أكاد أجزم بأن المملكة العربية السعودية لديها أكثر عدد قنوات فضائية على المستوى العربي، ما بين رسمية وتجارية مملوكة لمواطنين سعوديين. وعلى الرغم ان هذه القنوات تقدم برامجها على مدار الساعة، إلا أن من يتابعها يشعر بأن لا دور لها في توعية المجتمع بالشكل المطلوب. يغلب عليها التسطيح بتركيزها على تقديم برامج ترفيهية مثل البرامج الرياضية أو الشعبية كالشعر والتراث أو غنائية، ولا ينكر ان لمثل هذه البرامج رواج لدى البعض، لكن للوطن حق على الجميع سواء مسؤولون أو مواطنين او جهات إعلامية او الاعلاميين، للذود عن الوطن وولاة أمره. وها نحن بعد قرار المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، مقاطعة الحكومة القطرية بسبب دعمها للجماعات والمنظمات الإرهابية والمعارضين للدول الخليجية والعربية والإسلامية، فقد جيشت حكومة قطر جيوشها الإعلامية الرسمية وغير الرسمية وقناة الجزيرة و"المرتزقة" في مواقع التواصل الاجتماعي، ضد دول المقاطعة، سواء في العالمنا العربي والإسلامي او العالمي، للتحريض على ولاة امرها وانظمتها وكيل التهم والاكاذيب لها. لا نشكك في جهود القنوات السعودية الرسمية والصحف الورقية والالكترونية لإيضاح الحقائق للعالم عن دعم قطر للإرهاب والجماعات الإرهابية والمعارضين للدولة، ولكن نحتاج للمزيد والمزيد وايصال الحقيقة بكل الطرق للعالم. وَيضاف الى ضعف محتوى هذه القنوات حول هذه الأزمة، أخطاء اخرى تقع فيها معظمها وليس لها اَي مبرر؛ مثل استضافة بعض أصحاب المناهج المنحرفة أو المشبوهة سواء كانوا سعوديين أو عرب متورطين في علاقة مشبوهة سواء مع قطر أو تركيا. ويصل الأمر احيانا يعطى هؤلاء المتعاطفون مع قطر أو لهم توجهات إخوانية مكشوفة، برامج دينية ويفرد لهم مساحه لنشر أفكارهم وتناول مواضيع من خلالها يلبسون على المشاهد أنهم أصحاب فكر معتدل ومتزن وهم أبعد ما يكونوا عن ذلك، ولكنها قد تنطلي على المشاهد البسيط، لكون المشاهد نشأ على الفطرة الدينية وحبه للعلماء وطلبة العلم الشرعي، ولا تجد لهم دور في الذود عن المملكة وولاة أمرها وحقها السيادي في حماية أمنها واستقرارها من أي أطماع كانت. وعلى الرغم من وضع بعض القنوات شعارات أو صور لولاة الأمر، ألانها أشبه بذَر الرماد بالعيون، وهي لم تنتج برامج واستضافة محللين سياسيين أو اقتصاديين أو كتاب الرأي أو مشاهير آلتواصل الاجتماعي وهي قادرة على ذلك لبيان وإيضاح الحقائق والرد على الحملات الإعلامية المغرضة. ومن المؤسف حقيقة أننا لم نشاهد مثل هذه البرامج، وان وجد فلم تصل إلى المأمول مِنْهَا. وحقيقة لا اجد اَي عذر لأي قناة فضائية تكون محتكرة على ضيوف دون غيرهم، متجاهلين وجود مؤسسات متخصصة تساعدهم على الاستفادة من شخصيات ثقة، مثل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لاختيار المشايخ وطلبة العلم من أصحاب المناهج المعتدلة للظهور فيها. وهذه الإجراءات الاحترافية التي تطبقها القنوات السعودية الرسمية، يجب ان تستفيد منها القنوات الخاصة بأن تحذو حذو وزارة الثقافة والإعلام وذلك بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، لاختيار الاشخاص سواء معدين أو مقدمين للبرامج الدينية، وكذلك الضيوف المناسبين، للحفاظ على أمن الوطن وتوحيد صف المجتمع والتصدي لمحاولات عبث المفسدين في الأرض سواء كانت حكومات أو منظمات إرهابية أو أشخاص. وفِي الجهة المقابلة، هناك حراك في وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا (تويتر) لحسابات شخصية لمواطنين يبذولون جهود جبارة تستحق الدعم والمتابعة لذود عن المملكة وولاة أمرها وعلماءها، وكشف زيف القنوات الإعلامية وحسابات المرتزقة والاخونجية خصوصا في بعض دول الخليج. كل ذلك يُبين القوة الإعلامية المتنوعة والكبيرة لدينا على كل المستويات وانه يجب علينا فهم وادراك وتقدير هذه القوة، وان نوحد جهودنا وإمكانياتنا البشرية والمالية واللوجستية لخدمة وطننا سياسيا واقتصاديا واعلاميا ومجتمعيا وأيدلوجيا. فرحان الفرحان [email protected]