالغ مدفوعة والتزامات مالية، تدفع لاحقا. توجد العديد من الجهات السعودية المانحة منها “مركز الملك سلمان بن عبد العزيز للإغاثة والمساعدات الإنسانية”، و”الصندوق السعودي للتنمية”، و”وزارة المالية السعودية”، وتغطي المساعدات قطاعات إنسانية وتنموية وخيرية عدة من أهمها: المساعدات الإنسانية والإغاثية في حالات الطوارئ، التعليم، المياه، الصحة العامة، النقل، الأعمال الخيرية الدينية والاجتماعية، توليد الطاقة وإمدادها، الزراعة، إضافة إلى قطاعات أخرى متنوعة. توزعت المشاريع السعودية على خمس قارات، هي: آسيا بمبلغ يتخطى 22.4 مليار دولار، وعدد مشاريع 1004، تليها إفريقيا بمبلغ 9.97 مليار دولار، وعدد مشروعات 273، تليها أوروبا بمبلغ 379.0 مليون دولار، في 12 مشروع، ثم أمريكاالشمالية بمبلغ 376.3 مليون دولار، في 8 مشاريع، تليها قارة أوروبا وآسيا الوسطى، بمبلغ 170.3 مليون دولار، في 8 مشاريع أيضا. وكانت أعلى خمس دول مستفيدة من المساعدات المقدمة من السعودية، اليمن ب 290 مشروعا بمبلغ إجمالي 14 مليار دولار، تليها سوريا ب 153 مشروعا بمبلغ إجمالي 3 مليارات دولار، واحتلت مصر المرتبة الثالثة ب 20 مشروعا بمبلغ إجمالي ملياري دولار، في حين احتلت النيجر المرتبة الرابعة ب 7 مشاريع بمبلغ إجمالي مليار و230 مليون دولار، وشملت موريتانيا 14 مشروعا في المرتبة الخامسة من المساعدات السعودية، بمبلغ إجمالي بلغ مليار و219 مليون دولار. هذا تكون المملكة وصلت لجميع متضرري الكوارث الطبيعية وفي أغلب دول العالم وأصبح اسم المملكة مزروعا في قلوب الملايين من المتضررين الذين يدينون للمملكة بالشيء الكثير، بعد أن تخلت عنهم كثير من الدول الغنية، فكانت مملكة الإنسانية، كما وصفها الإعلام العربي والعالمي، عون الفقير وسنده أينما كان وعند وقوع أي كارثة أصبحت الأعين تتوجه للمملكة لمعرفتهم إنها المنجد الوحيد لهم والسباقة لنجدتهم في محنتهم ولمعرفتهم إن مملكة الإنسانية ستسبق الجميع للوصول إليهم بدافع أنساني يتمثل وفق ما جاء به الإسلام دين التسامي ودين التسامح ودين الألفة ودين نصرة الضعيف بدون الالتفات لديانته أو مذهبه وهذا ما ميز المساعدات السعودية لصدق هدفها النبيل وابتغاء ذلك لوجه الله تعالى قبل أعوام حققت المملكة العربية السعودية المركز الأول عالميا في دعم الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وفقر وحروب دون التمييز، ما أكسبها سمعة عالمية لشفافية ما تقدمه من دون شروط أو تمييز ديني وعندما حلت الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثرت في الدول الفقيرة وخصوصا دول أفريقيا أعلن خادم الحرمين الشريفين عن تقديم 700 مليون دولار لدعم الدول الفقيرة بمشاريع إنتاجية تساعدهم في مواجهة الفقر والاكتفاء الداخلي من خلال استفادة مواطني تلك الدول ماديا وسد حاجتهم بالعمل في هذه المشاريع من خلال برنامج الغذاء العالمي التابع لمنظمة الأممالمتحدة الذي أعلن في حينه عن احتلال المملكة المركز الأول عالميا في دعم الفقراء ومتضرري الكوارث الطبيعية وأشاد بشفافية العمل الإنساني السعودي الذي يخلو من أية اشتراطات مصالحية. ولم تكتف المملكة بما تقدمه من معونات من خلال برنامج الغذاء العالمي بل بادرت وبدون طلب من الحكومات المتضررة في كثير من الأزمات بالوقوف مع المتضررين أينما كانوا