تحمل هاتفك طوال اليوم في يدك؟ ولا يمكنك الاستغناء عنه لدقائق بسيطة؟ وتنظر إليه كل بضعة دقائق؟ عليك الانتباه قد تكون مصاب بقلق «اللا هاتف» وهي ظاهرة انتشرت بين مستخدمي الهواتف الذكية وخاصة بين الجيل الصغير، ويعتبر قلق ((اللا هاتف )) سبب من أسباب الغباء الاجتماعي فهؤلاء لا يتخيلون حياتهم بلا هاتف، ويصابون بالقلق حال انقطاع الشبكة في أي مكان كانوا فيه، وهذا أمر ينذر بالإدمان. ان اخطار ادمان الانترنت والألعاب الإلكترونية بلغت حد أن بعض النساء يرينها أهم من الأزواج، فقد أكدت دراسة بريطانية أن 70 %من النساء يجدن الهواتف الذكية أهم من أزواجهن، وهذا ما سبب انشغال البعض منهن عن أزواجهن بها، كونها تحقق لهنّ تواصلاً يفتقدنه في العلاقة الزوجية، فيزداد الصمت الأسري وقد يصل إلى حد الخرس. وبما ان الهاتف الذكي يوفر للمستخدم العالم الافتراضي غير المتاح في الواقع، فانه يؤدي الى العزلة التي تؤدي بدورها الى مرض الكآبة والانفصام. لقد اصبحنا مرضى ونظن اننا اصحاء، اغبياء ونعتقد اننا اذكياء…اتساءل: ماذا لو اختفت شبكة الإنترنت فجأة لسبب ما والاسباب كثيرة ومتوقعة ؟مؤكد اننا سنموت، افتراضياً على الاقل !! لقد أثرت الهواتف الذكية أيضا سلبا على حياتنا الأسرية، سرقتنا من بعضنا، سيطرت على أوقاتنا وعقولنا إلى درجة أنها أصابت الأزواج والزوجات والأبناء بحالة من الخرس والتشتت الأسري، أثارت غيرة الأزواج لدى ملاحظة أحدهم للآخر وهو يتواصل مع أشخاص غرباء وجعلت الأبناء يعيشون حالة من الانزواء وهم منكبّون على كتابة الرسائل أو تلقّيها وثمة مظاهر بشعة نراها كل يوم و في كل مكان مرتبطة بالهاتف الذكي الذي حول الناس إلى أغبياء، او بمعنى ادق سوء استخدام الهاتف النقال جعل الناس يصابون بما يسمى بالغباء الاجتماعي وهو فقدان التواصل الحي بين الأصدقاء، وهذا يظهر خاصة في المناسبات الاجتماعية والدينية، ففي الاعياد حل الواتساب محل القدم و اليد والجسد، اذ استعاض الكثيرون عن الزيارات بعبارات معلبة يعيّدون فيها بكبسة واحدة على كل من يهمهم امره! هذا وقد انتشر بيننا مرض «الصمت الاسري» واصبح افراد العائلة منفصلين تماما عن بعضهم، يجلسون مع بعضهم البعض لكن لا احد مع الاخر، كل فرد مع من يتواصل معه من خلال الموبايل، وكل يعيش في عالمه الالكتروني الخاص وحول هذا الموضوع كشفت دراسة كندية حديثة أجراها عدد من الباحثين في جامعة ."Waterloo" أن الهواتف الذكية تدفعنا نحو الكسل والغباء وأن الأشخاص الذين يملكون قدرات عقلية كبيرة لا يقضون وقتا طويلا في استخدام الهواتف الذكية ولا يضيعون ساعات طويلة في تصفح هواتفهم، على عكس الأشخاص الذين يملكون قدرات عقلية ضعيفة، حيث أصبحت الهواتف الذكية سببا في الشعور بالكسل، فأي شيء يقف أمامنا نلجأ إلى الهاتف لحلها في ثوان معدودة دون أن نبذل أي مجهود عقلي للتفكير فيها، فالبحث عن المعلومات على الإنترنت يقلل من الفضول وحب التعلم ووفقا للموقع الإلكتروني لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية أجريت الدراسة على نحو 660 شخصا، حيث تمكن الباحثون من تحليل قدرات الدماغ المختلفة والمهارات المعرفية، جنبا إلى جنب مع المهارات اللفظية والكتابة والحساب، بجانب مطالبة المشاركين في الدراسة في كتابة عاداتهم اليومية في استخدام الهاتف الذكي، وأظهرت نتائج الدراسة وجود صلة واضحة بين الوقت الذى يمضى في استخدام الهاتف والمهارات المعرفية والاستعداد للتفكير بطريقة تحليلية.