تتواصل الاحتجاجات والمظاهرات بشوارع المدن الايرانية، اليوم السبت، ضد السلطة الايرانية، فيما تطورت المظاهرات إلى اشتباكات مع قوات الأمن. وتناقلت وسائل اعلامية، فيديوهات، تظهر اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين في ساحة الثورة، وسط العاصمة الإيرانيةطهران، وتدخل الأمن لتفريق المتظاهرين باستخدام العصي والغاز المسيل للدموع. كما أغلقت السلطات محطات مترو الأنفاق، وسط العاصمة، لمنع تدفق مزيد من المتظاهرين إلى محيط جامعة طهران، في ظل احتشاد أعداد كبيرة من المتظاهرين، تجمعوا تنديدا بالغلاء والفساد وانتقادا لسياسات الحكومة الداخلية والخارجية. من جانبها، قالت مريم رجوي، رئيسة حركة المقاومة الإيرانية، عبر"تويتر" على حسابها الرسمي الناطق باللغة العربية إن "رسالة انتفاضة الشعب الإيراني: يمكن دحر عفريت ولاية الفقيه. ويمكن تحطيم جدار الكبت. ويمكن تحرير الوطن المحبوس بأيدي الملالي. ويجب أن يرحل الملالي. السلطة للشعب الإيراني". وأضافت "إن الانتفاضات في أكثر من 20 من المدن الإيرانية قد دقت ناقوس استبداد نظام الملالي الفاسد وبزوغ الديموقراطية والعدالة والسلطة الشعبية". وفي تغريدة أخرى أوضحت رجوي أنه "لا شك أن دكتاتورية الملالي الفاسدة والآيلة للسقوط ستُهزم مقابل الاتحاد والتضامن الوطني والمقاومة والصمود واستمرار انتفاضاتكم العادلة". وتابعت: "إن إسقاط نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين هو أول خطوة للخروج من أزمة الفقر والغلاء والجوع والبطالة التي تتصاعد يوميا". ودعت رئيسة زعيمة المقاومة الإيرانية: "أدعو دول العالم الى اشتراط علاقاتها بنظام ولاية الفقيه بوقف قمع التظاهرات العارمة للشعب الإيراني". ووجهت رجوي، عبر حسابها على "تويتر" باللغة الفارسية، التحية والتقدير لجموع الإيرانيين الأحرار، في كافة المدن الإيرانية الثائرة، الذين قرروا مواجهة النظام الفاسد المتسبب في ارتفاع معدلات البطالة وموجات الغلاء. فيما أصدر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بيانا، قال فيه: "في ثالث يوم من الانتفاضة، حاول نظام الملالي يائسا تنظيم تظاهرة مضادة لكنه مني بالفشل الذريع، ففي طهران صرف نظام الملالي وخلافا لعادته عن تنظيم مسيرة خوفا من رد فعل المواطنين الغاضبين، واكتفى بالتجمع في مصلى طهران، لكن هذا التجمع لاقى لامبالاة غير مسبوقة رغم بذل النظام كل جهده الحكومي، حيث لم يشارك فيه حتى كثيرين من العناصر الوفية للنظام". وأضاف البيان أن "الشعارات التي أطلقت في التظاهرة المضادة اليوم من مكبرات الصوت بشكل رسمي، تعكس مخاوف نظام الملالي من السقوط المحتوم منها شعار: «الحركة الخضراء الأموية، سالكة على درب رجوي». كما وفي منابر صلوات الجمعة، استحضر الملالي المجرمون الموصوفون بأئمة الجمعة، خطر مجاهدي خلق على النظام، من بينهم الملا «عَلَم الهدى» عضو مجلس خبراء قيادة النظام وممثل خامنئي في مدينة مشهد، الذي حذر المواطنين من تلبية دعوة منظمة مجاهدي خلق التي تقودها امرأة إلى الخروج في الشوارع والتحول إلى وسيلة لانتصار