وكانت السباقة في العمل الاغاثي وأول الدول الواصلة لمواقع الكوارث وفي جميع أنحاء العالم عربيا وإسلاميا ودوليا شملت دولة الصين التي شهدت زلزال مدمر راح ضحيته عشرات الآلاف وشرد المئات فكانت مملكة الإنسانية البلسم الشافي لهؤلاء المتضررين بالمسارعة في مد جسر إغاثي وتقديم تبرع مالي تجاوز 100 مليون دولار، ما جعلها أكبر الدول مساعدة للصين باعتراف الصين التي قدمت شكرها على أعلى مستوى لقيادة المملكة والتي غيرت هذه المساعدات من نظرة الصين الدولة القادمة لتصدر دول العالم صناعيا للمملكة. حوّلت هذه المساعدات التي قدمتها المملكة دون هدف تخطط له ولكنها قفزت بالعلاقات الصينية السعودية قفزات عجزت عنها السياسة وأصبح الشارع الصيني ومليار مواطن يتحدثون عن المملكة ويرفض سائقي الأجرة أخذ أجرتهم على الزبون عندما يعرفون أنه من مملكة الإنسانية بقولهم (أنتم دفعتم ملايين الدولارات لمساعدتنا وتريدوننا نأخذ منكم أجرة التوصيل؟!!) وسلط الإعلام الصيني بجميع قنواته المتلفزة مساعدات المملكة بعنوان السعودية الصديق وقت الضيق ولم يجعل بعد المسافة بين البلدين عائقا وانتشرت المخيمات العاجلة التي تحمل شعار المملكة في المدن المتضررة من الزلزال والتي زحف إليها السكان تاركين مخيمات الهيئات والدول الإغاثية الأخرى لجودتها وأعلنت الصين عن موافقتها على إقامة مكتبة الملك عبدالعزيز في بكين كمرجع للباحثين عن مايحتاجونه من معلومات عن المملكة وعن الدين. وفي اليمن وقفت المملكة مع متضرري فيضانات حضرموت وسيرت جسرا إغاثيا جويا وجسرا بريا إضافة إلى الدعم المالي لإعادة إعمار المباني والمدارس والمساجد المتهدمة .جاء ذلك في الوقت الذي تواجدت مملكة الإنسانية في كوتا بالباكستان لمساعدة متضرري زلزال كوتا وسيرت جسرا جويا إغاثيا إضافة إلى تقديم العون المالي لإعمار المناطق المنكوبة وفي المكسيك كان للمملكة حضورا للمساهمة في مساعدة متضرري الفيضانات ولقد أعلنت الصحف المكسيكية مفاجأتها بتواجد دولة إسلامية لمساعدتهم ظنّا منهم أن المسلمين لا إنسانية لهم في حين أن الإسلام هو الإنسانية دين التسامح واستطاعت المملكة بتلك المساعدات تغيير النظرة تجاه الإسلام وهذا اكبر مكسب من تلك المساعدات للتعريف بالإسلام ونبل رسالته السامية. وتقديرا من الشعب البرازيلي للمملكة العربية السعودية على مساعدتها لمتضرري الفيضانات في البرازيل أرسلت وفدا من أبناء المستفيدين من المساعدات السعودية إلى المملكة لمقابلة خادم الحرمين الشريفين وتقديم الشكر له باسم أسرهم وحكومتهم وشعبهم وفي سيرلانكا أقيمت مدينة الملك عبدالله لاحتضان متضرري تسو نامي وبجميع مرافقها الخدمية، كما هي الحال في اندونيسيا التي تحولت بانداتشيه أكثر المناطق تضررا من تسو نامي في اندونيسيا إلى ما يشبه مدينة سعودية فهناك تنتشر مئات المساكن التي تحمل شعار المملكة والعديد من المدارس لتحفيظ القرآن الكريم لليتامى ومباني لسكن رجال الحسبة ومنسوبي جامعة بانداتشيه إضافة لحفر الآبار الارتوازية وتسوير المقابر وإعادة تعمير المساجد وتأثيثها ومثل ما تتواجد مملكة الإنسانية في أقاصي الدنيا تواجدت في لبنان وفلسطين أثناء الغزو الإسرائيلي على لبنان وعلى غزة وسيرت جسورا جوية وبرية لنقل المساعدات الإغاثية والغذائية ولم تغفل مملكة الإنسانية عن متضرري الجليد في جمهورية.