اصبحت ظاهرة الإدمان على شبكات التواصل الاجتماعي تؤرق ملايين المستخدمين حول العالم لما لها من اضرار سلبية صحية ونفسية، ويتخذ الإدمان أشكال عدة كالتصفح المستمر لمواقع التواصل، وإدمان الألعاب الإلكترونية، وأرسال الرسائل النصية "الشات" والتقاط صور "السيلفي". ولخطورة هذه الظاهرة اجريت دراسات عدة في أمريكا وأوروبا اثبتت أن إدمان مواقع التواصل ظاهرة لا يستهان وبينت نتائج دراسة جامعة شيكاغو في 2013 حول استخدامات موقع الفيسبوك وتويتر، أن للأشخاص قدرة أكبر على مقاومة التدخين أو شرب الكحول مقابل استخدام هذه الشبكات. وخلصت دراسة أخرى أجرتها جامعة ألباني في نيويورك إلى أن الاستخدام المفرط للإنترنت لا يمكن أن يكون مجرد إدمان، بل مرتبط بتعاطي المخدرات. وهناك أثار نفسية وجسدية على المستخدم يتسبب فيها إدمان مواقع التواصل منها: الخمول الجسدي وقلة الحركة والصداع والشعور بالتوتر والتعب خاصة عند انقطاع الإنترنت. وأكدت دراسة أجرتها جامعة متشيغن الأمريكية أن هناك أثار على المستخدم مثل: الانعزال والهروب من مواجهة المجتمع. كما أثبتت الدراسات أن التواصل عبر الانترنت له أثار سلبية على المراهقين إذ تؤثر في تطوير مهاراتهم الاجتماعية والشخصية. بالإضافة إلى مشكلة زيادة الوزن وقلة الحركة التي تسببها قضاء الاوقات في استخدام الأجهزة المحمولة. علامات الإدمان هناك علامات تدل على إدمان المستخدمين لمواقع التواصل، ومن أعراضها: تصفح الشخص بشكل مستمر للهاتف المحمول لمعرفة اشعارات مواقع التواصل وتسجيل اليوميات الخاصة والتحقق من التحديثات وكتابة الحالة ومشاركة الصور وممارسة الألعاب الإلكترونية، والشعور بالقلق عند الانقطاع عن الانترنت أيضا من علامات الإدمان. ومن أعراضه أن يقضي المستخدم أوقات طويلة في استخدام وسائل التواصل والشعور بأنه لا يمكن العيش دونها في السفر واثناء تناول الطعام وفي النوم والاستيقاظ في ساعات متأخرة لتصفح حسابات وسائل التواصل. ومن علامات الإدمان قضاء معظم الأوقات في تصفح الهواتف المحمولة والانشغال عن الحياة الخاصة وتعطيل الاعمال والدراسة. والهروب من الحياة الاجتماعية والاعتقاد أن زيادة الأصدقاء الافتراضين في الشبكات الاجتماعية أهم من الاتصال الشخصي مع الآخرين. نصائح عادة يكمن حل المشكلات بالاعتراف بها والرغبة في حلها للحد من خطورتها، ولعلاج الافراط في استخدام الشبكات الاجتماعية لابد أولا من الاعتراف بالمشكلة والوعي بجميع أعراضها، ومن ثم تحديد الوقت المناسب لتصفح الهواتف المحمولة بحيث لا يتعارض من أوقات العمل او الدراسة أو الحياة الخاصة والاجتماعية. أيضا الاستفادة من الخصائص التقنية التي تقدمها هذه الشبكات للتقليل من استخدامها. ومن الحلول استخدام التطبيقات التي تحد من الأفراط في استعمال مواقع التواصل والتي تساعد على ضبط استخدامها حيث تقوم بحساب الوقت الذي يقضيه المستخدم على الأجهزة الذكية.