العدو". واستعرض البيان أحداث الاحتجاجات موضحا أن: "بعد ساعة من هزيمة تظاهرة الملالي المضادة ، تظاهر طلاب جامعة طهران ورفعوا شعارات «أيها الاصلاحي الاصولي، كفى زيفك»، و«استح سيد علي واترك الحكم»، و«الموت للدكتاتور». قوات الحرس وقوات البسيج ورجال الأمن المتنكرون يتجولون مذعورين هنا وهناك ولا يسمحون لأحد بالتصوير ويصادرون موبايلات المواطنين. وأغلقت عناصر المخابرات، بوابة الجامعة وتمنع خروج الطلاب فيما يهتف الطلاب: «استح يا خامنئي واترك الحكم»، و«استحي يا قوى الأمن»، و«لا نريد الحكم قسرا، ولا نريد شرطة عميلة»، وأرادت قوات مكافحة الشغب الراكبة الاخلال في تظاهرة الطلاب بعد شن هجوم عليهم بالهراوات، الا أنها اضطرت إلى الهرب اثر مقاومة الطلاب. من ناحية أخرى خرج المواطنون الأبطال في كرمانشاه، يوم السبت إلى الشوارع من جديد، رغم انتشار كثيف لقوات القمع. انهم هتفوا: «لا غزة ولا لبنان، روحي فداء إيران» وألقوا اللوحات وحاويات النفايات وسط الشارع في بداية شارع بهشتي بهدف اغلاق الطريق. وأما التظاهرة لأهالي مدينة «شهر كرد» فانطلقت من تقاطع «استانداري» بشعار الموت للدكتاتور. وهاجمت القوات القمعية المدججة بالتجهيزات الكاملة في الميدان، المواطنين واعتقلت عددا من الشباب الذين اشتبكوا مع أزلام النظام. وتتجول عناصر النظام في الشوارع وتصول لإخافة المواطنين". واختتم البيان بالقول: "إن المقاومة الإيرانية تدعو عموم المواطنين لاسيما الشباب المنتفضين، إلى مزيد من الاتحاد والتضامن ومنع اعتقال المتظاهرين ومساعدة الجرحى والمصابين، وتطالب عموم الهيئات الدولية بالعمل العاجل والفاعل لإطلاق سراح المعتقلين". وفي أول رد خارجي، دعت الولاياتالمتحدةالأمريكية، كل الدول إلى دعم الشعب الإيراني علنا في مطالبه بحقوقه الأساسية، بعد احتجاجات شهدتها عدة مدن إيرانية تطالب بمكافحة الفساد في البلاد. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت إن واشنطن: "تدين بحزم اعتقال متظاهرين سلميين"، وتابعت "نحض كل الدول على أن تدعم علنا شعب إيران ومطالبه بحقوقه الأساسية وبإنهاء الفساد"، مضيفة: "إن القادة الإيرانيين حولوا دولة مزدهرة ذات تاريخ وثقافة غنيين، إلى دولة مارقة تصدر العنف وسفك الدماء والفوضى". من جهته، غرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على صفحته الرسمية عبر "تويتر"، مستنكرا الاعتقالات التي طالت المحتجين في إيران، وقال: "هناك العديد من التقارير عن الاحتجاجات السلمية من قبل مواطنين إيرانيين تضرروا من فساد النظام، وإهدار ثروات البلاد لتمويل الإرهاب في الخارج. يجب على الحكومة الإيرانية احترام حقوق شعبها، بما في ذلك الحق في التعبير عن نفسها. العالم يراقب!". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز: "يجب على الحكومة الإيرانية احترام حقوق شعبها، بما في ذلك الحق في حرية التعبير". وكتبت ساندرس في تغريدة على صفحتها في "تويتر"، أن المواطنين الإيرانيين غير راضين "يحتجون سلميا ضد فساد النظام، وتبديد الثروة الوطنية لتمويل الإرهاب في الخارج".